لائحة الاتهام الأمريكية وما بعدها

"لائحة الاتهام" الأمريكية وما بعدها

"لائحة الاتهام" الأمريكية وما بعدها

 العرب اليوم -

لائحة الاتهام الأمريكية وما بعدها

عريب الرنتاوي

بكل المقاييس والمعايير، تبدو "لائحة الاتهام" الأمريكية لسوريا، أقل صدقية ومهنية من تلك التي نُسبت إلى كولن باول قبل عشر سنوات تقريباً، حين قدّم الوزير / الجنرال مرافعته الشهيرة في الأمم المتحدة، للبرهنة على امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل وصلات متينة مع القاعدة ... مرافعة كيري ومعها تقرير الاستخبارات، أقل إقناعاً وأضعف حجة، لأسباب عديدة، منها على الأقل، أن معظم، والبعض يقول جميع، المعلومات التي أوردها التقرير، مُستقاة من مصادر مفتوحة أو من مصادر المعارضة السورية، وبما يذكّر بدور أحمد الجلبي وأمثاله، في تضليل الاستخبارات الأمريكية، عن سوء تقدير منها، أو ربما لرغبة في تجميع أية أدلة وشواهد، بما فيها أكثرها كذباً وتلفيقاً. أنت بحاجة لأن تثق بالإدارة الأمريكية، وحسن نواياها، وسلامة سرائرها، حتى تصدق ما ورد في تقرير الاستخبارات، لكن بعد تجربة العراق وما سبقها ورافقها وأعبقها، من تجاوزات وتعديات على "القيم" و"المبادئ" و"الأخلاق" و"القانون الدولي" ... بات من الصعب على الرأي العام الدولي (والأمريكي كذلك) تصديق ما يصدر عن الإدارة، وأخذه على محمل اليقين ... ولعل هذا ما حصل بالضبط، في مجلس العموم البريطاني الذي أطاح برغبة حكومة كاميرون في المشاركة بالحرب، استناداً لـ"السابقة العراقية"، وربما كان شيئاً مماثلاً سيحدث لو أن فرانسوا هولاند أو باراك أوباما، عادا للجمعية الوطنية الفرنسية والكونغرس الأمريكي لطلب الإذن قبل الذهاب إلى خنادق القتال. هي الحرب إذن، وقد بتنا نعد الساعات الأخيرة بانتظار طلقتها الأولى ... هي الحرب التي باتت حاجة أمريكية، للرئيس والإدارة، بحثاً عن استعادة الدور والهيبة والمكانة والصورة، من دون أن يكون لها صلةبمجريات الأزمة السورية وتطوراتها وضروراتها ... هي الحرب، وقد باتت محكومة بحسابات واشنطن الداخلية، أكثر من حسابات الصراع الدائر في سوريا وعليها. لكنها، "حرب في فنجان"، إن صدقت النوايا الأمريكية المعلنة بأنها لا تشبه أي حرب قبلها ... وأنها محدودة وسريعة وبأهداف منتقاة بعناية فائقة، لا تستهدف إسقاط النظام، ولا تسعى في تحقيق تحوّل استراتيجي في موازين القوى على الأرض ... والأهم من كل هذا وذاك، أنها الحرب التي ستفتح الطريق للمفاوضات والحل السياسي و"جنيف 2"، هذا على الأقل ما تردده أوساط سياسية ودبلوماسية غربية وحتى عربية، في عمان وغيرها من عواصم المنطقة. قبل نهاية الأسبوع الحالي، من المقرر أن يكون الرئيس الأمريكي قد التقى نظيره الروسي على هامش قمة الدول العشرين الغنية في سان بطرسبورغ، والأرجح أن واشنطن ستعمل على إنفاذ الضربة العسكرية قبل هذه التئام هذه القمة، وثمة معلومات تحدثت عن ضربة قد تكون حصلت قبل أن يرى هذا المقال النور، إذ ليس من المعقول أن يطأ أوباما أرض روسيا فيما صواريخه وطائرات تدك معاقل الجيش والنظام في سوريا ... وإن تأخرت الضربة إلى ما بعد قمة العشرين الكبار، فمعنى ذلك أنها قد لا تحصل أبداً، وهذا أمر مستبعد بكل الحسابات والمقاييس، بالنظر لكلفته الباهظة على الولايات المتحدة ورئيسها في الداخل وعلى الساحة الدولية. وثمة ما يعزز الاعتقاد بأن الضربة العسكرية الأمريكية قد تعزز فرص الحل السياسي، بعد أن أدركت واشنطن حجم المصاعب والعراقيل التي تحول دون تنفيذ ضربة تكتيكية لنظام الأسد، دع عنك إعلان حرب شاملة عليه ... وسيكون بمقدور واشنطن وحلفائها، الادعاء بنجاح هذا المعسكر في "استعادة التوازن"، بعد أن فقد أركانه توازهم على الأرض إثر "معركة القصير" وما تلاها من تقدم ميداني للجيش السوري النظامي، وسيكون بالإمكان ادعاء الذهاب إلى "جنيف 2" من موقع الأنداد والمتكافئين، حتى لا نقول من موقع المنتصر، وثمة في تصريحات معظم عواصم العالم، بمن فيها تلك الذاهبة إلى حرب مع سوريا، ما يؤكد أولوية الحل السياسي وحتميته. لكن بالقدر الذي قد تحرّك فيه ضربة عسكرية محدودة جمود الحل السياسي التفاوضي، بالقدر الذي تحمل في طياتها مخاطر الانزلاق إلى مواجهة غير محسوبة، وفوضى يصعب السيطرة عليها ... كما أن فرص أن يكون الأسد جزءاً من الحل، بعد الضربة العسكرية، قد تكون أصعب بكثير مما كانت عليه قبلها ... وهذه ستكون بلا شك، عقبة كؤود في وجه "جنيف 2"، هي كانت كذلك من قبل الضربة، لكنها ستكون أكثر صعوبة وتعقيداً بعدها. على أية حال، يبدو التكهن بما سيأتي بعد الضربة ضرباً من المجازفة، كالضربة ذاتها ... ذلك أن الكثير سيعتمد على "بنك الأهداف" التي ستضربها الصواريخ الأمريكية، وطبيعة الرد السوري على هذه الضربة والكيفية التي سيتصرف بها حلفاء دمشق حيالها ... هذه الأسئلة والتساؤلات، وكثيرٌ غيرها، ستجد أجوبتها الشافية بأسرع مما يُظن، وإن غداً لناظره قريب.

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لائحة الاتهام الأمريكية وما بعدها لائحة الاتهام الأمريكية وما بعدها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab