الرجل الذي يحسد رونالدو
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

الرجل الذي يحسد رونالدو

الرجل الذي يحسد رونالدو

 العرب اليوم -

الرجل الذي يحسد رونالدو

بقلم:غسان شربل

لا مبررَ لاستدعاء طبيب. جروحُ الروح ليست من اختصاصِه. لكن ما يجري غريب. تلفحُه الكآبةُ وتنتشرُ في عروقِه كشعب من النمل. بوادر تعب عميق. ورائحة يأسٍ غيرِ مسبوق. دهمته في المكتب هذا النهار مشاعرُ غيرُ صحية. راودته فكرة أن يجمعَ أوراقَه ويغلق البابَ إلى غير رجعة. أن يفرَّ من المقر كمن يفرُّ من قاربٍ مفخخ. وأن يعيدَ اللقبَ إلى مانحيه. والمكتبَ إلى أصحابه. والمهمةَ إلى من يتوهَّمون أنَّهم أقدر.

أيامٌ لا تشبه الأيام. كلَّما فتح الباب يشمّ رائحةَ الفشل. أزهارُ المكتبِ تحرجه فيسمع أجراسَ الخيبة. ما أصعبَ أن تذهبَ إلى مكتبك كما يعود السجين إلى زنزانته! شعور الأسير. وأوجاع الرهينة. لم أخن واجبي لكنَّ العالم خان. لن يدبج كتاب استقالته. سيقولون إنَّه أنقذ صورتَه وتجاهل عالماً يغرق.
«مهنتي مؤلمة»، قال، وأطلق نصفَ ابتسامة. لا يعرف حساده حجم الإحباط الذي يلتهمه منذ شهور. هذا الشعور الرهيب بالعجز الكامل. العجز عن وقف الاندحار المروع لعالم مجنون. العجز عن استصدار قرار. والعجز عن المجاهرة بموقف واضح. والعجز عن وضع النقاط على الحروف. أحياناً يصبح دورُك إجراءَ جراحاتٍ تجميلية للجثث. وأن ترشَّ السكر على الموت. وأن تبقي شعلة الأمل الكاذب حيَّة.
ما أصعبَ أن تخيّبَ مشاعرَ من يراهنون عليك. من يتوهَّمون أنَّك قادر. وأن مؤسستَك هي الملجأ الأخير. وأنَّك حارس مرمى القانون الدولي. أعجبته صورة حارس المرمى. لا يزال يعيش تحت وطأة المونديال. لكنَّه يعرف أن دورَ الحارس خداع. هزَّت أميركا شباكَ القانون الدولي حين غزت العراق. مزّق بوتين شباكَ القانون الدولي حين أوقدَ نيرانَ الحربِ واجتاحت قواتُه أوكرانيا. دموع الحارس لا تحرس المرمى. تسديدة بوتين كانت أقوى من تسديدات رونالدو وميسي ومبابي. هزَّ رأسَه وأطلقَ بصوت خافت عبارة حقيقية: الدول الكبرى ميليشياتٌ هائلة. سيفُ «الفيتو» يقطعُ عنقَ القانونِ الدولي.
قرَّر أن يغسلَ أحزانَه. سكبَ كأساً للتحايل على مزاجه. كانت المدينةُ في عهدةِ الليل والصقيع. هاجمته خيامُ المطرودين من أوطانِهم أو داخلها. هاجمه أنينُ اللاجئين. تخيَّل الثلجَ يتراكم فوق أوجاع الخيام. وارتجاف الأطفال بعدما تحالف الطقس مع الجوع لمضاعفة أوجاعهم. تخيَّل كروم الحسرة في عيون الأمهات وقد تعبنَ من انتظار الإعاشات. تكسّر المشاهد الأوكرانية قلبَه وتثير ذعره. ملايين الهاربين والهائمين. وملايين المقيمين في قبضة الصقيع والعتمة والخوف. الجنرال سوروفيكين لا يحب البنيةَ التحتية للآخرين، ولا يطيق الكهرباءَ والبيوتَ المضاءة. سوروفيكين هداف الدورةِ الحالية على كأس أوكرانيا أو ما يتبقَّى منها.
حين هبَّ إعصار «كورونا» اعتبره أمَّ المصائب. رفع الصوتَ عالياً لضمان عدالة توزيع اللقاحات. مهمته الوقوف إلى جانب الضعفاء أو التذكير بوجودهم. وحين انحسرت غمامةُ الوباءِ انطلق يذكر العالمَ بأوجاع ما قبلها وكارثة الاحترار المناخي المقتربة. لم يكن يتوقَّع أن يفجعَ بـ«أم المعارك» التي أعادت مواسمَ القتل إلى القارة الأوروبية وفي صورة أخطر نزاع منذ الحرب العالمية الثانية.
سكبَ كأساً ثانية. شعر بالخوف حين أعلنت أميركا عن إرسالِ بطاريات «باتريوت» إلى أوكرانيا. وأحسَّ بالذعر حين أطلَّ بوتين يؤكد أنَّ ترسانته تملك دواءً لمعالجة براعة السلاح الأميركي الوافد. الدول الكبرى ميليشيات كبرى، قال في سرّه. تذكر أنَّ سيدةً روسيةً لن تحتفل بالأعياد، لأنَّ ابنَها ذهبَ إلى الحرب ولم يعد. وأنَّ سيدةً أوكرانيةً لن تحتفلَ بالأعياد لأنَّها دفنت فلذةَ كبدِها في حديقةِ المنزل.
«مهنتي مؤلمة»، قال. نظر إلى السائلِ الأحمر في الكأس فهاجمته صورٌ جارحة. لونُه يشبه دمَ الأوكرانيين والفلسطينيين والأكراد واليمنيين والليبيين والسوريين والصوماليين. من يقنع أبناءَ الخرائطِ الممزقة بالكفّ عن بيعِ دمِهم على موائدِ الميليشيات وحروب الآخرين؟ من يقنعُهم بعدمِ انتظار القانون الدولي وضماداته؟ تغيَّر العالم. الجدار الأوكراني أخطرُ من جدار برلين. والعالم غابة بلا شرطي.
أوجعته السنة التي تلفظ أنفاسَها. كان يحصي سراً عددَ الجنازات. وقوافل اللاجئين. وانقلاب «قوارب الموت» باليائسين الفارين.
لكنَّه يشعر بخوفٍ فظيع من السنة المقتربة. ماذا لو استنتج بوتين أنَّ السبيلَ الوحيد لإنهاء الحرب توسيعها والتحرش بدولة أطلسية؟ وماذا لو استنتج شي جينبينغ أنَّ وليمةَ الشهيات الدولية مفتوحة، وأنَّ الوقتَ مناسبٌ لإعادة تايوان إلى بيت الطاعة؟ وماذا لو توسَّعت الحربُ الأوكرانية وتوقفت رحلاتُ الحبوبِ التي شارك في استجدائها من القيصر؟
هاجمته الذكريات. أيام التفوق في الدراسة. الانخراط في الحياة الحزبية. إقامته في مكتب رئيس الوزراء. لكنَّه ليس رجل بلاده. تعشق شخصاً آخر. رجل لا يجمع دموع اللاجئين ولا يكابد لترتيب وقفٍ للنار ولا يفاوض قساةَ العالم. يلاعب المستديرة الساحرة ويسبح في الأضواء ويحصد الجوائز والعقود الخيالية. أطلَّ الحسدُ برأسِه. غداً يكتب صحافي أنَّ الأمين العام لـ«الغابة الدولية» رجلٌ مهذَّبٌ عاجز جاء من بلاد كريستيانو رونالدو.
عالمٌ مخيف. تابع العالم فتوحاتِه العلميةَ والتكنولوجية وتطويعَ الكواكب لكنَّه احتفظ بخناجره وشراهتِه ووحشيتِه. الخرائطُ مذعورةٌ خائفةٌ من الداخل والخارج. والزمنُ ميليشيات ومسيّرات. كم كانَ بودّه أن يدبّجَ رسالةَ أمل. لن يفعل. سيسخرون من سذاجتِه. سيكتفي برسالة صوتية مقتضبة يوجّهها إلى العالم: «أنا أنطونيو غوتيريش. أعتذرُ عن السنة المحتضرة، وأعتذرُ أيضاً عن السنة المقتربة». كرَّر عبارة «مهنتي مؤلمة»، واستسلم لنومٍ عميق.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الذي يحسد رونالدو الرجل الذي يحسد رونالدو



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab