على سبيل التذكرة

على سبيل التذكرة

على سبيل التذكرة

 العرب اليوم -

على سبيل التذكرة

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

مما جاء فى الأثر: لا تحمدن أحداً على فضل الله، ولا تذمنّ أحداً على ما يعطيك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص أو ترده عنك كراهية كاره، وإن الله بفضله وعدله قد جعل الروح والفرح فى الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك. سبحانه يعطى من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله، سبحانه قد يعطى وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطى وقد تأتى العطايا على ظهر البلايا، وقد تأتى البلايا على ظهر العطايا وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ.. بفضلها يا رب لا تكلنا إلى أحد، وأغننا يا رب عن كل أحد، يا من إليه المستند، وعليه المعتمد، خالق البشر فرد صمد، منزه فى ملكه ليس له شريك ولا ولد ورزقه ميسر يجرى على طول المدد، يا إلهنا خذ بأيدينا من الضلال إلى الرشد، ونجنا من كل ضيق ونكد يا إله الفضل بحق «الله الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد».

يا رب سبحانك ولا تُقال إلا لك، نؤمن بحكمتك ولا نجرؤ على ادعاء فهم كل مُرادك، جعلت الأرضَ فسيحة مبسوطة وميزت بعضها على بعض، وجعلت الإيمان يرتبط بأرض مقدسة يتصارع عليها أتباع الديانات ذبحاً وتقتيلاً، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

يا رب.. هل مما يرضيك أن يجور القوىُ على الضعيف وأن يُفنِى الجبارُ المستضعفَ؟

يا رب البشر، سبحانك ولا تُقال إلا لك، قلت إنك لا تغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، يا رب عجزنا عن أن نغير ما بأنفسنا، ووقعنا فى شرك خداع النفس، أطلقنا اللحى وبالغنا فى المظهر وضاع منا الجوهر، قرأنا حروف القرآن وضيعنا حدوده، يا رب بلغت القلوب الحناجر وأيقنا ألا ملجأ منك إلا لك ولا من أنفسنا إلا بالعودة إليك. يا رب أجريت على ألسنتنا أن ندعوك بأن يلى أمورَنا خيارُنا، ولكننا ضللنا الطريق فما عرفنا كيف نُتْبعُ الدعاءَ العمل،

يا رب عَلِمنا ولم نلزم، وقلنا ولم نَصدُق وها نحن نعترف بذنوبنا لك. يا رب لقد بلّغ نبيُك الرسالةَ ونحن نشهد، وأدى الأمانةَ ونحن نقر، وما فقهنا ونحن نعترف. يا رب سبحانك ولا تُقال إلا لك، قول رسولك صدق، حذرنا من أن تتداعى علينا الأممُ يوم نكون كثيرين ولكننا بلا قيادة وبلا وحدة كغثاء السيل، نتجادل فى أين «حبل الله» كى نعتصم به. ربنا واحد وقبلتنا واحدة وكتابنا واحد ونبينا واحد، ومع ذلك عدنا إلى خلق الجاهلية يضرب بعضنا رقاب بعض، وما تعلمنا أن أعداءنا اتحدوا ضدنا كالجسد الواحد إن اشتكى منهم عضو تداعى له سائر جسدهم بالسهر والحمى، أما نحن «فقد أدخلنا أبرهةَ فى كعبتنا وأَذَّنا (للكعبةِ ربُ)، نحن نفوسٌ حقَّ عليها السيفُ وحق الضربُ وتزدهرُ فيها الأمراضُ ويمرضُ فيها الطبُ، لا ذنبَ لنا، لا ذنبَ لنا، نحن الذنبُ» (من قصيدة لأحمد مطر).

يا رب.. لقد عدنا إلى الجهالة يضرب بعضنا رقاب بعض، اللهم أنقذنا من أنفسنا ومن جهالتنا. يا رب وصفت المؤمنين بدعائهم ألا تجعلهم فتنةً للذين كفروا، أى ألا تجعلهم دليلاً يتخذه الكافرون على صدق كفرهم وكذب الإيمان بك. يا رب لقد أصبحنا فى هذه الفتنة فأخرجنا منها إنا عاجزون.

يا رب.. آمنا ألا منجى منك إلا إليك، ولا نجاة من قدرك إلا بقدرك، فاقدر لنا ولبلدنا ولأهلنا الأمن والخير الرزق.

يا رب.. فى عامنا الجديد هذا أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وألهمنا اجتنابه.

آمين.

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على سبيل التذكرة على سبيل التذكرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab