علِّمني يا الله كيف أحبك

علِّمني يا الله كيف أحبك

علِّمني يا الله كيف أحبك

 العرب اليوم -

علِّمني يا الله كيف أحبك

بقلم - سحر الجعارة

 

ماما «ماجى» أو «ماجى جبران».. أو كما يلقبونها «الأم تريزا المصرية» هى راهبة قبطية أرثوذكسية، من مواليد 1949، والدها هو «جبران جورجى» وكان يعمل طبيباً بشرياً، ومنه تعلمت الحكمة والهدوء والاتزان وحب الفنون والموسيقى..

متزوجة ولديها أولاد، كانت تعمل أستاذة فى الجامعة الأمريكية تخصص علوم كمبيوتر، وفى عام 1985 ذهبت فى زيارة لحى الزبالين بالمقطم، صدمتها حالة الفقر والبؤس التى يعيشها الأطفال فى هذه المنطقة، سمعت صوت الله يناديها لمساعدة المحتاجين، يرشدها إلى حسن خلافته على الأرض، يكلفها بمهمة رفع المعاناة عن أطفال الشوارع.

وهنا تغيرت حياتها، نذرت نفسها للعمل الخدمى، وكرّست حياتها لتكون صوت الأمل لليائسين، أصبحت جندية تحارب الفقر والجهل والمرض، تعطى فى صمت، وتهرب من المدح والثناء، لتجسد آية القديس «بولس».. (معك لا أريد شيئاً فى الأرض).

(أنت لا تختار أين تولد، ولكنك تختار أن تعيش الخطية أو القداسة، أن تكون لا أحد، أو أن تكون بطلاً، وإذا أردت أن تكون بطلاً افعل ما يطلبه الله منك أن تفعله).. بهذه الكلمات حددت ماما «ماجى» بوصلة أهدافها فى الحياة، اختارت أن تحترف غرس المحبة فى الأحياء العشوائية، أن تعلِّم الفقراء فن الحب وترسم على وجوههم البسمة، وتغلف قلبها بورق الورد وتوزعه على المحرومين والمهمشين.

أمام الضعف والعوز لا تفرق ماما «ماجى» بين مسيحى ومسلم: (علِّمنى يا الله كيف أحبك، وعندما أحبك حقاً سأحب كل الناس).. لكن كثيراً من النخبة والمثقفين لم يسمعوا عن تلك الراهبة، التى تنسج خيوط القداسة برسالتها السامية، إلا عندما تم ترشيحها لجائزة نوبل عام 2012.. وحين سألوها عن «نوبل».. قالت: (بحب ربنا وهو اللى يفرق معايا لا يشغلنى الفوز بجائزة نوبل للسلام، فضحكة طفل عندى أهم).

أما الأطفال فى الأحياء الفقيرة فيعرفونها جيداً.. يعرفون ملامحها المطمئنة، وحضورها الروحانى الطاغى، وثوبها الأبيض الملائكى، وينتظرون إطلالتها، ليلمسوا الحنان الساكن بكفَّيها وهى تهديهم الحلوى المطعَّمة بالحكمة، ويرافقونها إلى الحضانة.. وهناك تطبق درس السيد المسيح «عليه السلام»، تغسل للأطفال أرجلهم ووجوههم بيديها، وتُلبسهم صنادل وشباشب فى أقدامهم ليأخذوا عنها درس التواضع وقتل الكبر والغرور.

فى عام 1985 أسست «ماجدة جبران» مؤسسة «ستيفن تشيلدرن» الخيرية، التى تقوم رسالتها على المساهمة فى إنقاذ الحياة وصُنع الأمل وحفظ الكرامة البشرية للأطفال والشباب الفقراء والأقل حظاً، وتوفير التعليم والتدريب لهم، بالإضافة إلى مساعدة أسرهم لتحسين وضعهم المعيشى.وهى تقول عن المؤسسة إنها تنموية للإنسان كله، هدفها جسد ونفس وروح.. احتياجات الجسد من خلال إطعام الأطفال من سن 7 إلى 18، حيث يوجد الخادم مع الطفل وعائلته لمساعدتهم على مواجهة الحياة والوصول للنضج من خلال خدمتهم من الناحية الدراسية، الروحية، النفسية، الصحية..

وأما التعليم فهو مفتاح يكسر حلقة الفقر والجهل.. بالإضافة إلى تقديم وجبات صحية للطفل ومتابعته طبياً.وحتى اليوم أسست «ماما ماجى» من خلال جمعيتها 92 مركزاً توفر الرعاية والتعليم لأكثر من 18 ألف طفل، كما تسهم جمعيتها فى توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنوياً.. وذلك طبقاً للأرقام المتاحة.

حتى شهداء «ليبيا» ذهبت ماما «ماجى» إلى أسرهم بيدها الممدودة بالعطاء، تخدمهم وتعلمهم كيف يحبون الله.. إنها ترى الله فى خدمة المحتاجين وعيون الأطفال.. يهتز كيانها حين ترى طفلاً محتاجاً يقسم خبزه مع طفل آخر!حظيت ماما «ماجى» بجائزة «صُناع الأمل»، وكرّمها سمو الشيخ «محمد بن راشد» آل مكتوم حاكم دبى، نظير تجربتها فى مجال العمل الإنسانى، وخدمة الإنسانية، وحصلت على مليون درهم، ضمن خمسة فائزين من بين 65 ألف مشارك من 22 دولة.

وقتها قررت ماما «ماجى» تقديم جزء من الجائزة المالية إلى بعض المترشحين الذين وصلوا ضمن الخمسة عشر مرشحاً للتصفيات النهائية بالمبادرة، والذين يقومون بأعمال إنسانية رائعة، لتوزيع الفرحة عليهم ومشاركتها إياها ودعمهم.إنها لا تهتم بالشهرة ولا الأضواء، ولا تنتظر تكريماً أو جوائز، فحياتها موزعة بين الخلوة والخدمة.. أثناء «الخدمة» ترى أفعال ربنا ويده وعينه فى عين الأطفال والمحتاجين، أما أثناء «الخلوة» فهو يمدها بقوة الغوص فى أعماقها لتقول «يا رب ساعدنى أغلب نفسى وضعفى»، لتعود تخدم بطريقة صحيحة.كيف تستطيع أن تغلب ضعفك، وتكتشف مفتاح العطاء بداخلك.. لتسطر جملة مضيئة فى حياة إنسان.. عليك أن تفهم درس ماما «ماجى»: (المحبة الحقيقية هى أن تعطى وتغفر، وأن تعطى حتى التألم).

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علِّمني يا الله كيف أحبك علِّمني يا الله كيف أحبك



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab