على غير جاري العادة ربما

على غير جاري العادة.. ربما ؟!

على غير جاري العادة.. ربما ؟!

 العرب اليوم -

على غير جاري العادة ربما

حسن البطل

زميلتي النبيهة نائلة عطية قنصت المعلومة التالية على صفحتها في "الفيسبوك": عام 2008 أجرى صائب عريقات 200 لقاء مع نظيره الإسرائيلي. قنصت من "مجلة الدراسات الفلسطينية" الرصينة، ص 174 عدد شتاء 2011. اصطادت.. ثم سخرت: العمل جار على إحصاء عدد اللقاءات في 2009.. بدنا متطوع"؟ النظير الإسرائيلي لعريقات كان المحامي اسحاق مولخو، وصار في جاري السنة 2013 وزيرة العدل (والمفاوضات) تسفي ليفني، وصار مولخو، مستشار نتنياهو، عضواً في الفريق الإسرائيلي، ومحمد اشتية عضواً في الفريق الفلسطيني. نائلة اصطادت.. ثم سخرت، وهناك سخرية مبطّنة من تكرار العادة في العربية يقول: "على جري العادة" وهي مستحقة إسرائيلياً على كل زيارة لمسؤول أميركي، أو رائحة خطة سياسية للحلحلة قبل الحل (مثلاً 1000 عطاء لبناء وحدات سكنية عشية أول لقاء تفاوضي في البلاد بين عريقات وليفني أرفقت تسويفاً للإفراج عن دفعة الـ 26 أسيراً اعتقلوا قبل أوسلو الميمونة ـ الملعونة! هل تقول : "على جري العادة"، أم تقول : "ماذا عدا مما بدا" حتى يُلقي الجوكر (الرئيس أوباما) والآس البستوني (جون كيري) بورقة اللعب، ولعلها الولد/ الشاب المخضرم مارتين أنديك. امشوا معي مع هذا التشبيه: المفاوضات مثل سيارة مركونة ثلاث سنوات، ولتحريكها تحتاج "صعقة" كهربائية لبطاريتها الفارغة، والسيد كيري أعطى صعقة في جولته السادسة، ثم إدارة المحرك بجولة مفاوضات واشنطن (عريقات ـ ليفني) والآن في القدس سيضعون ترس حركة سرعة السيارة على الرقم واحد. لا جديد في ميكانيكا تحريك سيارة مركونة، وستتوقف لتعبئة الوقود، أو للشحن الكهربائي، وربما في مرحلة لاستبدال السائق ومعاونه وركابه (نتنياهو ـ عباس ـ كيري) وهذا السفير الأميركي السابق مرتين في إسرائيل، هو بمثابة معلم السواقة الذي يضغط تارة على دوّاسة الوقود، وتارة على المكابح.. وأخرى يمسك بعجلة القيادة عند منعطف خطر؟ هل هذا مستجد جديد؟ ليس تماماً، بل إن المستجد هو التقاط كيري طابة كرة القدم الأميركية التي رماها نتنياهو: مستعد للإقامة مع عباس في خيمة بين القدس ورام الله حتى.. "يخرج الدخان الأبيض". أنا أمسك بالكرة، وأقول إن في منتصف المسافة بين رام الله والقدس، كان هناك مبنى مدمر مهجور منذ الانتفاضة الأولى وهو مبنى "معمل العرق".. وهناك في منتصف المسافة بين القدس وأريحا مقام إسلامي للنبي موسى. المفاوضات لن تدور في منتصف المسافة بين رام الله والقدس، ولا بين القدس وأريحا، بل ستدور مداورة بين القدس وربما فندق الإنتركونتننتال الفاخر في أريحا، حيث كان المقامرون الإسرائيليون زواراً قبل الانتفاضة الثانية، أو ربما في بيت صائب عريقات في أريحا؟ أعود إلى سخرية نائلة من تعداد اللقاءات بين عريقات ومولخو في العام 2008. لماذا لأن مفاوضنا المزمن (حامل شهادة دكتوراه أميركية في التفاوض) كان قد قال إن 90% من المفاوضات تدور خارج طاولات وقاعات المفاوضات. قبل مفاجأة أوسلو المباشرة الأولى كانت تدور مفاوضات عبثية موازية وغير مباشرة في مبنى وزارة الخارجية الأميركية (مفاوضات الردهة).. ثم وصلنا إلى مفاوضات مباشرة في مقر الحكومة الإسرائيلية في القدس بين أولمرت وأبو مازن، مع رفع الأعلام.. وحركات التملق (والاحتواء؟) من أولمرت والتربيت على كتفي أبو مازن المحرج جداً من هذا الودّ الكاذب. إلى جانبها، دارت مفاوضات موازية بين تسفي ليفني ـ أبو علاء. إبّان مفاوضات عباس ـ أولمرت طرحت فكرة عقد مفاوضات في أراضي الجانب الفلسطيني في أريحا، ولم يسبق أن زار رئيس حكومة إسرائيلي مدينة سلطوية فلسطينية، ولا بالطبع عرين الرئاسة الفلسطينية في "المقاطعة" ثم ألغيت جولة مفاوضات أريحا لسبب أمني ـ سياسي، أو سياسي ـ أمني؟ مستجد مفاوضات العام 2013 ستكون مداورة بين القدس وأريحا، والبعض الفلسطيني الحانق قد يسأل: لماذا ليس بين القدس الغربية والقدس الشرقية، أو بين مقر حكومة إسرائيل ومبنى "بيت الشرق" المغلق، بعد أن كان مقرا مغلقا للوفد الفلسطيني المفاوض إلى مدريد وبعدها بقليل. في مطلع الانتفاضة الثانية، فكّر رئيس إسرائيل، موشي كتساف، بالتوجه إلى رام الله وإلقاء خطاب سلام أمام البرلمانيين الفلسطينيين.. لكن شارون منعه من هذه "الحماقة". البعض قد يرى في جون كيري شيئاً من جيمس بيكر، وفي مارتين أنديك شيئاً من هنري كيسنجر، فكلاهما أميركي يهودي مخلص لإسرائيل الصهيونية ودولتها اليهودية، ويريد تخليصها من العزلة الدولية ومن الدولة ثنائية القومية؟! الأس البستوني، جون كيري، يستعين على ترويض إسرائيل باليهودية الأميركية، كما في خطابيه أمام قادتها في حزيران ثم في آب الجاري، وعلى عناد عباس يستعين بالمبادرة العربية المنقحة بقبول تبادلات أرضية بين الدولتين. هل هناك مستجد جديد في مفاوضات العشرين عاماً أوسلوياً متقطعاً التي غذّت شكوكاً بنجاحها أعلى وأطول من "الجدار العازل"؟ "على جري العادة" كما تسخر الزميلة نائلة، أو "تفاءلوا بالخير تجدوه"!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 06:24 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 06:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

GMT 06:17 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 06:15 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حرب العلاقات العامة!

GMT 06:12 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مناظرة حضارية... وهدوء العاصفة الانتخابية

GMT 06:09 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على غير جاري العادة ربما على غير جاري العادة ربما



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab