هل ننتظر المزيد

هل ننتظر المزيد؟!

هل ننتظر المزيد؟!

 العرب اليوم -

هل ننتظر المزيد

بقلم - كريمة كمال

أتذكر الصدمة التى أُصبنا بها جميعًا بعد مقتل «نيرة أشرف»، طالبة المنصورة، على الملأ وفى وضح النهار على يد زميلها، ثم لم تمض الأيام كثيرًا؛ حتى فوجئنا بمقتل «سلمى»، طالبة الإعلام جامعة الشروق بالزقازيق، على يد زميلها أيضًا.. وأخيرًا قتل الطالبة أمانى بالمنوفية على يد زميلها أيضًا.

ثلاث جرائم تمت بنفس الطريقة ونفس الأسباب فهل ننظر لها على أنها حالات فردية؟ هذه الجرائم يجب النظر لها بدقة شديدة ففيها ما يجمعها من تفاصيل حيث الضحية التى هى طالبة جامعية جميلة وقد تكون متفوقة وزميل لها يحبها ويريد الارتباط بها والفتاة ترفض هذا الارتباط مما يجعل الفتى غير قابل لفكرة الرفض أصلًا فيسعى لقتلها للانتقام أو حتى لا تكون لغيره.

اللافت هنا أن الحوادث الثلاث وقعت فى حضر الأرياف وفى مدن الأقاليم وهنا نتساءل عن صورة المرأة فى مثل هذه المجتمعات وتصور الرجل عن نفسه وعن المرأة بالنسبة له والتى يعتبرها ملكية خاصة له إذا ما أرادها فيجب أن يحصل عليها وأنها لا تملك الحق فى الرفض؛ ولذا فإذا ما رفضت فهو لا يتقبل الرفض بل إن الرفض يصيبه بحالة من الجنون تدفعه إلى القتل.. من أين نتج كل هذا؟ المؤكد أنه نتج عن ثقافة مجتمع تربى عليها الذكور، ثقافة نتجت من قناعات الناس ونظرتهم للمرأة وما يتم ترويجه من تفوق الرجل على المرأة وأنها بلا حقوق، وهنا يصبح الفتى مقتنعًا تمامًا بأن الفتاة التى يريدها هى ملكية خاصة له وأنه يملكها وقتما يريدها وليس من حقها أن ترفضه بأى حال من الأحوال.

من المؤكد أن المجتمع قد تغير فيما يخص المرأة، فقد وصلت المرأة إلى أعلى المناصب لكن كل هذا قد حدث من أعلى إلى أسفل، أُخذت القرارات فأصبحت المرأة وزيرة ونائبة وتقلدت أعلى المناصب بل حتى فى أسفل الهرم الاجتماعى خرجت المرأة للعمل بعد أن تعلمت وتخرجت، وربما لم تتعلم فعملت فى شتى الأعمال، أصبحت المرأة فى العمل فى كل مكان لكن هل كان معنى هذا أن المجتمع قد ترسخ فيه حق المرأة فى أن تعمل أم أنه خضع لكونها تعمل لحاجته الاقتصادية بينما هو فى الواقع مازال يحتفظ لها بنفس المكانة الأدنى ونفس النظرة التى تجعل من الرجل قيمًا عليها بدليل أننا مازلنا نسمع حوارًا عن كيف تضرب المرأة.

هذا مجتمع لم يهضم خروج المرأة للدراسة وللعمل، هذا مجتمع لم يهضم بعد خروج المرأة للمجتمع أصلًا؛ فما زال الخطاب الثقافى والدينى ينقص من حقوق المرأة وبالذات فى الأقاليم، ومن هنا نجد أن الجرائم الثلاث التى وقعت- حتى الآن- وقعت فى مدن الاقاليم، حيث تنتشر مثل هذه الثقافة وحيث تصبح الفتاة فى وسط صراع ما بين حقوقها فى أن تحدد مستقبلها كما تراه هى أو أن ترضخ لمن يريد أن يمتلكها ويجد أن له الحق فى هذا.

هذا مجتمع يسير إلى الأمام بقوة الدفع الذاتى والرغبة فى التقدم بينما كل ما يبث فيه من خطابات ثقافية ودينية تسير عكس ذلك تمامًا فينتج عن ذلك مثل هذه الجرائم.. هناك صراع حقيقى ما بين الماضى والمستقبل فى هذا المجتمع وانظروا لما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقًا على هذه الجرائم لتدركوا الهوة التى يسقط فيها المجتمع.. انظروا لمن دافع عن محمد عادل قاتل نيرة أشرف، وانظروا لكل الذين أدانوا الضحية بسبب ملابسها ولم يجدوا ما يمكن أن يقولوه عندما وجدوا أن سلمى وأمانى محجبتان؛ فلم يكن للملابس دخل بل هى النظرة الدونية للمرأة فى المجتمع وتصور أنها مجرد ملكية خاصة لا قرار ولا حق لها.

arabstoday

GMT 07:13 2024 السبت ,04 أيار / مايو

أن تمتلك إرادتك

GMT 07:10 2024 السبت ,04 أيار / مايو

دعوة الوليّة

GMT 05:50 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 05:47 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 05:44 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ننتظر المزيد هل ننتظر المزيد



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

مأزق البرهان

GMT 00:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

إشكالية الزمن!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab