صبر أردوغان حين ينفذ

صبر أردوغان حين ينفذ؟!

صبر أردوغان حين ينفذ؟!

 العرب اليوم -

صبر أردوغان حين ينفذ

عريب الرنتاوي

هل تذكرون كم مرة نفذ فيها صبر السيد رجب طيب أردوغان، أو كاد ينفذ؟ ... نفذ صبره على الأسد قبل أزيد من عشرين شهراً ... نفذ صبره على "حصار حمص" وفي "القصير" ... وقبلها كان صبره قد نفذ في حلب ... واليوم ينفذ صبره على أكراد سورية ... والرجل لم يبد أي قدر من "الصبر" على أية حال فيما خص ساحة تقسيم وحديقة "غيزي" ... واليوم ينفذ صبره على مجريات "الانقلاب العسكري" في مصر، ويتصرف كما لو كان أحد المعتصمين في ساحة "رابعة العدوية"، أو أحد خطباء منصتها الشهيرة، وليس كزعيم لدولة أجنبية، من المفروض أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. يخال المراقب لتصريحات السيد أردوغان، سيما إن أتيحت له مراقبة "لغة الجسد" وانفعالاته، أن زلزالاً على أعلى "تدريجات ريختر" سوف يصيب المنطقة صبيحة اليوم التالي لإعلانه نفاذ الصبر واستنفاذه ...بيد أن شيئاً من هذا لا يحدث عادة ... فالأحداث تتوالى وفقاً لوتيرتها المعتادة، وكأن تصريحات من هذا النوع، لم تصدر أبداً ... فلماذا يحرص رئيس الحكومة التركية على تكرار الموقف ذاته، وبالعبارات ذاتها، وهو الذي يدرك بلا شك، أنها "فقدت زخمها"، ولم تعد تؤخذ على محمل الجد، برغم ما فيها من معاني التهديد والوعيد والإنذار؟ هنا يكمن "الإسهام الشخصي" للزعيم التركي في صوغ السياسة الخارجية لبلاده ... هنا يبرز "دور الفرد في التاريخ" ... والفرد هو حصيلة التجارب والعقد والتطلعات الشخصية والحسابات الذاتية، في المقاوم الأول ... وهو فيما يصدر عنه، قد يتفق وقد يفترق مع حسابات الدولة واعتبارات المصالح العليا للدولة التي ينبغي للسياسة الخارجية أن تكون المجسد لها والمعبر عنها. الأسد ما زال في مكانه، وديفيد كاميرون يتوقع بقاءه هناك لسنوات قادمة ... والجيش السوري بات في وضع أفضل مما كان عليه، منذ أن نفذ صبر السيد أردوغان لأول مرة ... واحداث تقسيم وغيزي لم تنته مفاعليها بعد، والأرجح أنها كانت وستكون، المسمار الأخير في نعش "الطموحات الرئاسية / السلطانية" لرئيس الوزراء ... أما مرسي الذي وصفه أردوغان بأنه رئيسنا جميعاً، فقد صار صفحة في كتاب التاريخ المصري الحديث لا أكثر ولا أقل. والحقيقة أن من يتعين عليه أن يجأربنفاذ الصبر أو يلوّح به، هو الشعب التركي، وليس رئيس حكومته المنتخب لولاية ثالثة ... فتركيا اليوم، وبعد عشر سنوات من الإنجاز الاقتصادي والديمقراطي، تتقهقر إلى الوراء بكل معايير الحريات ومقاييسها، وبعد أن كانت سجناً كبيراً للصحفيين، أصبحت ساحة لمطاردتهم في أرزاقهم وأعمالهم ووظائفهم، هم وكل من ثبت "تورطه" بجريمة التظاهر السلمي في الساحة الشهيرة. وثمة ما يشي بأن هناك من قال أو سيقول قريباً للسيد أردوغان بأن "يداك أوكتا وفوك نفخ" ... فسوريا التي بدت ورقة قوة رئيسة بين يديه، تتحول إلى عبء عليه وخاصرة ضعيفة لأمن بلاده ووحدتها واستقرارها ... ألوف الجهاديين الذين عبروا الحدود تحت سمع وبصر وبتسهيل من مخابراته، يرتدون كتهديد على أمن تركيا واستقرارها ... ويقظة المسألة الكردية في سوريا، تعقّد إلى حد كبير، الحلول العرجاء والمتعثرة للمسألة الكردية في تركيا ... واستهداف "النظام العلوي" في دمشق، بخطاب مذهبي من أنقرة، أيقظ "المسألة العلوية" في تركيا، دع عنك التيار الكمالي بمدارسه المختلفة، الذي لم يرفع الراية البيضاء بعد. آخر فصول الخسارات التركية / الأردوغانية جاءت من مصر، حيث تنتشر على نطاق شعبي واسع، مشاعرالغضب والاستياء والاستنكار لمواقف السيد أردوغان المنحازة لجماعة دينية على حساب الجماعة الوطنية المصرية ... وحيث تعج الصحف ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، بعشرات التعليقات التي تسخر من الموقف التركي وتندد به، مما سيكون له أفدح الأثر على صورة تركيا في العالم العربي ومستقبل العلاقات العربية – التركية. حتى حلفاء تركيا، الذي استعجلوا تدخلها ومهدّوا الطريق لدورها القيادي في المنطقة (نكاية بإيران لا حباً بتركيا)، أقول حتى هؤلاء، بدأوا ينفضّون من حول تركيا، ويظهرون الخشية والانتقاد لدورها ومواقفها من الأزمة المصرية، ومن يقرأ الإعلام السعودي أو يستمع إليه، لن تفوته ملاحظة مثل هذا التحول في المزاج الخليجي بعامة، والسعودي بخاصة، من أنقرة وحزبها الحاكم وزعيمها الذي كان كارزمياً ذات يوم. نفهم أن تكون للشخص (الزعيم) مطامع وتطلعات تتصل بذاته وبنظرته لنفسه ومستقبله الشخصي ... ونفهم أن يكون للحزب الحاكم "تفضيلاته" حين يختص الأمر بعلاقات الحزب مع نظرائه وأقرانه من الأحزاب التي يرتبط معها بوشائج فكرية وعقائدية ... لكننا لا نفهم أبداً أن تكون هذه أو تلك، سبباً في قطيعة بين بلدين وشعبين، خصوصاً حين يكونا بوزن تركيا ومصر ... لا نقبل أن تؤسس هذه ولا تلك، لقطع أو قطيعة على مستوى علاقات (شعب – شعب) ... فالزعماء زائلون، والأحزاب تتعاقب على السلطة والمعارضة، أما الثابت فهو العلاقات القارّة بين البلدين والشعبين ... أردوغان يقامر بهذه العلاقات، ويغلّب عليها طموحاته الشخصية ومصالحه الحزبية...ألم نقل من قبل، أن الرجل الذي ارتبطت باسمه شخصياً أهم إنجازات تركيا في السنوات العشر الفائتة، يكاد يصبح عبئاً على تركيا بعد أن كان ذخراً لها؟.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صبر أردوغان حين ينفذ صبر أردوغان حين ينفذ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab