خزعة من بيضة الكون

"خزعة" من بيضة الكون؟

"خزعة" من بيضة الكون؟

 العرب اليوم -

خزعة من بيضة الكون

حسن البطل


مقاربة أسئلة استهلالية: نسبة حوينك المنوي الى كتلة جسدك. نسبة كتلة جسدك الى كتلة الكرة الأرضية. نسبة كتلة الكرة الأرضية الى كتلة المجموعة الشمسية.. فإلى مجرة درب التبانة. نسبة كتلة مجرة درب التبانة الى مجرات الكون..الخ!
مقاربة أجوبة استهلالية: بمئات آلاف الكيلومترات تقاس المسافة بين كوكب الأرض وتابعها القمري. بدقائق ضوئية (٦،٥) تقاس المسافة بين كوكب الأرض ونجم الشمس "السّراج الوهّاج". بالسنوات الضوئية تقاس المسافة بين المجموعة الشمسية وأقرب المجموعات إليها .. وبمليارات السنوات الضوئية تُقاس المسافات بين مجرات الكون.
تساؤلات غير استهلالية: هل الكون "أحدب"؟ هل هو "نابض" كالقلب مثلاً، بحيث ينهار الى "بيضته" البدنية ثم ينفجر مجدداً؟ هل الكون يتمدد لا نهائياً.. وبسرعة الضوء، بحيث ستغدو سماء كوكب الأرض سوداء بعد مليارات السنوات (أي بعد انقراض الإنسان؟).
يؤرقني سؤال مخيف يقف فيه العقل عاجزاً عن تصور الخيال.. وهو: هل هذا الكون هو وحيد، أم أنه سلسلة من أكوان؟ فإن كانت سعة الكون بمليارات السنوات الضوئية، فما هي المسافة بين كون وآخر (كان الألف رقماً حسابياً خرافيا، وصار الألف - ألف مليوناً، ثم صار بليوناً .. ثم صار تريليوناً) .. فهل سيقال ان مسافة بين "كوننا" وأقرب "كون" مجاور هي تريليونات من السنوات الضوئية. من المتر الى سنوات ضوئية؟!
* * *
قد أفهم لماذا خصّ الخالق هذه البقعة موطناً لدياناته السماوية (ولن أقول لكم ما أفهم) لكن لماذا خصّ الخالق هذه "الذرة" المسماة كوكب الأرض لتكون، وحدها، موطن حياة عاقلة من القرد الى الإنسان، ومن إنسان النياندرتال والهوموسابين إلى أينشتاين، فإلى ستيفان هوكنغ، المشلول بجسده إلا من أصبع واحد!
كانت الرواية القديمة أن الأرض مركز الكون (أي مركز المجموعة الشمسية) وصارت الرواية أن الأرض مركز الحياة العاقلة / المجنونة في هذه المجموعة الشمسية، في هذه المجرة؛ في هذا الكون.
الموت مصير كل كائن - فرد حيّ، فهل نسأل: هل الفناء مصير مؤكد للأرض؟ وهل التلاشي مصير مؤكد لمجرات الكون، التي فقست من بيضة خرافية قبل ١٣،٦ مليار سنة؟
الجواب غيهب السؤال .. ومن الخلية والحيوان المنوي الى إجابة هذا السؤال الوجودي: كيف نأخد "خزعة" من شظايا انفجار "بيضة" صارت مذنبات وكواكب ونجوماً ومجرات وكوننا؟
عندما وطأ نيل أرمستونغ أرض التابع القمري للأرض، قال: خطوة صغيرة لإنسان .. وكبيرة للإنسانية. بعد أقل من نصف قرن "وطأت" أقدام البرغوث الربوت "فايلاي" سطح المذنب "تشوري".
منذ عشر سنوات والمركبة الفضائية روزيتا (حجر الرشيد) تلاحق هذا المذنّب في رحلة قطعت خلالها ٦،٥ مليار كيلومتر، ليهبط من جوفها البرغوث / الربوت فايلاي، وبدقة خرافية بينما كان على مسافة ٥١٠ مليون كيلو متر من كوكب الأرض.
لماذا دقة خرافية؟ لأن وزن البرغوث فايلاي ١٠٠ كغم حسب مقياس الجاذبية الأرضية، ولما هدّ وهبط على المذنب "تشوري" كان وزنه غراماً واحداً .. فقط لا غير!
واحد مغامر اميركي قفز بالمظلة من أقصى حدود الغلاف الجوي للأرض، وبسرعة اكبر من سرعة الصوت، وهبط بسلام على قدميه!
فايلاي له ثلاثة أقدام، ولما هبط من رحم أمه "روزيتا" بسرعة متر في الثانية، انكسر قدم واحد من أقدامه، ومال قليلاً بحيث لم يتلق ضوء الشمس لشحن بطاريته إلاّ ٥٧ ساعة .. ثم نام نومة الأبد، او أخذ "غفوة" الى حين ترضع الشمس بطارياته بالطاقة.
أخذ فايلاي "خزعة" من سطح المذنب، او حفر سنتيمترات تحت سطحه، وأرسلها عينة او "خزعة" الى "أمه" روزيتا، التي أرسلتها الى علماء وكالة الفضاء الأوروبية، التي ستدرسها على مدى سنوات، للجواب على السؤال: مم كانت "بيضة" الكون تتكون؟
يبحثون عن اصل الحياة في كواكب شبيهة بالأرض (هل لها شبيه) في هذه المجرات. يبحثون عن أصل الكون من حطام الخليقة، أي من المذنبات والنيازك.
كوكب الأرض ذرة في المجرة .. ليست وحيدة لكن فريدة، فهي موطن مخلوق صوّر "الانفجار الأعظم" Big Ban وقام بتغليق الذرة، ووضع خارطة الجينوم للكائنات الحيّة.. ويحاول أخذ "خزعة" ليعرف جواباً يعرف جوابه: سيفنى الإنسان قبل أن تفنى الأرض ومجموعتها الشمسية. نشأت الحياة على الأرض صدفة نادرة، فهل كان تشكل الكون من بيضة صدفة أندر؟
الجواب غيهب السؤال؟!

 

arabstoday

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 06:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خزعة من بيضة الكون خزعة من بيضة الكون



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab