اميركا والفصل بين سوريا وايران

اميركا والفصل بين سوريا وايران

اميركا والفصل بين سوريا وايران

 العرب اليوم -

اميركا والفصل بين سوريا وايران

بقلم - خير الله خير الله

مرت الذكرى الـ11 على اندلاع الثورة السوريّة التي اسفرت عن قيام واقع جديد في بلد صار تحت خمسة احتلالات، فيما لا يزال النظام قائما، كون بشّار الأسد لا يزال في دمشق.المفارقة انّ النظام غير مدرك بما حلّ بسوريا التي عرفناها والتي تفكّكت على مراحل. يعيش النظام السوري في عزلة عن العالم، بل في عالم خاص به رافضا اخذ العلم بعمق التغيّرات التي شهدتها المنطقة في ضوء رفضه التخلي عن شعار "الأسد او نحرق البلد"، عنوان كتاب الأميركي من اصل لبناني سام داغر. يختزل الكتاب المأساة السوريّة افضل اختزال ويظلّ بين الافضل في تشريح النظام السوري تشريحا دقيقا وكشف الذهنيّة المسيطرة عليه، وهي ذهنيّة مافيا عائلية وشبكة مصالح ودوائر محيطة ومرتبطة بها لا اكثر.

ما بدا بثورة شعبيّة انتهى بخمسة احتلالات يصعب التكهن بما يمكن ان تؤدي اليه. هناك احتلال إسرائيلي للجولان مستمرّ منذ العام 1967 وهناك احتلال إيراني لجزء من سوريا وسيطرة مباشرة لـ"الجمهوريّة الاسلاميّة" على مركز القرار، وهناك احتلال تركي في الشمال السوري وهناك احتلال روسي اتخذ شكل قواعد عسكريّة في اللاذقية ومحيطها وطرطوس... وهناك أخيرا احتلال أميركي، على تماس مع الاكراد الساعين الى حكم ذاتي لمناطق سوريّة غنيّة بالنفط والغاز والمياه وكلّ ما له علاقة بالزراعة.

ما يجمع بين الاحتلالات الخمسة هو الرغبة تحويل سوريا الى يوغوسلافيا أخرى. احتاج تفكّك يوغوسلافيا ما يزيد على عشر سنوات وذلك منذ وفاة جوزيف بروز تيتو غي العام 1980. مع رحيل تيتو، بدأت العواصف تضرب يوغوسلافيا التي ما لبثت يوغوسلافيا ان تحوّلت الى دول مستقلّة عدة في بداية تسعينات القرن الماضي.

استطاعت أوروبا بمساعدة اميركيّة مباشرة في ضبط الوضع ووضع حدّ لحروب دمويّة ومآس إنسانية ذات طابع عرقي وديني في أحيان كثيرة. لم يكن في استطاعة أوروبا البقاء بعيدة عن احداث مصيرية تدور في يوغوسلافيا داخل القارة العجوز. هذا ما يفسّر الذعر الذي أصابها مجدّدا نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا. جعل هذا الغزو كلّ دولة أوروبية، بما في ذلك المانيا، تضع يدها على قلبها وتباشر في التفكير جدّيا في كيفية حماية نفسها مستقبلا. يترافق ذلك مع سؤال في غاية الاهمّية يفرض نفسه بقوة. هذا السؤال مرتبط الى حد كبير بطبيعة العلاقة الاوروبيّة – الاميركيّة والدرجة التي يمكن فيها الاعتماد على اميركا وحلف شمال الأطلسي كمنظومة دفاعيّة للغرب عموما.

ما يميّز الحالة السوريّة في الذكرى الحادية عشرة لاندلاع الثورة الشعبيّة، وهي ثورة، في أساسها رفض السوريين عموما نظاما اقلّويا حولهم عبيدا لديه، بداية اهتمام جدّي أميركي واوروبي بما يدور في هذا البلد والربط بين الاحداث السوريّة وأوكرانيا. فجأة، يتبيّن أنّ تجاهل التدخّل الروسي، وقبله الإيراني، في سوريا كان من بين الأسباب التي سهّلت على فلاديمير بوتين اتخاذه قرارا باجتياح دولة مستقلّة مثل أوكرانيا. هذا ما دفع الى مزيد من التصلّب الأميركي في التعاطي مع النظام السوري، اقلّه ظاهرا، بدل استخدام المرونة مع بشّار الأسد كما فعل باراك أوباما في آب – أغسطس 2013 عندما استخدم الاخير السلاح الكيميائي في حربه على الشعب السوري.

