بقلم:أسامة غريب
أعلن شرحبيل بن نوسة فى الميكروفون عن بدء فعاليات مهرجان رباب حنفى للشعر العمودى.على رصيف قهوة حردوف، اصطفت الجماهير من حارة ودن القطة وما جاورها لمشاهدة الشعراء الكبار فى الجلسة التى طال انتظارها. اضطر حمامة الفلايكى لإلغاء مقابلة مع أنطونيو جوتيريش ليحضر المهرجان.
على المنصة جلس الشاعر نعمان كَرَفْس وبجواره الشاعر سيد الغويط. أمسك الأستاذ كرفس بالميكروفون وقال: يطيب لى فى هذه الليلة المباركة أن أعلن أمامكم أن مشروعى الشعرى قد اكتمل ولم أعد أريد من الدنيا شيئًا سوى أن أفوز بجائزة رباب حنفى قبل أن أموت. ضحك الأستاذ سيد الغويط متسائلًا: هل تقصد أنك أقوى من المتنبى وأروع من شوقى؟ رد كرفس فى عصبية: متنبى مين وشوقى مين، ده احنا معلمين.. لو الباب يخبّط نعرف بره مين! أيده شرحبيل بن نوسة مضيفًا: فعلًا ذات مرة البوليس كبس، والأخ كرفس عرف بره مين من تلقاء نفسه!. دق حمامة الطاولة بيده ليضع حدًا للكلام الفارغ، ثم تدخلت زوزو هانم قائلة: أنا غير مستريحة لهؤلاء الناس.. إنهم لا يشبهون الشعراء، وأراهم فى أحسن الأحوال من ضمن العائدين من الأوفسايد؟. انبرى نعيم شمبانزى مدافعًا: إن المنجز الثقافى للرجلين يرفعهما ويضعهما مع عبده فرج وعوض حسنين فى نفس الصف!. أضاف المعلم حردوف: أنا سمعت أن الأستاذ كرفس شاعر مجدد، فهل هذا صحيح؟. قال كازوز من خلف سحابة الدخان: نعم مجدد رخصة الفيزبا منذ أسبوع!.
أحس حمامة بالحيرة ثم طلب من أنطوان أن يذهب بسرعة ويأتى لهم بالأستاذ «كمال أوانص» من حارة رقبة الوزة باعتباره حاصلًا على جائزة «رباب حنفى» فى أدب الطفل والكهل. عندما حضر أوانص بادره شرحبيل بالسؤال: نعمان كرفس أجدع أم المتنبى؟ بدون تردد قال: التمر حنة!. نهره حمامة مهددًا بأن يرفعه فوق الشجرة إن لم يستقم ويقول قولًا حسنًا. خشى الأستاذ أوانص من العقاب فاعتدل فى جلسته قائلًا: باعتبارى أديبًا كبيرًا يمكننى القول إن المتنبى لم يحقق انتشارًا فى حارة ديل السمكة وحارة عين الكتكوت، بينما أعمال كرفس تغمر مناطق الرشاح الجنوبى إلى جانب أعمال خليل حنا تادرس. علّق أونكل: إن هذا الرجل الذى يزكى نفسه ويرفعها فوق المتنبى يذكرنى بالرجل الذى قال: أنا عتريس.. أنا بلوة مسيّحة!.
أحس نعمان كرفس بالحرج فقال: يا جماعة دى كانت نكتة، لقد كنت أمزح مع أخويا الغويط من باب الفرفشة والنعنشة، فلا تنفخوا أوداجكم بدون داع. رد سمير ألبرتو بصوت حانق: يا سيد كرفس.. إن أول شروط الحديث المازح الساخر أن يكون دمك خفيفًا وروحك مرحة. قال شرحبيل مخاطبًا حمامة: هل نمنح أحدهما الجائزة أم نجعل أنطوان يرفعهما على الشجرة؟ نظر حمامة للأفق ثم أشعل غليونه وقال: جائزة رباب حنفى كثيرة عليهما.. امنح أحدهما جائزة أم سامبو وخلاص. رد شرحبيل ضاحكًا: يا حمامة يا أخويا.. رباب حنفى هى نفسها أم سامبو!. قال الفلايكى بنفاد صبر: سأذهب للقاء جوتيريش، ثم أنظر فى هذا الموضوع بعد عودتى.