بانتظار التاسع من أيلول أو الحادي عشر منه

بانتظار التاسع من أيلول أو الحادي عشر منه

بانتظار التاسع من أيلول أو الحادي عشر منه

 العرب اليوم -

بانتظار التاسع من أيلول أو الحادي عشر منه

عريب الرنتاوي

      بإحالته ملف "الضربة العسكرية لسوريا" إلى الكونغرس، يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد منح الدبلوماسية، عن قصد أو من دونه، فسحةً من عشرة أيام، لتفعل فعلها في احتواء الموقف ووقف التصعيد، وإعلاء شأن الخيار التفاوضي والحلول السياسية للأزمة السورية، تحت مظلة "جنيف 2". وثمة تطوران هامان، يتعين مراقبتهما خلال الأيام القادمة، لمعرفة الوجهة التي ستسلكها الأحداث والتطورات، وسيكون لهما أثراً هاماً على مداولات الكونغرس وقراراته النهائية ... الحدث الأول، ويتمثل في اجتماعات قمة العشرين، وما سيحصل على هامشها من لقاءات ثنائية، أهمها لقاء أوباما – بوتين، وهذه قد تكون فرصة "ربع الساعة الأخير"، قبل "الضغط على الزناد"، فإن حصل تقدم/اختراق على مسار التوافق الروسي الأمريكي، سيكون لذلك أثر بالغ في توجيه قرارات الكونغرس الأمريكي، وإن ظلت مواقف القطبين على حالها، تعاظمت احتمالات الخيار العسكري، وليس مستبعداً في حالة كهذه، أن تختار واشنطن يوم الحادي عشر من سبتمبر موعداً لتنفيذ ضرباتها العسكرية، لما لهذا اليوم من دلالات رمزية في الوعي والوجدان الجمعي الأمريكي، فتبدو الحرب الأمريكية على "الكيماوي" امتداداً للحرب الأمريكية على الإرهاب. الحدث الثاني، ويتمثل في انتهاء لجنة التحقيق الدولية من إعداد تقريرها حول ما جرى في الغوطة الدمشقية، صحيح أن التقرير "سيُجهّل الفاعل"، لأن الكشف عن هويته ليس من صلاحيات الفريق، بيد أن الكشف عن أنواع المواد الكيماوية المستخدمة، وطرق استخدامها، وكل ما يحيط بالجريمة من ملابسات، قد تساعد في كشف الفاعلين والمتسببين، وكلما كان التقرير أكثر تحديداً وتفصيلية، كلما ساعد على حسم الجدل الدولي عن الجهة المسؤولة عن الجريمة، أما مراوحة التقرير في دائرة "الغموض" و"العمومية الفضاضة" فسيدفع كل فريق للتمسك بروايته. في هذه الأثناء، ستكون لدى قنوات الاتصال الدبلوماسية، الخلفية منها والأمامية، فسحة للعمل على تدوير الزوايا الحادة في مواقف الأطراف، وسوف تتاح للرأي العام الدولي، فرصة أرحب للتعبير عن موقفه من الحرب / الضربة، وفي هذا السياق، تشخص الأنظار إلى اجتماعات البرلمان الفرنسي الأربعاء المقبل في باريس، فإن قرر أن يحذو حذو مجلس العموم، مستنداً إلى الغالبية الشعبية المناهضة لاشتراك فرنسا في أي عدوان على سوريا، سيكون قد بعث برسالة قوية إلى الكونغرس، بصرف النظر عمّا إذا كان قرار البرلمان ملزماً لحكومة هولاند أم لا، أما إذا نجح الرئيس الفرنسي المتحمس لاستعادة أمجاد بلاده الكولونيالية في هذه المنطقة، فستكون تلك رسالة مشجعة لصقور الكونغرس ومحافظيه الجدد والقدامى. على أية حال، لقد انطوى قرار الرئيس الأمريكي برمي الكرة إلى ملعب الكونغرس، العديد من الأسئلة والتكهنات، بعض حلفاء سوريا، اعتبروه نصراً لمحورهم الذي أظهر تماسكاً استثنائياً، وفي ظني أن هذا التقييم ينطوي على ادّعاء مبالغ فيه ... فالرئيس الأمريكي، كان أعلن قبل عدة أيام، أنه لن يذهب إلى الحرب منفرداً، فإن استعصى عليه استصدار قرار عن مجلس الأمن (وقد استعصى الأمر فعلاً)، فسيلجأ إلى تشكيل ائتلاف دولي عريض، وهي مهمة تعرضت لصفعة قوية بعد انسحاب بريطانيا من المعادلة إثر قرار مجلس العموم، وبعد الانقسام الذي شهده "حلف الناتو" وأخرجه من دائرة النار والمعارك، ولم يتبق أمام أوباما سوى البحث عن مظلة الكونغرس، وهذه بدورها أقل المجازفات كلفةً، فإن نجح في الحصول على التفويض، وهذا محتمل، يكون قد وزّع دم السوريين على القبائل الأمريكية من جمهوريين وديمقراطيين، وإن فشل في مسعاه، يكون قد ردّ الكرة إلى الأمة وممثليها في مجلسي الكونغرس، وخرج بمظهر "البطل الديمقراطي"، الذي تنازل طوعاً عن بعض صلاحياته، انسجاماً مع إرثه الرئاسي، الذي طالما انتقد أسلافه لعدم رجوعهم إلى المنتظم الدولي أو الكونغرس قبل الخروج إلى خنادق الحرب والقتال. صحيح أن أوباما وأركان إدارته، كانوا منهمكين في قياس حجم وطبيعة ردّات فعل النظام السوري وحلفائه، وصحيح أيضاً، أن وجود امتداد إقليمي ودولي للنظام في دمشق، كان على الدوام (من بين أسباب أخرى)، مدعاة للتردد في استحضار أيٍ من سيناريوهات الحروب السابقة، لكن الصحيح كذلك، أن واشنطن، تعلم علم اليقين، حدود ردّات الفعل هذه وأوزانها، والأرجح أنها لم تؤخذ بالتصريحات النارية المتطايرة في وسائل إعلام "محور المقاومة والممانعة"، التي تذكر بدورها بـ"السيناريو العراقي"، ولكن من المقلب الآخر: مقلب الوزير الصحاف والناطقين باسم نظام الرئيس الراحل صدام حسين. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد ذهب صدام حسين ونظامه في لحظة انتقال تاريخية نادرة بين نظام الحرب الباردة ونظام القطب الواحد، في حين أن بشار الأسد ونظامه، يكابد للبقاء في لحظة انتقال مشابهة، بين نظام القطب الواحد، ونظام التعددية القطبية الآخذ في التشكل على المسرح الدولي الآن ... مصير صدام حسين قرره "العصر الأمريكي" والقوة الأمريكية التي لا رادّ لها، أما مصير بشار الأسد، فسيكون الاختبار الأول لمعادلات النظام العالمي الجديد وتوازناته الدقيقة. على أية حالة، لقد طاشت جميع التقديرات، ومن بينها تقديراتنا، بأن الضربة العسكرية ستسبق اجتماعات بطرسبورغ، لكنها ما زالت خياراً مطروحاً على جدول أعمال الأزمة السورية، وإن لم تُملْ الفترة الممتدة حتى اجتماع الكونغرس بالنشاط الوقائي والاستباقي، فإن من المرجح أن نعود لممارسة طقوس القلق والتحسب والانتظار، بعد تسعة أيام على أبعد تقدير. نقلا عن موقع القدس للدراسات السياسية 

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بانتظار التاسع من أيلول أو الحادي عشر منه بانتظار التاسع من أيلول أو الحادي عشر منه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab