لبنان بدل عن ضائع من خسارة إيران لسوريا

لبنان بدل عن ضائع.. من خسارة إيران لسوريا

لبنان بدل عن ضائع.. من خسارة إيران لسوريا

 العرب اليوم -

لبنان بدل عن ضائع من خسارة إيران لسوريا

خيرالله خيرالله

لبنان بلد لا أمان فيه للعربي. هذا طموح إيران التي تستخدم 'حزب الله' في لعبة داخل سوريا لا هدف لها سوى تأكيد أن الرابط المذهبي أهم من كل ما عداه في أي بلد عربي كان.

صمد لبنان كما لم يصمد أيّ بلد في منطقة المشرق العربي، على الرغم من كلّ ما يتعرّض له منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. يظلّ الاستثناء الآخر الأردن الذي يظلّ يشكّل وضعا خاصا. في أساس هذا الوضع وجود نظام ملكي مستنير على رأسه من يعرف التعاطي مع العواصف الإقليمية والتغلب عليها وتطويعها وضمان بقاء المملكة في منأى عنها.

انهار العراق وانهارت سوريا وانهارت القضية الفلسطينية، أقلّه في المدى المنظور، لكنّ لبنان ما زال يقاوم.

هل يستطيع لبنان المقاومة إلى ما لا نهاية؟

السؤال يطرح نفسه بإلحاح في ضوء التطورات الأخيرة والأزمات التي عصفت بالبلد في السنوات والأشهر القليلة الماضية وفي ضوء عدم قدرة مجلس النواب على انتخاب رئيس للجمهورية.

يختزل العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية كلّ الأزمات المتراكمة التي يعاني منها لبنان. كذلك يختزل هذا العجز الجهد الذي يبذله “حزب الله”، ومن خلفه إيران، في شأن كل ما له علاقة بعزل لبنان عن محيطه العربي. يحدث ذلك بهدف واضح كلّ الوضوح يتمثّل في تغيير طبيعة لبنان، البلد العضو المؤسس في جامعة الدول العربية وموقعه في المنطقة. ويأتي ذلك أيضا بعد تغيير طبيعة المجتمع الشيعي في لبنان.. أو لنقل طبيعة جزء لا بأس به من هذا المجتمع.

لا شكّ أنّ لبنان يعاني من مشاكل كبيرة، بما في ذلك مشكلة النفايات التي لا يبدو أنّ هناك حلّا لها في المدى القريب. مشكلة النفايات جزء لا يتجزّأ من عملية تستهدف إظهار لبنان بأنّه دولة فاشلة، بل غير قابلة للحياة بأيّ شكل من الأشكال. لو كان لبنان قابلا للحياة، كيف يمكن للحكومات اللبنانية، خصوصا حكومة نجيب ميقاتي، التي هي حكومة “حزب اللّه”، تجاهل احتمال إغلاق مكبّ الناعمة، علما أنّه معروف منذ سنوات عدّة أنّ هذا المكبّ سيغلق وأنّ ثمة حاجة إلى إيجاد بديل عنه.

هذا البديل موجود منذ فترة طويلة، أي منذ أيّام حكومة الرئيس سعد الحريري التي أسقطها “حزب الله” في منتصف العام 2011 عندما أنزل مسلّحيه إلى الشارع البيروتي مهدّدا اللبنانيين والسلم الأهلي في البلد. كان الهدف بكلّ وضوح تشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي لا هدف منها سوى إذلال المسيحيين وأهل السنّة وتعطيل أيّ مشروع يمكن أن تكون لها نتائج إيجابية في مجال التنمية.

المؤسف أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خضع لتهديد “حزب الله” وشارك في الحكومة منضمّا إلى جوقة المطبّلين للحزب الإيراني، اتقاء لشرّه، ليس إلّا، خصوصا أنّ الهمّ الأوّل للزعيم الدرزي المحافظة على أبناء طائفته.

وهذا يظلّ في كلّ الأحوال والظروف أمرا مبرّرا إلى حدّ ما، متى أخذنا في الاعتبار الديموغرافيا اللبنانية والتوزيع الجغرافي للطوائف على الأراضي اللبنانية.

هناك بكلّ بساطة قضم يومي من “حزب الله” للأراضي التي يمتلكها الدروز، الطائفة الصغيرة “المتماسكة إلى حد” كبير والمتمسّكة بأرضها. لعلّ المثل الأبرز على ذلك ما حلّ بالشويفات البلدة الساحلية القريبة من بيروت التي استطاع “حزب الله” تطويقها من كلّ الجهات والسيطرة بطريقة أو بأخرى على جزء من أراضيها!

مشكلتا انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومنع العرب من المجيء إلى لبنان تختصران كل الأزمة اللبنانية. من خلال منع اللبنانيين من انتخاب رئيس للجمهورية، تريد إيران القول إنّها تتحكم بالقرار اللبناني وإن بيروت هي بالفعل مدينة إيرانية تطلّ على المتوسّط. ومن خلال منع انتخاب رئيس للجمهورية، تريد إيران تغيير طبيعة النظام المعمول به في لبنان لا أكثر.

تريد التحكم بلبنان عن طريق الثلث المعطل في الحكومة من جهة وعن طريق إيجاد موقع في السلطة التنفيذية، يحتله شيعي تابع لها، يمتلك ما يكفي من الصلاحيات لإلغاء ما بقي من صلاحيات رئيس الجمهورية.

لم يكن “المؤتمر التأسيسي” زلة لسان للسيد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله”. هناك رغبة جديّة في الانتهاء من رئيس الجمهورية الماروني، حتّى بصلاحياته المحدودة. كان “حزب الله” يعتقد أن الرئيس ميشال سليمان سيكون أداة طيعة لديه، إلى أن اكتشف أن ميشال سليمان يظلّ مواطنا لبنانيا يمتلك حدا أدنى من الاستقلالية ويرى مصلحة لبنان في اعتماد “إعلان بعبدا”، الذي رفضته إيران رفضا كلّيا، عبر “حزب الله”. رفضت إيران “إعلان بعبدا” لسبب في غاية البساطة أنّه يحول دون أن يكون لبنان مستعمرة إيرانية.

لا رئيس للجمهورية اللبنانية في ظل موازين القوى القائمة في المنطقة. لا يمكن لإيران أن تقبل ميشال عون رئيسا للجمهورية. يبقى ميشال عون، في أحسن الأحوال، أداة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية. هل من أداة أفضل من هذه الأداة التي تلعب بكلّ أمانة الدور المطلوب منها من حيث لا تدري.. أو تدري أكثر من اللزوم!

يترافق العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية مع الغياب العربي عن لبنان. هذا هو المطلوب في النهاية. سنة بعد سنة، يتعوّد العرب على أن لا وجود للبنان. لا سياحة في لبنان ولا استثمار فيه. مطار بيروت يشبه مطارا في بلدة أوروبية نائية، أو في دولة من العالم الثالث، في حين صار مطار دبي من أهم المطارات العالمية!

لبنان بلد لا أمان فيه للعربي. هذا طموح إيران التي تستخدم “حزب الله” في لعبة داخل سوريا لا هدف لها سوى تأكيد أن الرابط المذهبي أهم من كل ما عداه في أيّ بلد عربي كان.

هل يصمد لبنان الذي يتلهّى هذه الأيّام بمشكلة النفايات وباعتقال الشيخ أحمد الأسير، الذي ليس في نهاية المطاف سوى تفصيل صغير، متى نظرنا إلى ما خطط له ميشال سماحة واعترف به بالصوت والصورة في التحقيق وخارج التحقيق.

يظلّ الأسير مجرّد نكتة سمجة أحيانا، ومسلّية في أحيان أخرى، متى تمعنّا في ما ارتكبه “حزب الله” في تاريخه الحافل بالمآسي، بما في ذلك رفضه تسليم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه..

يواجه لبنان للمرّة الأولى تهديدا وجوديا. في أساس ذلك، أن هناك من يريد تغيير نظامه وتغيير طبيعته. المؤسف أن ليس من استيعاب لهذا الواقع الذي يشكّل تحديا للأمن العربي أو ما بقي منه في وقت تتجه كلّ الأنظار إلى سوريا حيث للمرّة الأولى السؤال الأساسي المرتبط بمصير النظام العلوي الذي أقامه حافظ الأسد وورّثه لنجله.

هل على لبنان خسارة نفسه لأن إيران تريد تعويضا عن خسارتها سوريا؟ هل لبنان بدل عن ضائع، أم هناك في لبنان من يعي هذا الواقع وأن تمرير الأشهر المقبلة، بالتي هي أحسن، وبأقلّ مقدار من الخسائر وأبعد ما يكون عن التغييرات المطلوبة إيرانيا، مسألة حياة أو موت للوطن الصغير؟

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان بدل عن ضائع من خسارة إيران لسوريا لبنان بدل عن ضائع من خسارة إيران لسوريا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab