من المسؤول

من المسؤول؟

من المسؤول؟

 العرب اليوم -

من المسؤول

بقلم - كريمة كمال

«أحمق من يقطع شجرة كتلك عمرها أكثر من ألفى عام ليقيم مكانها مبنى أو كوبرى سينهار على أكثر تقدير خلال مائة عام، فتاريخ تلك الشجرة الموجود فى حديقة أنطونيادس أقدم من تاريخ 95% من دول العالم».

ما جرى فى مصر الجديدة جرى فى غيرها، لكن ربما هى النموذج الأمثل لكل ما جرى وما يجرى، خاصة فى الإسكندرية التى تم تشويه الكورنيش فيها بمبان ضخمة تحجب الرؤية تماما وتنزع عنه ما كان يتمتع به من امتداد مفتوح على البحر.. وأنا أتساءل هنا: أين التنسيق الحضارى؟ ومن الذى يأخذ كل هذه القرارات؟ من الذى أخذ قاعدة أن أى مكان خال يتحول إلى كافية أو مقهى أو محل؟!.. أصبح الازدحام والتكدس بالأبنية هو السائد الآن، لم يعد هناك تخطيط بل استغلال لكل مساحة للاستفادة منها ماديا لتأجيرها، حتى لو نتج فى النهاية شىء قبيح يشوه المكان.

كتب أحدهم هذه الكلمات على الفيسبوك.. والواقع أن كثيرين كانوا قد بدأوا يصرخون على مواقع التواصل مما نما إلى علمهم عن بدء العمل داخل الحديقة العريقة وإزالة بعض الأشجار. وبصرف النظر عما ورد من إنكار بعض المسؤولين إلا أننى لا أصدق هذا الإنكار، فما جرى فى الإسكندرية وما جرى فى مصر يؤكد أن هناك من يمد يده باسم التطوير ليشوّه أجمل ما فى بلدنا، وأتمنى أن يثبت أنهم لن يدمروا حديقة أنطونيادس، وأن ما يجرى مجرد تقليم للأشجار كما قالت إحدى المسؤولات.. لكننا لا نستطيع أن ننتظر لنرى، خشية أن نرى تدميرًا آخر.. فهل نسينا كيف كانوا يريدون إقامة كوبرى يمر من فوق كنيسة البازليك لولا صرخاتنا واعتراضنا وتصدينا بحملة قوية؟!.. وانظروا لما حدث فى مصر الجديدة.. وانظروا لما حدث فى كورنيش الإسكندرية.. كل يد امتدت بدعوى التطوير شوهت ما هو جميل وقائم منذ عشرات بل آلاف السنوات.. مصر الجديدة لم تعد هى نفس الحى الهادئ الجميل المقسم بطريقة بسيطة، والذى تستطيع أن تتجول فيه بحرية واستمتاع. أصبح هذا الحى السكنى مجرد طريق سريع لمرور السيارات بسرعة فى طريقها للعاصمة الإدارية، أما الحى وسكانه فقد أصبحوا غرباء عنه لا يستطيعون التجول فيه كما اعتادوا، لم يعد الحى حيهم، اختلفت المعالم تمامًا.. والأسوأ هذه المقاهى والكافيتريات التى أنشئت تحت الكبارى وفى كل بقعة توفرت حتى لو كانت فى الأصل مجرد حديقة صغيرة.

لا أعرف ما رأى الناس فى هذه الأبراج الضخمة التى يخاصمها الجمال والتى أقيمت بدلا من مثلث ماسبيرو!.. لن أتحدث هنا عن ازدحام المنطقة فى الأساس، وكيف يمكن لها أن تتحمل مثل هذه الأبراج الضخمة.. سوف أتحدث هنا عن جمال العاصمة، لقد فرحنا بشدة بالتطوير الذى حدث فى منطقة وسط البلد أو القاهرة الخديوية، لأننا نعتز بشدة بتراثنا.. فلماذا لا نضع هذا التراث فى حسابنا عندما ننشئ مناطق جديدة بدلا من أن يكون الهدف هو الاستغلال المادى وحده، حتى إن جاء على حساب جمال الموقع؟!.

القاهرة والإسكندرية ليستا مدينتين حديثتين يمكن العبث بهما بمثل هذه الطريقة.. هاتان مدينتان عريقتان يجب الحفاظ عليهما وعلى ملامحهما، ويكون التدخل فيهما بالترميم والصيانة فقط، وليس بالإطاحة بمعالمهما وبما تتميزان به.. أتمنى ألا تكون هناك نية حقًا لتدمير حديقة أنطونيادس.. لكن المشكلة لا تتوقف هنا فقط بل تمتد إلى الكورنيش والقاهرة ومصر الجديدة وكل ما نعتز به من أماكن.. إذا لم يكن التنسيق الحضارى هو المسؤول عن كل هذا الذى يجرى، فمن المسؤول إذن؟!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المسؤول من المسؤول



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 العرب اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab