هكذا طنش الغرب عن دور حزب الله السوري

هكذا "طنش" الغرب عن دور حزب الله السوري

هكذا "طنش" الغرب عن دور حزب الله السوري

 العرب اليوم -

هكذا طنش الغرب عن دور حزب الله السوري

علي الأمين

يتركز الاهتمام الدولي بلبنان في المحافظة على الاستقرار الامني، ولو كان استقرارا نسبياً. فلم يعد يشكل تورط حزب الله بالقتال في سورية محل اهتمام دبلوماسيين غربيين في لبنان. الاسئلة والهواجس الدولية تتركز على فئة محددة هي المجموعات الارهابية السنيّة. وتحديدا على تنظيمي داعش وجبهة النصرة وفروعهما. كما ان المواقف الدولية من الأزمة السورية، لا سيما الاوروبية والاميركية، ما عادت تطالب بانسحاب حزب الله من سورية. وان كان الموقف الدبلوماسي المبدئي لهذه الدول يرفض تدخل حزب الله في سورية ويدعو الى انسحابه. لكن لم تتلق الجهات الرسمية في لبنان اي اشارة تظهر ان الولايات المتحدة الاميركية او الاتحاد الاوروبي يضعان بند تدخل حزب الله في سورية ضمن عناوين لقاءات دبلوماسييهم مع المسؤولين اللبنانيين.

 

الاهتمام الدبلوماسي الغربي في لبنان يتركز اليوم على توفير شروط استمرار الاستقرار القائم، ولو كان ثمن هذا الاستقرار عدم انتخاب رئيس للجمهورية. فالحوارات الداخلية تكتسب اهتماما وتشجيعا غربيين، لاسيما الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل. وتعول الاوساط الدبلوماسية الغربية اليوم على تعزيز دور القوى الامنية والعسكرية اللبنانية، اذ تعتقد ان لبنان يمكن له في هذه المرحلة استثمار التوافقات السياسية على حفظ الامن في دعم وتفعيل الحصانة الامنية وتعزيز قدرات الاجهزة الامنية. علما ان ما يمكن ملاحظته، من خلال احاديث مع دبلوماسيين غربيين متابعين لانجازات هذه الاجهزة الامنية والعسكرية، هو اعجابهم بكفاءاتها وما حققته من انجازات على مستوى كشف شبكات ارهابية والقبض على العديد من المتورطين في اعمال ارهابية.

 

لا تبدي مصادر دبلوماسية غربية ايّ اعتراض على ما يقال عن تنسيق جار بين الجيش اللبناني وحزب الله في الحدود الشرقية. هاجسهم انتقل وتركز هذه الايام عند ضفة داعش اولاً وثانيا وثالثا... ومدى تأثيرها في البيئة اللبنانية وامكانيات تمدده. واقتحام سجن رومية من قبل القوى الأمنية خضع لمتابعة دبلوماسية غربية، ومتابعة نتائجه، باعتبار ان هذه الخطوة تشكل بنظر هذه الجهات اختباراً ولو محدودا لردود الافعال وطبيعتها وبالتالي محاولة كشف قوة هذه الجماعات ونفوذها امنيا واجتماعياً. رغم ان هذه المصادر الدبلوماسية تلفت الى ان من حقّ السجناء في رومية ان يخضعوا لمحاكمة، محذرة من ان ابقاء قضيتهم معلقة يشكل لغما قابلا للتفجير ويجب فكفكته منعا لانفجاره في وقت لاحق.

 

المصادر الدبلوماسية نفسها ليست قلقة من ان يشكل تفجيرا جبل محسن الارهابيين ايذانا بعودة التفجيرات الى لبنان. ومرد هذا الاطمئنان النسبي لديها ناشىء من ان تحليلها لهذه العملية الارهابية رجّح لديها انها عملية محلية. وتظن الجهات الغربية ان اسبابها وظروفها اقرب الى ردة فعل واغلاق لملف تتحمل السلطات اللبنانية مسؤولية تركه مفتوحا بسبب سوء ادارتها لملف تفجيري المسجدين في طرابلس قبل اكثر من عام من الناحيتين الامنية والاجراءات القضائية. ورغم الحديث عن مخططات كشفها الجيش اللبناني لتفجيرات انتحارية، الا ان المصادر الدبلوماسية لاترى انها تحمل بصمات مخطط واسع يتجاوز الحدود المحلية في طرابلس.

 

لا تعلق المصادر الدبلوماسية الغربية في بيروت على التدخل الامني والعسكري لحزب الله في سورية في مواجهة "الجماعات الارهابية" وتحيل السائل الى الموقف الرسمي لحكوماتها الرافض لانخراط حزب الله في القتال داخل الاراضي السورية، لكنها احالة تبدو شكلية. خصوصا ان تفاؤلها بالحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، رغم استبعاد موضوعي سلاح المقاومة وقتال حزب الله في سورية من برنامج الحوار، يشير الى ان مسألة انخراط حزب الله العسكري في سورية ليست قضية اساسية، او لا تتعارض مع السياسات الغربية تجاه سورية ولبنان. ذلك يعكس بحسب المراقبين سياسة غربية ترى ان اوان الحلول في سورية لم يحن، وان سياسة استنزاف القوى المتقاتلة في سورية لا تزال هي الثابت في مقاربة المجتمع الدولي للأزمة السورية. علما ان قدرة النظام السوري على الانتصار ليست واردة وقصارى طموح النظام المحافظة على الاراضي التي يسيطر عليها. فيما الطرف المقابل يمتلك قدرات تتيح له التفوق على النظام في معزل عن مواقف القوى الممثلة له ومواقعها سواء كانت ارهابية او معتدلة، متناغمة او متصارعة.

المستجد في الموقف الاميركي والاوروبي هو السعي الى محاصرة نفوذ داعش ومنع تمددها. من هنا يندرج لبنان ضمن هذه الرؤية الامنية، التي اخذت تعتبر قتال حزب الله في سورية منسجما مع رؤيتها للمشهد السوري.. حتى اليوم.ربما لهذه الاسباب تراجعت الاصوات المطالبة بانسحاب الحزب من سورية، ولم يعد قتاله سببا من اسباب تفاقم الازمات الداخلية. لكن ما هو خطر في هذه النظرة المستجدة هو الذهاب في ترجمة الفكرة التي تشجع على بقاء حزب الله في سورية، من دون ان تعطي حزب الله اي شرعية لبنانية لقتاله.

 

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا طنش الغرب عن دور حزب الله السوري هكذا طنش الغرب عن دور حزب الله السوري



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab