خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني

خاسر وحيد في غزّة... الشّعب الفلسطيني!

خاسر وحيد في غزّة... الشّعب الفلسطيني!

 العرب اليوم -

خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني

بقلم - خيرالله خيرالله

انتهت حرب غزّة أم لم تنته. ستكون هناك حرب أخرى ما دام المسيطر على القطاع لا يمتلك سوى همّ واحد هو خدمة المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة. يحدث ذلك في ظلّ رغبة إسرائيليّة في استغلال هذا الواقع وجعله في خدمة استمرار الاحتلال للضفّة الغربية والقدس الشرقيّة.

هناك خاسر واحد خرج من الحرب الأخيرة التي انتهت من دون أن تنتهي. قي المقابل، هناك رابحون عديدون من الحرب. الخاسر الوحيد هم الغزّاويون الذين جعلتهم "حماس" يعيشون في سجن في الهواء الطلق. يعيش مليونا فلسطيني على بقعة أرض صغيرة مساحتها نحو 400 كيلومتر مربّع. يقيم هؤلاء تحت حصار مستمرّ منذ منتصف عام 2007 بعد وضع "حماس" يدها على القطاع وتغيير طبيعة الحياة فيه وطبيعة المجتمع.

في مقدّمة الرابحين يأتي بنيامين نتنياهو الذي استطاع تعويم حكومته التي كانت تواجه ضغطاً شعبياً واسعاً بسبب إصرارها على تغيير النظام القضائي في إسرائيل. الرابح الآخر "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران التي أكدت لإسرائيل أنّ في استطاعتها الردّ على تحدياتها. نقلت إيران المواجهة إلى الداخل الإسرائيلي. انشغلت إسرائيل بالردّ على صواريخ حركة "الجهاد الإسلامي" المنطلقة من غزّة، والتي عطلت الملاحة في مطار بن غوريون في اللدّ وتجاهلت التهديد النووي الإيراني. كذلك تجاهلت إسرائيل الجهود التي يبذلها "الحرس الثوري" من أجل تحويل جنوب سوريا قاعدة صواريخ إيرانيّة.

أمّا الرابح الأخير فكان حركة "الجهاد الإسلامي" نفسها التي أظهرت أنّها مستعدة في كلّ وقت للعب دور الأداة الإيرانيّة لا أكثر. تلعب هذا الدور بغض النظر عن مقتل عدد لا بأس به من قيادييها بواسطة الصواريخ الدقيقة التي تمتلكها إسرائيل وتطلقها من طائرات تابعة لسلاحها الجوّي.

لماذا الخاسر الأكبر أهل غزّة؟ يعود ذلك إلى سبب واضح فحواه أن "حماس" التي احتضنت "الجهاد الإسلامي" استطاعت تغيير طبيعة الحياة في القطاع نحو الأسوأ ونحو مزيد من التخلّف. فعلت ذلك بمجرد طردها حركة "فتح" من القطاع في منتصف عام 2007. يتمثّل ما فعلته "حماس" في جعل غزّة في خدمة المشروع العدواني الإسرائيلي. بدأ الأمر بإيجاد شرخ فلسطيني. لم تعد من علاقة بين الضفّة الغربيّة وغزّة. الضفة في عالم والقطاع في عالم آخر. أكثر من ذلك، جعلت "حماس" الشعب الفلسطيني يظهر في مظهر الشعب المتوحش المتعطش للدم والرافض للسلام. نفذت، عبر الصواريخ التي كانت تطلقها من غزّة، كل ما هو مطلوب إسرائيلياً كي تتمكن أيّ حكومة إسرائيليّة من القول للعالم إن "لا شريك فلسطينياً يمكن التفاوض معه" من أجل التوصل إلى تسوية معقولة.

في انتظار الحرب المقبلة، لن تفعل "حماس" سوى تأكيد أنّ قطاع غزّة مجرد "إمارة إسلاميّة" على الطريقة الطالبانية، نسبة إلى "طالبان" في أفغانستان. المهم في الأمر أنّ لا إفلات لأهل غزّة من الكماشة الإيرانيّة التي هي في الحقيقة كماشة الإخوان المسلمين. ليست "حماس" في نهاية المطاف سوى جزء لا يتجزأ من التنظيم الإخواني المنتشر في كلّ أنحاء المنطقة والعالم.

راح أهل غزّة ضحيّة العجز الفلسطيني عن إقامة نموذج لدولة فلسطينية في القطاع بمجرّد انسحاب إسرائيل منه في آب – أغسطس من عام 2005. بدل إقامة كيان فلسطيني مسالم قابل للحياة، سقطت غزّة في فخ "حماس" التي جعلت من القطاع مرتعاً لفوضى السلاح تمهيداً للسيطرة عليه وإخراج "فتح" منه. استفادت "حماس" إلى أبعد حدود من سلطة وطنيّة فلسطينيّة عاجزة، على رأسها محمود عبّاس (أبو مازن).

لم يمتلك "أبو مازن" ما يكفي من الجرأة للذهاب بنفسه إلى غزة والوقوف في وجه المشروع الحمساوي، وهو مشروع إخواني قبل أي شيء آخر. كان عليه فعل ذلك مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع أو في عام 2007، قبل طرد "فتح" من القطاع. كان عليه الذهاب إلى غزّة شخصياً حتّى لو كلفه ذلك حياته!

ستنتقل غزّة من حرب إلى أخرى في ظلّ سيطرة "حماس" على القطاع. ليست حركة "الجهاد الإسلامي" سوى امتداد لسيطرة "حماس" على غزّة، وهي سيطرة سمحت بوجود آلاف الصواريخ لدى الحركة... وهي صواريخ إيرانيّة أوّلاً وأخيراً.

اللافت أنّ "حماس" تتظاهر بوقوفها على الحياد في الحربين الأخيرتين بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي". تحاول عملياً تقديم أوراق اعتمادها إلى إسرائيل بصفة كونها وريثاً مقبولاً للسلطة الوطنية الفلسطينيّة. إلى متى سيدفع الفلسطينيون ثمن انتهازية الإخوان المسلمين؟

كان ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، يحتفظ في الجيب الصغير لسترته بورقة عليها أرقام لعدد الشبان الفلسطينيين من خريجي الجامعات في مختلف أنحاء العالم. أي لعدد الأطباء والعلماء والمهندسين والمحامين الفلسطينيين. لا شكّ بأنّ "أبو عمّار" ارتكب أخطاء كثيرة، لكنّ في أيام "أبو عمار" كان هناك مطار دولي في غزّة افتتحه مع الرئيس بيل كلينتون في عام 1998، وكان هناك معبر إلى مصر، عبر رفح، يشرف عليه مراقبون دوليون. كلّ ما هو حالياً حصار إسرائيلي ولوائح بأسماء انتحاريين فلسطينيين تفتخر بهم "حماس" و"الجهاد الإسلامي". هناك أيضاً شعب عليه العيش في ظلّ الحصار الإسرائيلي الظالم والحروب المستمرّة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab