نجوم الفضائح والتغييب

نجوم الفضائح والتغييب

نجوم الفضائح والتغييب

 العرب اليوم -

نجوم الفضائح والتغييب

بقلم - سحر الجعارة

 

«ميار الببلاوى»، ممثلة معتزلة ومذيعة محدودة الإمكانيات، قررت أن تكون «نجمة الفضائح»، وتسعى دائماً لأن تكون التريند على حساب أى قيمة إنسانية أو قانونية أو دينية.. و«الفضائح» سلعة رائجة جداً تحقّق الملايين (نعم الملايين) من البث المباشر على «تيك توك».. خصوصاً لو كان التريند بعنوان «ميار تنهار فى بث مباشر».

وهذا ما تفعله فى الفترة الأخيرة.. وقد خرجت على الجمهور «تبكى وتنف وتتف»، عفواً فى الألفاظ: «لقيت شيخ فاضل، اللى أنا باحبه فى الله، خاض فى عرضى وشرفى، هو شيخ جليل، وكلنا بنحبه، بس قال لى انتى جاية لى علشان أنا حطيتك على المرجيحة، أصل أنا جيت عليكى جامد على الصفحة بتاعتى، وقال عليّا باخد كل راجل ليلتين، والموضوع بدأ من حلقة بسمة وهبة، وأنا ابنى مابيكلمنيش من ساعة ما الحلقة طلعت، كل الناس عمالة تقطّع فيّا وفى عرضى، وأنا مش عايزة أقول لكم كمية المونتاج اللى اتعمل فى الحلقة»!.

القصة باختصار أنها ظهرت فى برنامج «العرافة» مع «بسمة وهبى»، وقالت إنها تزوجت من زوجها 11 مرة.. كانت تُطلق ثلاث طلقات، ثم تتزوج غيره وتعود إليه(!!).

وردّ عليها الداعية «محمد أبوبكر» فى تصريحات له: ماكنتش حابب أتكلم، لكن بعد أن تكلمت الأخت ميار الببلاوى عن أنها اتطلقت من زوجها 11 مرة وكانت بترجع بمكالمة ولجأوا للمحلل، فهى أعادت للذاكرة فيلماً سينمائياً كان يتناول ظاهرة المحلل، الأمر الذى جعل البعض يحتال على الشرع ويلجأ لهذه الطريقة.

وتابع الداعية قائلاً: إبراءً لذمتى، الإسلام برىء مما قالته ميار الببلاوى شكلاً وموضوعاً، كلامها لا يمت إلى الدين بصلة، موضحاً: ربنا جعل الطلاق 3 مرات وليس 11 مرة، وجعل المرة الثالثة حاسمة وفاصلة.

الطريف أن «محمد أبوبكر» نفسه من أشهر نجوم «تيك توك»، أى من حزب الإثارة والتريند والجرى خلف المشاهدات والأرباح المليونية.. صحيح أن تصريحات ميار غريبة وسخيفة، وكل مقابلاتها من هذه النوعية، إلا أن الرد أيضاً هو «ركوب للتريند».

ولمن لا يعرف «أبوبكر»، أحد علماء الأزهر الشريف، فهو صاحب القنبلة المدوية حول «الجن»، حيث زعم أنه يمكن للجن أن يسرق الأموال والذهب، وبعض أمتعة أو نقود بنى آدم، لأن الجن فيهم الصالحون والطالحون، قال تعالى: «وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا» (الجن: 11)، وثبت فى السنة سرقة الشيطان من طعام الصدقة، كما فى حديث أبى هريرة الطويل.

وساعتها انتفض المجتمع ذُعراً على ممتلكاته، على شرف البنت التى تزوّجت من جن تحت الأرض (ولم تُحدّد النسل).. الجن إذن هو المتهم الوحيد فى كل ذنوبنا وخطايانا، (هو الذى يسرق من أجل نفسه، أو طاعة لأمر الساحر الذى سخَّره للقيام بذلك، ويلصق التهمة بآخر)!.

فإذا سلمت عقلك لأبوبكر: (كان المفروض تدخل طب، والجان وسوس لك تدخل أدبى، وثروة صديقك كانت من حقك لكن الجن تحايل لتكويشه عليها).. وهكذا تفسر سيناريو حياتك بكل أحداثها.

لو أن لدى الجن أى إدراك أو سلطان على البشر للاحظوا موت سيدنا سليمان أمامهم قبل سقوطه على الأرض.. قال تعالى: «فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ» (سبأ: 14).أو أسعدوا «الساحر - المشعوذ» نفسه الذى يزعم تحضير الجن، بينما يعيش على التهام عقول الناس وأموالهم.. لكن «للسبوبة أحكام» وهى منتشرة فى المجتمعات العربية على حدٍّ سواء.

مع تنامى التيار السلفى التكفيرى ونشر الأفكار الميتافيزيقية والاستغراق فى الخرافة حتى الغرق.. أنت تتعامل مع كائنات لا دليل على وجودها إلا إيمانك بما جاء فى القرآن، والباقى تهيؤات وخزعبلات وغيبوبة فكرية وجهل وتجهيل.إذن نحن أمام فريقين يتنافسان على جذب المشاهدات والمتابعين وما يستتبعهما مباشرة من «أرباح مادية».

لسنا أمام خلاف على أنها استعانت بـ«محلل» لتعود إلى زوجها أم لا.. حتى ميار الببلاوى نفسها سبق أن افتعلت أزمة و«تريند بالطبع» حول على شهادتها لتبرئة الفنانة وفاء مكى فى قضية تعذيب الخادمتين، ثم تراجعت بعد أن أصبحت حديث الملايين.

إنه سيرك حقيقى على السوشيال ميديا، وكأنه إلهاء وتغييب متعمّد للناس عن القضايا الجادة.. ما لا أفهمه حتى الآن كيف يسمح الأزهر باستخدام لقب «عالم أزهرى»، وهو كما يوحى لا بد أن يكون صاحبه ملتحقاً بالعمل بالأزهر (لكن أى خريج أزهرى يكتب هذا اللقب).. وأيضاً لا أفهم ما سر الإصرار على ظهور «نجمة الفضائح» ميار الببلاوى (!!).. نحن للأسف أصبحنا ندور فى حلقة مُفرغة من التفاهة والتسطيح.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجوم الفضائح والتغييب نجوم الفضائح والتغييب



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab