معتز بالله عبد الفتاح
قرأت فى أكثر من مصدر أجنبى كلاماً عن حرب عربية بقيادة المملكة السعودية ضد نظام بشار الأسد وداعش فى سوريا.
على سبيل المثال كشفت شبكة «سى إن إن» الإخبارية عن خطط السعودية للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها لمكافحة تنظيم «داعش» فى سوريا، مضيفة أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندى، وأن معظم الأفراد سعوديون مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حالياً.
وقالت الشبكة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى إن المغرب التزمت بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التى ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.
وأوضحت أن قائمة الدول الآسيوية المشاركة تشمل ماليزيا وإندونيسيا وبروناى والتى أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثى إلى السعودية.
وكانت السعودية قد أعلنت يوم الخميس الماضى استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا.
وقالت إنها مستعدة للمشاركة فى أى عمل عسكرى برى فى سوريا إذا قرر التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة بدء عمليات برية.
وقال العميد أحمد عسيرى، مستشار وزير الدفاع السعودى، فى مقابلة مع قناة «العربية» التليفزيونية، إن المملكة كانت دائماً عضواً فاعلاً فى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الذى يحارب التنظيم فى سوريا منذ عام 2014 ونفذت أكثر من 190 مهمة جوية.
وأضاف «العسيرى» أن السعودية -التى تقود عمليات عسكرية ضد الحوثيين فى اليمن- تعتقد أن هزيمة التنظيم تتطلب من التحالف الجمع بين العمليات الجوية والبرية.
وقال: «إذا ما أصبح هناك إجماع من قادة التحالف، فالمملكة على استعداد للمشاركة فى هذه الجهود لأننا نؤمن أن العمليات الجوية ليست الحل الأمثل بل لا بد أن تصاحبها عمليات أرضية».
وعند سؤال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربى عن التصريحات السعودية، رد بأن التحالف يؤيد بشكل عام زيادة مساهمة الشركاء فى الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنه قال إنه لن يعلق على المقترح السعودى المذكور إلا بعد الاطلاع.
وأعلن الكرملين أن موسكو تتابع باهتمام خطة السعودية حول إجراء عملية برية فى سوريا. وأضاف أن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد لقاءً مع ملك البحرين، بعد غد، وقال متحدث الرئاسة الروسية، ديميترى بيسكوف: «لا نملك حالياً ما يؤكد وجود خطة بالفعل لدى الرياض لإجراء عملية برية فى سوريا»، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن لديها «أسباباً جدية» تحمل على الاعتقاد بأن تركيا تعد لتدخل عسكرى بالأراضى السورية، وهو ما نفته أنقرة واتهمت موسكو باختلاقه للتغطية على «جرائمها بسوريا»، حسب الجانب التركى. وتوجه آلاف السوريين الفارين من الحملة العسكرية التى يشنها النظام السورى فى «حلب» شمال سوريا، نحو الحدود التركية، وأغلقت السلطات التركية الحدود فى منطقة كيليس، واستعاد الجيش النظامى السورى «بلدة عتمان» الاستراتيجية، الواقعة على أعتاب مدينة «درعا»، جنوب سوريا.
إذن؛ الأمور تزداد تعقيداً والمفاوضات تعثرت ويبدو أن الأطراف السورية والإقليمية اتفقوا على سيناريو الانتحار الجماعى؛ وسيكون على مصر الاختيار بين أن تقف مع حليفتها السعودية أو حليفتها الروسية أو أن تقف على الحياد، ولكل اختيار تكلفته.