من بين ما يؤكّد التشدّد الأميركي توقيع نائبين في مجلس النواب هما الجمهوري جو ويلسون والديموقراطي فيشنتي غونزالس مشروع قرار بعنوان "تقدير للذكرى الـ11 للثورة السورية ضد بشار الأسد والاعتراف بها". يطالب مشروع القرار، بين ما يطالب به:

- اعتراف مجلس النواب بالذكرى 11 للثورة السورية.

- التأكيد ان سياسة الولايات المتحدة هي دعم جهود الشعب السوري للوصول إلى سورية حرة - ديموقراطية تحترم حقوق الانسان لجميع السوريين من جميع المكونات الاثنية والدينية والمرأة.

-  الإشادة بشجاعة السوريين الذين انتفضوا في 15 آذار - مارس 2011 للتظاهر ضد نظام الاسد الوحشي وبشجاعة الناشطين الديموقراطيين المنخرطين في النزاع ضد نظام بشار الأسد الوحشي.

يشدّد مشروع القرار على "معارضة محاولات تطبيع العلاقات لأي دولة مع نظام الأسد". كذلك، يطالب بـ"الاعتراف بأنه لا حل للأزمة في سورية مادام النظام الوحشي لبشار الاسد في السلطة". يطالب مشروع القرار الرئيس جو بايدن بعدم الاعتراف بأي حكومة يشكلها النظام ويقودها بشار الأسد وعدم الاعتراف بترشح بشار الاسد في اي انتخابات مقبلة نهائياً".

ثمّة نقاط أخرى مهمّة في مشروع القرار لا بدّ من التوقف عندها. من بين هذه النقاط:

- مطالبة الرئيس (بايدن) بتطبيق قوي لقانون قيصر، خصوصا ضد المؤسسات الواقعة في مناطق سيطرة النظام وقامت بتطبيع العلاقات معه. كذلك ايقاف خط الغاز العربي واي صفقات أخرى للطاقة يمكن ان تؤمن الغاز والكهرباء للنظام.

- مطالبة الرئيس برفض اي حوار أو مفاوضات سياسية مع روسيا بقيادة بوتين في شأن سوريا.

- مطالبة الرئيس (بايدن) بوقف كل المشاريع الممولة من الأمم المتحدة في سوريا والتي تقدم مساعدة للنظام الوحشي، وبدلاً من ذلك ضمان أن المساعدات تصل إلى مستحقيها من الشعب السوري.

- مطالبة الرئيس بوضع مقاربة جديدة للتصدي لتجارة الكبتاغون التي يقوم بها النظام الوحشي.

يعكس مشروع القرار، اللافت في ذكره لتفاصيل من نوع تهريب الكبتاغون، وجود تحرّك داخل الولايات المتحدة من اجل الحؤول دون ان تدفع سوريا ثمن ايّ صفقة اميركيّة – ايرانيّة كما حصل في العام 2013 في عهد أوباما. تبيّن، وقتذاك ان قرار الرئيس الاميركي الذي اخذ بنصائح فلاديمير بوتين وامتنع عن الردّ على لجوء رئيس نظام السوري الى السلاح الكيميائي، كان يستهدف مراعاة ايران المتورطة في سوريا وفي الحرب على الشعب السوري الى ابعد حدود. حدث ذلك في مرحلة كانت المفاوضات السرّية الاميركيّة – الايرانيّة من اجل التوصل الى اتفاق صيف العام 2015 تمرّ بمرحلة دقيقة.

هل جعلت حرب أوكرانيا الإدارة الاميركيّة تفصل بين ملفيّ سوريا وايران. ايّام او اسابيع قليلة تفصل عن معرفة ما اذا كانت إدارة بايدن تعلّمت شيئا من التجارب التي مرّت فيها الإدارات الأميركية المتلاحقة التي تعاطت مع "الجمهوريّة الاسلاميّة" ومع شخص من طينة فلاديمير بوتين بأوهامه الضخمة وقدرته على استغلال أي نقاط ضعف اميركيّة في ايّ مكان من العالم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اميركا والفصل بين سوريا وايران اميركا والفصل بين سوريا وايران



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab