إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري

إدلب... بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري

إدلب... بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري

 العرب اليوم -

إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري

بقلم - عريب الرنتاوي

ملامح التفاهمات الروسية – التركية حول إدلب باتت واضحة للعيان، وهي «مفصلة» على مقاييس المخاوف والحسابات المعقدة لكل من الطرفين ... تركيا لا تريد موجات نزوح جديدة بعد أن فقدت «ورقة اللاجئين» قيمتها، والأهم أنها لا تريد للفصائل المحسوبة عليها أن تصطلي بنيران القصف الروسي والزحف السوري ... في المقابل، روسيا معنية قبل كل شيء، بتصفية آخر معاقل الإرهاب في قلب «سوريا المفيدة»، وتمكين النظام من بسط سيطرته على محافظة استراتيجية بحجم وموقع إدلب، فضلاً عن أنها تريد أن تضع حداً، مرة واحدة وإلى الأبد، للتهديدات التي تتعرض قاعدة «حميميم» بالطائرات المسيرة التي تطلقها النصرة وبعض من حلفائها.

بهذا المعنى، يمكن القول إن الطريق باتت معبدة لقمة ثلاثي أستانا المنتظرة في مطلع الشهر المقبل في طهران، وأن الضوء الأخضر قد أشعل أمام تقدم القوات السورية على آخر معقل للجماعات الإرهابية، وأحد أهم الحصون المتبقية للمعارضات المسلحة ... ولا يبدو أننا سننتظر طويلاً قبل أن نشهد على اندلاع «أم المعارك» في الحرب الدائرة في سوريا وعليها، بعد أن استكملت الأطراف حشد قواها وشحذ أسلحتها، بانتظار ساعة الحسم والاستحقاق.

المشهد شديد التعقيد، فإدلب آخر موقع لجبهة النصرة في سوريا، بسقوطها ستكون المنظمات الإرهابية قد غادرت آخر معاقلها الكثيفة بالسكان ... وإدلب تحولت إلى معقل لفصائل سورية مسلحة وازنة، مدعومة بقوة من قبل أنقرة... وفي إدلب يتجمع مسلحون أجانب، استجلبوا «اهتمام» كل من الصين (الإيغور) والروس (الشيشان) منذ زمن طويل، وكذا عواصم عربية ودولية أسهت بقسطها في «تصدير المجاهدين» إلى ساحتي الجهاد الكبريين: سوريا والعراق.

في «النص» الروسي لهذه التفاهمات، النصرة هي الهدف الأول، بل وربما تكون الهدف الأوحد للمعركة المقبلة في إدلب ... ولا ندري إن كان ذلك مقبولاً بحرفيته من قبل دمشق وطهران والضاحية الجنوبية لبيروت، الأطراف الأقرب لبعضها البعض في «محور المقاومة والممانعة» ... لا أدري إن كانت هذه الأطراف الثلاثة تتوفر على «هامش» للمناورة، يوفرها «النص» الروسي، كأن يجري توسيع دائرة المواجهة والحسم، أو أن تتحول المعركة مع «النصرة» إلى حرب متدحرجة مع الفصائل الموالية لما تسميه دمشق رسمياً: الاحتلال التركي.

إذا عدنا لتجربة الحرب في سوريا، نرى أن دمشق وطهران وحزب الله، لطالما تجاوزا على «النص» الروسي، وعملوا على توسيع «هوامشه»، انطلاقاً من تباين في الأولويات والحسابات ... فالنظام يخشى المعارضة المسلحة خشيته من المنظمات الإرهابية، حتى لا نقول أكثر منها، والسبب أن أحداً لن يلومه إن هو شن أعنف حملات «التطويق والإبادة» للجماعات الإرهابية، بيد أنه سيجابه بأوسع حملات التنديد والإدانة، عندما يحوّل فوهات مدافعه صوب من يسمون بـ»المعارضة المعتدلة» ... ثم، إن فرص وصول الجماعات الإرهابية إلى مقاعد التفاوض والعملية السياسية معدومة تماماً، بيد أنها ما زالت قائمة ومطلوبة حين يتعلق بالجماعات الأخرى ... هنا تفترق حسابات الحقل الروسي مع حسابات البيدر السوري.

في مطلق الأحوال، فإن «كسر ظهر» النصرة في إدلب، ومن سيواليها من الفصائل، سيضعف مناعة الفصائل الأخرى، ويحدث اهتزازاً في خطوطها الدفاعية وقدارتها الهجومية، وبما قد يجعلها «لقمة صائغة» أمام زحف القوات النظامية المحتشدة بكثافة على أطراف وحدودها ...

مثل هذا السيناريو، ربما تنبّهت له أطراف دولية، يزعجها هذا التقدم المتسارع والحاسم لموسكو ودمشق في سوريا، وربما لهذا السبب بالذات، رأينا عودة ثلاثية مفاجئة لـ»نغمة» السلاح الكيماوي، جون بولتون يهدد ويتوعد، وتردد لندن وباريس صدى تهديده ووعيده ... هذا الفيلم شاهدناه من قبل، ومن غير المستبعد أن نعاود مشاهدته من جديد، بعد أن وضعت «الخوذ البيضاء» عناصرها في أقصى درجات الاستنفار، ويجري تمهيد إدلب لتكون خشبة مسرح جديدة، لمسلسل من الضربات والعقوبات، التي لن تتوقف عن دمشق، بل ستتخطاها إلى موسكو.

 

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تفجيرات إسرائيلية تستهدف مناطق متعددة في جنوب لبنان
 العرب اليوم - تفجيرات إسرائيلية تستهدف مناطق متعددة في جنوب لبنان

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab