ويأتيك من طهران بنبأ عظيم

ويأتيك من "طهران" بنبأ عظيم!

ويأتيك من "طهران" بنبأ عظيم!

 العرب اليوم -

ويأتيك من طهران بنبأ عظيم

عريب الرنتاوي

      ثمة ما يشي بأن "شيئاً ما" يتفاعل داخل طهران، قد يسفر عن حدوث عن تحولات مهمة في السياسة الخارجية الإيرانية حيال الغرب والمنطقة والصراع العربي – الإسرائيلي، لكن آليات صنع السياسة وتعقيدات "توازن القوى" داخل النظام السياسي الإيراني، تجعل من السابق لأوانه، إطلاق التقديرات القطعية والتوقعات الجازمة. أمس الأول، أحال الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ملف التفاوض مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني من "مجلس الأمن القومي" إلى وزارة الخارجية ... تطور قد يبدو "بيروقراطياً" في الأحوال العادية، لكنه ليس كذلك في الحالة الإيرانية الراهنة، فالوزير الجديد، محسوب على مدرسة "الدارسين في الغرب"، وقد سبق للرجل أن تولى مهمات "تفاوض" سرية مع الولايات المتحدة، خصوصاً في زمن الحرب على العراق، ويُنظر إليه في الغرب، بوصفه "محاوراً مقبولاً" ... وهو تطور يعكس رغبة الرئيس الجديد في الإشراف المباشر على هذا الملف. وأمس الأول أيضاً، وجّه الرئيس الإيراني الجديد عبر حسابه على "تويتر" رسالة تهنئة ليهود العالم بعامة، ويهود إيران على وجه الخصوص، برأس السنة العبرية "Rosh Hashanah"، وعندما ردّت عليه إحدى الناشطات اليهوديات بسؤال / طلب للاعتراف بالمحرقة النازية "الهولوكوست"، ردّ عليها وزير الخارجية الجديد أيضاً، محمد جواد ظريف، بالقول أننا نعترف بوقوع المحرقة، وأن من كان ينكرها، لم يعد موجوداً بيننا، في إشارة إلى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. أحد كبار حلفاء الرئيس الإيراني الجديد، سبق وأن أثار زوبعة كبرى، عندما حمّل النظام السوري مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية في دمشق (الغوطة الشرقية) ... التصريحات المنسوبة للرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رفسنجاني، ما زالت تتفاعل داخل أروقة صنع القرار في إيران وعواصم المنطقة، وهي ما زالت موضع تساؤل وجدل. والحقيقة أن "نبرة" جديدة تلوّن الخطاب الرئاسي الإيراني وتطغى عليه ... فلا حديث "نارياً" عن إزالة إسرائيل عن الخارطة، ولا وعود بتدميرها وحرقها ... ولا وعود بحروب تحرق الأخضر واليابس نصرةً لمحور "المقاومة والممانعة" ... ما نسمعه من الرئيس روحاني وفريقه، حديث سياسي ودبلوماسي بامتياز، حديث "رجل دولة"، لا "زعيم ثورة" ... حديث تصالحي في وجهته الرئيسية، تشي بأننا أمام احتمال حدوث استدارة في السياسة الخارجية الإيرانية. لكن النظام السياسي الإيراني ليس مركزياً كما يُظن ويُعتقد، فهناك العديد من "مراكز القوى" و"مؤسسات صنع القرار" التي تأتلف وتختلف في أثناء صياغة القرار وسم التوجه ... صحيح أن "الولي الفقيه" يلعب دوراً محورياً في هذا النظام، وهو دور يراوح ما بين "السلطة المطلقة" و"تنسيق المواقف وتوحيد التوجهات" بين مختلف المراكز ... الأمر الذي يملي على المراقبين للشأن الإيراني، التدقيق في "المكانة" التي تتمتع بها الرئاسة والموقع الذي يحتله الرئيس في هذه المنظومة. حتى الآن، لا يبدو أن تغييراً قد طرأ على خطاب "الصقور" و"التيار الثوري" في السلطة الإيرانية ... هؤلاء ما زالوا يتحدثون بـ “مألوف" الخطاب الثوري لجمهورية إيران الإسلامية ... والمرشد الأعلى للثورة ما زال يعد إسرائيل بالزوال، ويتهدد الغرب بأفدح الخسارات إن هو فكّر في الاعتداء على "محور المقاومة"، وبما يتعاكس مع توجهات الرئيس ووزيره ... ما يعني أن صورة الموقف الإيراني واتجاهات تطوره، لن تتضح قبل أن تستقر "توازنات القوى الجديدة" في إيران، كما تكشّفت عنها نتائج الانتخابات الأخيرة، وحصيلة الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين. إيران قوة إقليمية مؤثرة، لا يمكن القفز من فوق مصالحها وأدوارها ... وكل تطور في الداخل الإيراني، سوف ينعكس بصورة مباشرة على الكثير من أزمات المنطقة وملفاتها، من العراق إلى لبنان، مروراً بسورية والخليج ومعادلات القوة والزعامة التي تنخرط في صياغتها، قوى ومحاور إقليمية ودولية فاعلة جداً. المبالغة في تقدير هذه "التحولات/ المؤشرات" يمكن أن تفضي إلى إساءة تقدير الموقف وتنعكس بأوخم العواقب على أصحابها، حتى وإن صدرت عن "أحسن النوايا وأصدقها" أو عن تفكير "رغائبي" ... أما إنكار هذه التحولات وعدم الإقرار بأهميتها، فمن شأنها أن يعرض أصحابه لعنصر المفاجأة، بحث تدهمهم التغييرات في إيران، من دون أن يتحسبوا لها أو أن يأخذوا الاحتياطات الكافية للتعامل معها ... فلننتظر لنرى. نقلا عن موقع القدس  للدراسات السياسية 

arabstoday

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

الصديق الثرثار

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كوندورسيه يلتحف الكوفية

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مقاييس النجاح في زمن القوة الخشنة!

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أين الزلازل يا شيخ فرنك؟

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية؟

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

تخوين الملكة رانيا!

GMT 01:10 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مهرجان كان الـ77 يرسم ملامحنا ونرسم ملامحه

GMT 01:07 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كان إذا تكلم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويأتيك من طهران بنبأ عظيم ويأتيك من طهران بنبأ عظيم



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:49 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

السؤال الشائك في السودان

GMT 17:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز

GMT 23:22 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حادث مروّع في عُمان يوقع قتلى وجرحى

GMT 00:46 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم؟

GMT 17:10 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

القذائف تتساقط على وسط مدينة رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab