لبنان الذى يحلمون به

لبنان الذى يحلمون به

لبنان الذى يحلمون به

 العرب اليوم -

لبنان الذى يحلمون به

بقلم : أسامة غريب

الطائفية المعلنة والمعترف بها فى لبنان قضت عمليا على إمكانية قيام دولة حقيقية هناك. فى البداية، وعلى ضوء مشروع سايكس بيكو، كان المفترض أن تقوم دولة لبنانية لا تضم سوى الموارنة تكون متطلعة لأوروبا بالفكر والثقافة والثراء، لكن ما حدث أن الآباء الأوائل طمعوا فى أن يوسعوا من دولتهم ويضموا إليها مناطق يسكنها مسلمون.

ولقد قدّروا أن يكونوا السادة فى الدولة الوليدة، وأن يجعلوا الشيعة فى الجنوب خدما للأسياد، أما بالنسبة للمسلمين السُنة فقد كان المأمول أن يكونوا فى منزلة الوسطاء بين طبقة النبلاء وطبقة المنبوذين المحرومين فى الجنوب. طبعا لم تسر الأمور على هذا النحو، وإنما تقلبت الخريطة السياسية بين تجاذبات دولية وكانتونات صحفية، ثم تدفق اللاجئون الفلسطينيون على لبنان بأعداد كبيرة وسط مد قومى وقرارات عربية أتاحت للمقاومة أن تدير عملياتها ضد العدو من الأراضى اللبنانية.

هنا شعر الموارنة بالفزع، إذ لم يكفهم الصعود السنى والتململ الشيعى حتى يضاف إلى ذلك الوجود الفلسطينى أيضا. هذه الحالة عززت التوجه الطبيعى نحو إسرائيل باعتبارها تتشابه مع الدولة المارونية التى كانت فى خيال مؤسسى لبنان، ومن هنا يمكننا فهم الرغبة الحارقة لدى قطاعات من اللبنانيين فى أن تدهس إسرائيل حزب الله وتبيد حاضنته الشعبية بالكامل.

ومن الطبيعى أن يقفز إلى الذهن جيش أنطوان لحد وسعد حداد، مع تصور وجود خطط يتم تداولها الآن لتلافى أخطاء الماضى عند الشروع فى إنشاء ميليشيات جديدة موالية لإسرائيل على جثة المقاومة. الوعد أو الحلم الذى يقدمه خصوم المقاومة فى لبنان للجماهير هو إقامة وبناء جوهرة متوسطية تضارع ممالك فى الغنى والثروة والحياة المرفهة.

لكن عندما يصطدمون بمن ينبههم إلى أن لبنان بلد فقير يخلو من الموارد، وأن الخلاص من حزب الله لن يأتى بأنهار العسل واللبن، لكنه سيسلم البلد للسفارات الأجنبية دون وجود قوة محلية وازنة تردع الاستعماريين عن الولوغ فى اللحم اللبنانى، وأن البلد سيكون تحت رحمة المقرضين الدوليين الذين ما دخلوا بلدا إلا وخرّبوه وجعلوا سكانه يعيشون على الكفاف. هذه الحقيقة يعلمها زعماء الطوائف الذين يبيعون لجمهورهم حلم الثراء والأبهة.

يعلمون كذلك أنهم لن يكونوا أثرياء، لكنهم سيكونون فى أحسن الأحوال مثل دول الاعتدال التى تمسك بالهواء وتأكل الهواء وتركب الهواء!. هنا تأتى الفكرة المنطقية التى لا يوجد سواها. ما دام لبنان بلد بلا موارد وما دام السلام مع إسرائيل لن يأتى بالمال والثروة، فقد يكون الحل أن يتحول لبنان إلى إسرائيل جديدة مجاورة وموازية لإسرائيل القديمة، بمعنى دولة يتولاها الغرب ويتعهدها بالتسليح والإنفاق والرعاية مثلما يفعل بالضبط مع إسرائيل.

دولة يدللها العالم ويسمح لها بالتوسع فى الجوار العربى، مع دمج حلم إسرائيل الكبرى فى حلم لبنان الكبرى. هذا ليس خيالا شاطحا، لكنه خطط يتم تدارسها على الأرض على وقع قنابل الأعماق التى تقوم بتقليب التربة اللبنانية وعجنها بلحم البشر!.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الذى يحلمون به لبنان الذى يحلمون به



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab