عصفوران بحجر واحد
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

عصفوران بحجر واحد

عصفوران بحجر واحد

 العرب اليوم -

عصفوران بحجر واحد

بقلم : عريب الرنتاوي

هل يعقل أن يكون لجماعة “الخدمة” بزعامة فتح الله غولن، كل هذا النفوذ في المؤسستين العسكرية – الأمنية والقضائية التركية؟ ... وكيف أمكن لجماعة دينية، هي أقرب لمنطق “الإخوان المسلمين” ومناهج عملهم وتفكيرهم، وهي الشقيقة التوأم للعدالة والتنمية، أن تُسقط قلاع العلمانية – الأتاتوركية الشرسة من داخلها على النحو الذي تصوره الرئاسة والحكومة التركيتين؟

وهل يعقل أن يكون عشرات ألوف الموظفين المدنيين والمدرسين والأكاديميين والسفراء والإعلاميين، متورطون بالمحاولة الانقلابية الفاشلة؟ ... كيف أمكن للسلطات التركية، أن تربط كل هؤلاء، دفعة واحدة، وبجرة قلم، بالمؤامرة الانقلابية الفاشلة؟ ... ما الأدوار التي قاموا بها، وكيف أمكن كشفها، وكيف تصدر الأحكام وتنفذ العقوبات بحقهم، حتى من دون أن يتقدم أي منهم إلى المحاكمة، وقبل أن تتشكل لجنة التحقيق بملابسات المشروع الانقلابي؟

الوقائع التركية التي أعقبت الخامس عشر من تموز/ يوليو، تشير إلى أن السيد رجب طيب أردوغان، ومعه قبضة من أركان “حكومة الظل” في تركيا، المكونة من أقرب وأخلص المستشارين والمريدين والأتباع، أرادواضرب عصفورين بحجر واحد: الأول، ضرب منافسه الأشرس، وحليفه الأسبق، فتح الله غولن، في إطار الصراع بين أجنحة الحركة الإسلامية التركية المعاصرة، وهذا ما يفسر إغلاق مدارسه وجامعاته ومؤسساته الإعلامية والاجتماعية، وكل “الكوادر” التي عملت معه، والذين يعرفهم حزب العدالة والتنمية جيداً، فهم “إخوة الخندق الواحد” حتى الأمس القريب.

والثاني، ضرب قلاع العلمانية – الأتارتوركية واقتلاعها من جذورها، وذلك في إطار الصراع “الهوياتي” الذي لم تنج منه تركيا، ولم تنجح في اجتيازه منذ انهيار “السلطنة” وسقوط “الخلافة”، وتأسيس الجمهورية الكمالية .... وهذا ما يفسر الانقضاض على الجيش، وإخراج أكثر من ثلث جنرالاته من الخدمة وحملة المناقلات والتنقلات، وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية، وإنشاء كيانات عسكرية وأمنية موازية على أساس الولاء للحزب والزعيم، وضرب القضاء والمحكمة الدستورية التي ظلت بدورها أحد أهم حصون العلمانية التركية.

ومن يقرأ لائحة المستهدفين بالإجراءات الأخيرة، يجد أنها متناقضة للغاية، ولا يجمع أفرادها بعضهم إلى بعض، أي جامع من أي نوع، سوى “التهمة الجاهزة”: الضلوع في مؤامرة الكيان الموازي .... جنرالات أتاتوركيون، قضاة كماليون، رجال دين ومدرسين وإعلاميين إسلاميين، نشطاء “الخدمة” وكوادرها، رجال أعمال لطالما مولوا حملات أردوغان الانتخابية إبّان “شهر العسل” الذي جمعه بفتح الله غولن ... خليط غريب عجيب من “المتآمرين”، لا يلتقون على شيء إلا على كونهم “معارضين” لتوجهات “الزعيم”.

هي لحظة “تاريخية” بامتياز، لطالما انتظرها السيد أردوغان بفارغ الصبر، وقد جاءته على “طبق الانقلاب الفضي”، والمؤكد أنه سيغتنمها حتى آخر قطرة، لتكريس زعامته، وتصفية خصومه، و”فك وتركيب” الدولة التركية الحديثة، والقضاء على المنافسين، وتجفيف البنى التحتية لهم، سواء أكانوا إسلاميين من طرازه وشاكلته، أو علمانيين، لطالما ناصبهم وناصبوه أشد فصول العداوة والصراع ... وسيمارس الرئيس كل “صلاحيات الطوارئ” التي منحها لنفسها، لاستكمال هذه الأجندة، ولن تكون تركيا بعد الطوارئ وحملة “الفك والتركيب”، كما كانت عليه قبلها.

مستفيداً من حالة الاستنفار الشعبي المعادية للانقلاب، ومن التفاف المعارضة حول الحزب الحاكم دفاعاً عن تركيا وتجربتها الديمقراطية، سيعمل أردوغان على “تقويض” القاعدة المؤسسية والشعبية لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، آخر القلاع الحزبية والاجتماعية للأتاتوركية، تحت طائلة الاتهام بـ “دعم الإرهاب أو التعاطف معه”... مثلما عمل على تقويض حزب الشعوب الديمقراطي برفع الحصانة عن معظم نوابه، توطئة لتقديمهم للمحاكم، بحجة دعم الإرهاب الكردي هذه المرة، ومثلما فعل بخصومه داخل “التيار الإسلامي التركي”، ودائماً بذريعة “الإرهاب ذاتها ... كل من يعارض أردوغان، هو إرهابي بدرجة ما، ومن نوع ما.

ولأن الرجل يعرف ماذا فعل بتركيا وما الذي سيفعله في قادمات الأيام، ويدرك تمام الإدراك، أن مشروعه بإعادة صياغة تركيا على صورته ومقاسه، سيصطدم باعتراضات وانتقادات دولية قادمة لا محالة، فقد أخذ يمهد منذ الآن، لإعادة “تموضع” تركيا على الخريطة الإقليمية والدولية ... فتح النار على الغرب من دون استثناء، وكال له الاتهامات بالجملة والمفرق، ولوّح بالانسحاب من مفاوضات “عضوية الاتحاد الأوروبي” وجمّد بعض الاتفاقات المبرمة مع بروكسيل، وهدد الولايات المتحدة بإغلاق صفحة “التحالف الاستراتيجي” ... والمؤكد أنه سيسعى في توثيق علاقاته مع روسيا، التي لا تكترث لمقولات حقوق الانسان والديمقراطية في علاقاتها الدولية، وسيوثق علاقاته أكثر مع إسرائيل التي تفضل التعامل مع الدكتاتوريات على الديمقراطيات في منطقتنا، وسيتقارب أكثر مع إيران وربما على نحو غير مسبوق، وليس مستبعداً أن يُحدث استدارة في سياسته وتحالفاته السورية، وقد يكون اجتماع الحادي عشر من آب/ أغسطس الجاري مع سيد الكرملين، نقطة تحوّل في وجهة السياسة الخارجية التركية.

عشرُ سنوات سمان، عاشتها تركيا تحت قيادة “العدالة والتنمية” ورجب طيب أردوغان، ستتبعها عشرٌ عجاف، قضت تركيا خمساً منها حتى الآن في فوضى الأزمة السورية والحرب الأهلية في جنوب شرق الأناضول و”العشق الحرام” مع “داعش” و”صفر أصدقاء”، ولا ندري ما الذي ينتظر البلاد في السنوات الخمس القادمة، وكيف ستكون حالها وصورتها عندما تحتفل في العام 2023 بالمئوية الأولى للجمهورية.

 

arabstoday

GMT 05:33 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

عن القدس والانتخابات

GMT 04:29 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 05:43 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 18:43 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

حتى لا تصرفنا أزمات الداخل عن رؤية تحديات الخارج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصفوران بحجر واحد عصفوران بحجر واحد



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab