بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً

بعد 20 عاماً... حرب العراق ما زالت لغزاً!

بعد 20 عاماً... حرب العراق ما زالت لغزاً!

 العرب اليوم -

بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً

بقلم - خيرالله خيرالله

في مثل هذه الأيّام، قبل عشرين عاماً، بدأت على الأرض الاستعدادات العسكرية للاجتياح الأميركي للعراق واسقاط نظام صدّام حسين، تمهيداً لتسليم أحد أهمّ البلدان العربيّة على صحن من فضّة إلى «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ايران. تُوّجت الحملة العسكرّية الأميركية بدخول الجيش الأميركي بغداد في التاسع من ابريل من العام 2003 يوم سقوط تمثال صدّام حسين.

مع سقوط التمثال، صار العراق عراقاً آخر. لا يعني ذلك أنّ في الإمكان الدفاع عن نظام الرئيس العراقي الراحل الذي أُعدم لاحقاً بطريقة تنمّ عن نزعة غرائزية ذات طابع مذهبي لدى الذين خلفوه. لا تبني مثل هذه النزعة دولاً حديثة ذات مؤسسات ديموقراطيّة كما كان يحلم بعض المسؤولين من «المحافظين الجدد» في إدارة بوش الابن.

هؤلاء لا يعرفون العراق والعراقيين ولا يعرفون المنطقة ولا يعرفون خصوصاً أنّ ليس في امكان اسقاط الديموقراطيّة من فوق على بلد عانى طويلاً من حروب وحصارات، بلد انتهى عملياً صيف العام 1958 مع سقوط النظام الملكي على يد عسكريين متهورين تأثروا بجمال عبدالناصر والشعارات التي اطلقها مع رفاقه العسكريين الريفيين، في معظمهم.

كانت ايران، بين دول المنطقة، الشريك الوحيد للإدارة الأميركية في حربها غير المفهومة على العراق في ذلك التوقيت بالذات. كيف لأميركا الذهاب إلى العراق في وقت كانت منهمكة في القضاء على نظام طالبان في أفغانستان في ضوء غزوتي واشنطن ونيويورك اللتين كان وراءهما تنظيم «القاعدة» الإرهابي، على رأسه أسامة بن لادن.

لا تزال هذه حرب العراق لغزاً قائماً.... اللهمّ إلّا إذا كان شخص مثل (الراحل) احمد الجلبي، المعارض الشرس لصدّام حسين، كان يستطيع جرّ أميركا إلى حرب بهذا الحجم خرج منها منتصر واحد هو إيران.

بعد عشرين عاماً، يتبيّن حجم الضرر الذي الحقته اميركا في عهد جورج بوش الابن بالمنطقة. ليس صحيحاً أن ليس هناك من نصح الرئيس الأميركي وقتذاك بالعودة عن قراره بشن الحرب.

يمكن الإشارة إلى شخصين فعلا ذلك. كان أولهما الملك عبدالله الثاني الذي حذر بوش الابن خلال اجتماع في البيت الأبيض من النتائج التي ستترتب على حرب العراق. كان ذلك في أغسطس 2002. لكنّ الرئيس الأميركي لم يكن يريد الاستماع إلى لغة المنطق التي استخدمها العاهل الأردني.

كان جوابه «أن الله طلب منه الذهاب إلى الحرب» للقضاء على صدّام حسين.

كان الشخص الثاني الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي عارض الحرب ولكن من دون جدوى. رحل شيراك عن عالمنا. بعد عشرين عاماً على الاحتلال الأميركي للعراق وسقوط البلد في الحضن الإيراني، يظهر كم كان شيراك على حقّ وكم كان يمتلك نظرة ثاقبة إلى مجريات الأمور في الشرق الأوسط. كان رجلاً بعيد النظر. كان آخر رئيس حقيقي للجمهورية في فرنسا!

من أخذ بوش الابن إلى العراق؟ من جعل اميركا تخرج خاسرة من العراق ومن أفغانستان أيضاً؟ لا جواب عن هذين السؤالين، لكنّ ما لا يمكن تجاهله أنّ الولايات المتحدة أعطت دفعاً جديداً للمشروع التوسّعي الإيراني الذي جعل «الجمهوريّة الإسلاميّة» تعلن في سبتمبر من العام 2014، بعد وضع الحوثيين يدهم على العاصمة اليمنيّة، أنّها صارت تسيطر على أربع عواصم عربيّة هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء!

ما يمكن قوله، بعد 20 سنة على بدء الحرب الأميركية على العراق، إنّ أميركا غيّرت موازين القوى في المنطقة كلّها. ليس العراق وحده الذي سقط. سقطت سورية أيضاً وسقط لبنان وتغيّرت طبيعة اليمن. كان الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران على حقّ عندما حذر في العام 1981 من أيّ اختراق إيراني للحدود العراقية بقوله إنّ زوال هذه الحدود يهدّد موازين القوى في المنطقة كلّها.

شدّد وقتذاك في اثناء الحرب العراقيّة - الإيرانيّة، التي استمرت ثماني سنوات بين 1980 و1988، على أن الحدود بين العراق وإيران «ليست حدوداً بين بلدين، بل هي حدود تاريخية بين حضارتين كبيرتين (الحضارة العربيّة والحضارة الفارسيّة) عمرها 500 سنة». تدخلت فرنسا بشكل مباشر، دعماً للعراق في حربه مع ايران، خشية سقوط الحدود التي تفصل بين البلدين.

لعلّ خلاصة الذكرى العشرين لسقوط العراق، أنّ الحدث غيّر المنطقة كلّها. لم يستفد العراق نفسه من الحرب الأميركيّة التي تعرّض لها. زادت مشاكله وزادت ازماته. لكنّ هذا السقوط العراقي كشف ايران وكشف ادواتها في كلّ دولة من دول الشرق الأوسط حتّى في اليمن.

تستطيع هذه الأدوات أن تدمّر، لكنّها لا تستطيع ان تبني. الأهمّ من ذلك كلّه أنّه بات على اميركا وأوروبا اكتشاف أنّ زوال الحدود العراقيّة - الإيرانية اطلق العنان للمشروع التوسعي الإيراني الذي بات يهدّد أوروبا.

إذا كان من جديد يمكن التحدّث عنه في السنة 2023، فإنّ هذا الجديد يتمثّل في أن «الجمهوريّة الإسلاميّة» باتت شريكاً أساسياً في الحرب الروسيّة على أوكرانيا. جرّت روسيا إيران إلى أوكرانيا، مثلما جرت إيران، في العام 2015، روسيا إلى الحرب التي تستهدف الشعب السوري.

تتحمّل الإدارة الأميركيّة، إدارة بوش الابن تحديداً، مسؤولية كبيرة في تغيير معالم الشرق الأوسط. سلّمت العراق إلى إيران. ما الذي ستفعله إدارة جو بايدن الآن بعد اكتشافها مدى التورط الإيراني في الحرب الأوكرانية؟ ما الذي ستفعله أوروبا التي تعتبر صمود أوكرانيا في وجه فلاديمير بوتين مسألة حياة أو موت بالنسبة إليها؟

يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون في غاية الأهمّية بالنسبة إلى معرفة إلى أي حدّ سيذهب الغرب في التصدي لروسيا وإيران في أوكرانيا. الأكيد أن ليس مسموحاً انتصار الحلف الروسي - الإيراني في أوكرانيا.

لكنّ السؤال الذي سيفرض نفسه عاجلاً أم آجلاً: ما النتائج التي ستترتب على هزيمة الحلف الروسي - الإيراني في أوكرانيا وقت تقترب ايران من عتبة امتلاك السلاح النووي؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab