فداحة الثمن الذى دفع

فداحة الثمن الذى دفع

فداحة الثمن الذى دفع

 العرب اليوم -

فداحة الثمن الذى دفع

بقلم - كريمة كمال

لا أستطيع أن أتذكر كم مرة كتبت فى الماضى فى هذه المساحة عن مشاكل بناء الكنائس.. وكم كتبت قبلها فى مساحات أخرى عبر سنوات طويلة عن نفس المشكلة!.

ثلاثون عامًا من حكم مبارك وبناء الكنائس مشكلة المشاكل التى لا تُحل. ونتيجة للمشكلة أصبح الاعتداء على مبانٍ يقيمها الأقباط قصة مكررة، ويكون السبب هو الخوف من أن يقوموا ببناء كنيسة، على أساس أن هذا مرفوض أصلا طالما أن الدولة لم تصرح به.. وكانت الدولة تتدخل فى مثل هذه الحالات لتعاقب من يقوم بالبناء على أساس أنه لا يملك ترخيصًا.. ولما كنا نقول لماذا لا تمنحوا الترخيص؟، كانوا يقولون إن هذا يستدعى إجراءات معينة.. وفى الواقع كانت هذه الإجراءات تمنع بناء أى كنيسة، بل كانت تمنع ترميم أى كنيسة.

استقر لدى الدولة المنع، واستقر لدى الناس أن هذا ممنوع، فأصبح وجود الكنائس مشكلة فعلا.. كان الأقباط يبحثون عن مكان للصلاة، فيلجأون أحيانا لإقامتها داخل عمارات ضيقة ومناطق عشوائية ومبانٍ خدمية.. وهكذا انتشر ما يمكن أن نطلق عليه «كنائس البيوت»، وهى كنائس تأخذ شكل المنازل دون منارة أو صليب فوقها، وقد بنيت بالتحايل على القانون، وتتم الصلاة بها سنوات طويلة بموافقات شفهية من أجهزة الدولة ومتوافق عليها من الجيران المسلمين، لكن لا تحوز تصاريح رسمية.

الكنيسة التى احترقت أخيرًا مساحتها لا تتعدى مائة وعشرين مترا، أى أنها لا تتعدى مساحة شقة صغيرة، وبالتالى حتى شروط السلامة والأمان بها سوف تكون صعبة، وهو ما حدث فى كنيسة أبوسيفين، وكانت الكارثة ودون أى سلامة وأمان.

مشكلة بناء الكنائس قديمة ومستمرة منذ عقود، وبعد ثورة 30 يونيو قام الإخوان بحرق الكنائس التى وصلت إلى أكثر من سبعين كنيسة، وبالتالى زادت مشكلة الأقباط فى وجود أماكن للعبادة وتقلصت المساحة المخصصة لهم للصلاة.. ثم أقر مجلس النواب القانون رقم 80 لسنة 2016 الخاص ببناء الكنائس بناء على الاستحقاق الدستورى المنصوص عليه فى المادة 235، والذى ألزم مجلس النواب بإصدار قانون منظم لعملية بناء الكنائس.. وبعد صدور هذا القانون الذى حدَّ من الموانع التى تسمح ببناء الكنائس ولكن استمرت الموانع لدى البعض فى الإجراءات، ومع ذلك، تقنن وضع الكثير من الكنائس وننتظر المزيد.

والآن وبعد أن دفع كل هؤلاء الضحايا حياتهم ثمنا لوضع مزرٍ موجود منذ سنوات، مطلوب إعادة النظر فى كل هذه الكنائس التى أقيمت دون ترخيص، وبالتالى دون أى توافر لشروط الأمان، وغالبا حالة هذه الكنائس متهالكة، وبعضها بُنى بالطوب اللبن.. وعندما يتم التقدم بطلبات للهدم وإعادة البناء أو الترميم، تواجه صعوبة بالغة.. بصرف النظر عن الوضع القانونى الذى أنتجته الأوضاع فى السنوات السابقة، علينا أن نعترف بأن هناك مئات الكنائس فى حالة متهالكة، بما يهدد حياة المصلين، أو كنائس لا تتوافر بها شروط الأمان أو موجودة فى أحياء شعبية ضيقة لا تسمح بدخول سيارات الإنقاذ، وهو الوضع الذى كانت عليه الكنيسة المحترقة.. فماذا نحن فاعلون بصددها قبل أن تتكرر الكارثة؟!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فداحة الثمن الذى دفع فداحة الثمن الذى دفع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab