سلام ثالث مطر حمضي

سلام ثالث؟ مطر حمضي!

سلام ثالث؟ مطر حمضي!

 العرب اليوم -

سلام ثالث مطر حمضي

بقلم -حسن البطل

غفر الله للزميل محمد حسنين هيكل، عاش حتى شهد انهيار نظريته السياسية: «دول الثورة ودول الثروة». رحم الله المغني المصري الشعبوي، (شعبولا) صاحب أغنية: «أنا بكره إسرائيل وبحبّ عمرو موسى».انزاح المركز العربي من دول الجمهوريات العسكرتارية الاستبدادية، إلى المركز الخليجي، النفطي والغازي والمالي، من ممالك وإمارات ومشيخات، ذات حكم السلالات، وعلى غير صعيد، بدلالة انسحاب مثقفين عرب من السباق إلى جوائز إمارة أو أكثر من «اتحاد الإمارات العربية» السبع.

من يتذكر أسماء قديمة لتلك الإمارات (الفجيرة. دبي. الشارقة. أبو ظبي. أم القيوين. عجمان.. ورأس الخيمة»، فقد كانت تسمى زمن الاستعمار ـ الانتداب البريطاني: «إمارات الساحل المتصالح»، وصارت ركناً مؤثراً في «مجلس التعاون الخليجي السداسي».في البداية، كان مؤسس الاتحاد، الشيخ زايد، العروبي وكأنه مثل ناصر.. والآن، يبدو نجله وكأنه سادات ثان وجديد.في هذه الإمارات المرموز لها (U.A.E) برج خليفة، وثاني أقوى جيش خليجي، وأهم وأكبر شركتي نقل جوي: «طيران الإمارات» و»طيران الاتحاد»، وأطلقت مؤخراً مركبة فضائية إلى كوكب المريخ.. وأقيم فيها أول مفاعل نووي عربي.

من المستبعد أن يتشقق اتحاد الإمارات، بعد أن صارت ركناً ثالثاً في سلام عربي ـ إسرائيلي، لكن «مجلس التعاون الخليجي» السداسي، الذي صار له مشكلة مع قطر، صاحبة بئر الغاز العالمي الكبير، سوف يتشقق الآن، وتحذو سلطنة عُمان ومملكة البحرين حذو الإمارات، في سلام رابع وخامس.كانت الكويت هي «لؤلؤة الخليج» قبل الغزو العراقي الوخيم، وصارت قطر والإمارات تنافسها، ويحاول ابن سلمان في السعودية أن يلحق بهما في التحديث والانفتاح.

حسناً، منذ حضور ممثلين عن الإمارات إعلان الرئيس ترامب «صفقة العصر»، إلى مقالة السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة في «يديعوت أحرونوت»، وإعلان كوشنير في «المنامة» البحرينية الشق الاقتصادي من الصفقة، تغيرت الأمور إلى إعلان الرئيس ترامب ثالث سلام عربي ـ إسرائيلي، تقول التوقعات والرهانات إنه قد يؤدي إلى فوزه بولاية ثانية، كما تقول الاستطلاعات الإسرائيلية إنه يعزز أن لا بديل لنتنياهو في زعامة إسرائيل.

السلام الثالث هو زخّة مطر حمضي على قضية فلسطين، والسلطة الفلسطينية، ومشروع «حل الدولتين».عندما رتّب كيسنجر خطوات زيارة السادات إلى القدس، ومعاهدة أول سلام عربي ـ إسرائيلي في كامب ديفيد، صمتت منظمة التحرير عن فصل القوات الأول، لكن في الفصل الثاني صدر عنها اتهام مصر بخيانة فلسطين. آنذاك، توقفت شهراً عن كتابة مقالي في جريدة «فلسطين الثورة» اليومية، فلم أساير اتهامات الخيانة الفلسطينية لمصر.

قوطعت مصر عربياً لسنوات طويلة، وقوطع العراق في الجامعة العربية بعد غزوه للكويت، وقوطعت سورية بعد انتفاضة شعبها.إثر السلام الثالث، صدر عن القيادة الفلسطينية بيان تضمن عبارتي «طعنة» و»خيانة القدس»، وكان من الأجدى أن لا يرد ذكرها في البيان القيادي الفلسطيني.

تعليل الإمارات لسلامها الثالث هو إلغاء أو تأجيل موافقة إدارة ترامب على ضم إسرائيل ثلث الضفة، ودعا عمرو موسى سلطنة عُمان ومملكة البحرين إلى فرض شروط مساومة في سلامهما الرابع والخامس.على الأغلب، لن تلبي دول الجامعة العربية طلباً فلسطينياً في عقد اجتماع طارئ يشجب السلام الثالث، بعد تفهم مصر لخطوة الإمارات، وتفهم الاتحاد الأوروبي كذلك.

من المستبعد أن تنسحب فلسطين من الجامعة بعد موت مشروع السلام العربي، لكن يمكنها أن تجمّد عضويتها في اجتماعات الجامعة.لن تتشكل «جبهة صمود وتصدٍ» عربية كانت بعد السلام الأول مع مصر وانفرط عقدها الواهي، ولن تتحالف فلسطين مع إيران وتركيا و»حزب الله» «أمامك روم وخلفك روم/ فعلى أيّ جانبيك تميل».
يلوم البعض الفلسطيني والعربي اتفاق مبادئ أوسلو، لأنه فتح الباب للسلام الثالث، لكن سلام مصر وإسرائيل سبق أوسلو، وسلام وادي عربة كان ترجمة لفك الارتباط الأردني بالضفة، إدارياً وسياسياً.في أوسلو اعترفنا بإسرائيل دولة، لكنها اعترفت بالشعب الفلسطيني باعترافها بالمنظمة ممثلاً سياسياً.مهما يكن، بعد سلام رابع وخامس وسادس عربي ـ إسرائيلي، فإن لإسرائيل جواباً أمنياً وعسكرياً وسياسياً أنهى حقبة الصراع العربي ـ الصهيوني، لكنه عاد إلى أساسه صراعاً فلسطينياً ـ إسرائيلياً.«حل الدولتين» مثخن بالطعنات، لكنه لم يمت، لأن ليس لإسرائيل جواب سياسي عليه.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلام ثالث مطر حمضي سلام ثالث مطر حمضي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab