وأد النبوغ واغتيال المستقبل

وأد النبوغ واغتيال المستقبل

وأد النبوغ واغتيال المستقبل

 العرب اليوم -

وأد النبوغ واغتيال المستقبل

حسن نافعة

وصلتنى الرسالة التالية من الزميل والصديق العزيز الدكتور يحيى القزاز: «عزيزى.. أكتب إليك لسببين: الأول أنك أكاديمى، والثانى أنك تعمل بالعمل العام.. ولأن السياسة لديكم علم وعمل، وفيها تخطيط استراتيجى لصنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة، أظن أنكم خير من يدرك أن الأمم المتحضرة تقدمت، لأنها اهتمت بالعلم ورعت النوابغ منذ الصغر، ووفرت لهم كل سبل التقدم والإبداع. فى زماننا هذا، وبعد ثورة 25 يناير، التى فجرها الشباب بحثاً عن غد أفضل ينعم فيه الجميع بالحرية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ونيل الحقوق بلا محاكم، من الطبيعى أن تستوقفنا حكاية شابين متفوقين هما: أحمد سعد زكى وعبدالله طارق محمد، تخرجا فى قسم علوم الأرض بكلية العلوم- جامعة حلوان خلال العام الجامعى 2012/2011، وحصل كل منهما على تقدير امتياز (تراكمى) مع مرتبة الشرف (للمرة الأولى منذ عشرين عاماً تقريباً). أحمد سعد: الأول على شعبة الجيوفيزياء، وعبدالله طارق: الأول على شعبة الجيولوجيا. ورغم تفوق الطالبين، فإننا فوجئنا بتكليف معيدين لكل أقسام كلية العلوم، باستثناء قسم الجيولوجيا. بدا الأمر كما لو كان عدم إدراج اسمى الطالبين المتفوقين ضمن قرار التكليف بالكلية وقع سهواً أو خطأ، فالخطة الخمسية للقسم تتطلب تعيين ثلاثة معيدين أوتوماتيكياً، هذا العام، بالإضافة إلى قيام مجلس القسم بالتعبير عن حاجته لتعيين 4 معيدين، هذا العام، نظراً لاستقالة ثلاثة معيدين من القسم، عامى 2011 و2012، وموافقة مجلس الكلية على هذا الطلب، وقيام أ.د. العميد بإرسال خطابات تنفيذية إلى مجلس الجامعة. وبعملية حسابية يكون المطلوب للتعيين هذا العام 6 معيدين، ورغم كل هذا لم تُكلف الجامعة معيداً واحداً لكل شعبة من قسم علوم الأرض، بما فى ذلك الطالبان المتفوقان الحاصلان على امتياز. ما يثير الاستغراب هنا، وربما يشى بسوء النية أيضاً، أن مجلس القسم قام فى الفصل الدراسى الأول بانتداب ستة من خريجى القسم الأوائل، كان من بينهم صاحبا الامتياز، وذلك لسد العجز والقيام بتدريس المقررات العملية والحقلية، وهو أمر ثابت وموثق فى محاضر مجلس القسم. وعندما ذهب الطلاب مع أولياء أمورهم لمقابلة رئيس الجامعة، للاستفسار عن عدم تعيينهم (تكليفهم)، تم التعامل معهم بغلظة ونهرهم ومطالبتهم بالذهاب والاعتذار لعميد الكلية، كى يعينهم العام القادم. لماذا؟ لأنهم تخطوه وذهبوا لرئيس الجامعة مباشرة!. فهل يمكن لأحد أن يحل لغز تكليف معيدين لكل أقسام الكلية، وحرمان قسم علوم الأرض من نوابغه؟ علوم الأرض هى المختصة بالبحث والتنقيب واكتشاف الثروات المعدنية من بترول وذهب وماس وعناصر مشعة تستخدم فى السلم والحرب وكثير من الخامات المهمة. ومصر مازالت بكراً فى اكتشاف ثرواتها، وبها أكثر من 95 موقعاً للذهب فقط. فى سياق كهذا، من حقنا أن نتساءل عما إذا كانت هناك سياسة متعمدة لوأد النبوغ والتفوق، ودفع الأجيال الشابة لكراهية العلم، وإضعاف الانتماء لهذا الوطن، والاستمرار فى العمل على تقزيم دولة تجاوز عمرها سبعة آلاف سنة؟ ألا تنطوى سياسة تحقير العلم، ومعاقبة المتفوقين على هذا النحو على نوع من القتل الجماعى لوطن بأكمله؟ وهل يمكن للمسؤولين، الذين يمارسون سياسة كهذه، أن يظلوا فى مواقعهم ينعمون بالجاه والوجاهة الاجتماعية؟. لو كنا فى مجتمع يحترم العلم لفتح تحقيقاً سريعاً فى هذا الموضوع، فإذا ما ثبت أن تجاهلهم وإبعادهم عن التعيين كان مقصوداً، تتعين فى هذه الحالة معاقبة المسؤولين بتهمة الشروع فى اغتيال مستقبل وطن، وإعادته إلى ظلام الجاهلية، فإلى متى ينعم المسؤولون المستبدون بالمكافآت وعدم المحاسبة على ضياع مستقبل شباب نابغ؟ وهل قدر مكتوب على كل صاحب حق أن يضيع عمره وينفق ماله فى دهاليز المحاكم، بحثاً عن حقه؟ وإن ناله يكون العمر قد ولّى والمال قد نضب، ولا قيمة لكنوز الأرض، بعد فوات الأوان والشباب. حرصاً على مستقبل الوطن، كونوا عوناً للشباب المتفوق لتعمقوا من حبه للوطن، ولا تكونوا عليهم، فتتسببوا فى كراهيتهم له والكفر به. د. يحيى القزاز رئيس قسم علوم الأرض المنتخب» وتعليقى على هذه الرسالة بسيط للغاية ومباشر: فحرمان طلاب تخرجوا فى كلية العلوم بدرجة امتياز، وهو أمر نادر، من حقهم فى التعيين كمعيدين فى الجامعة يشكل جريمة فى حق المجتمع كله وليس فقط فى حق الطلاب المتضررين. ولأنها جريمة تفوح منها رائحة فساد، أرجو من وزير التعليم العالى أن يحقق فى الأمر، وأن يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لكى يحصل هذان الطالبان على حقهما، ولتوقيع العقاب على كل من أساء استخدام سلطاته.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وأد النبوغ واغتيال المستقبل وأد النبوغ واغتيال المستقبل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab