إنّه النفط يا غبيّ
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

"إنّه النفط يا غبيّ"!

"إنّه النفط يا غبيّ"!

 العرب اليوم -

إنّه النفط يا غبيّ

بقلم:خيرالله خيرالله

كلمة "تاريخيّة"، هي كلمة اقل ما يمكن ان توصف به الزيارة التي يتوقع ان يقوم بها للرياض الرئيس جو بايدن منتصف الشهر المقبل (تموز – يوليو) لإجراء محادثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان.

لماذا "تاريخيّة"، بل مفصليّة؟ يعود ذلك إلى الحاجة إلى بناء علاقة قويّة ومتينة ذات طبيعة استراتيجيّة بين حليفين تاريخيين شاءت الظروف ان يكون هناك افتراق بينهما طوال سنوات.

حصل افتراق في عهدي باراك أوباما وبداية عهد بايدن قبل ان تستفيق اميركا مجددا على انّ لا مجال امامها وامام العالم للهرب من النفط السعودي. تأتي الإستفاقة، على الرغم من تقلّص اعتماد الولايات المتحدة على النفط السعودي وعلى الرغم من أنّ لا كلام بعد عام ونصف عام على دخول جو بايدن البيت الأبيض سوى عن كيفية مواجهة الصين.

"إنّه النفط يا غبيّ". اصبح هذا الشعار، المنتشر في أوساط اميركيّة، شعارا للمرحلة التي يمر فيها العالم منذ شنّ فلاديمير بوتين حربه على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط – فبراير الماضي. لا يشبه هذا الشعار سوى شعار "إنّه الاقتصاد يا غبيّ" الذي استخدمته حملة بيل كلينتون للإنتصار على جورج بوش الأب في الانتخابات الرئاسية في خريف العام 1992.

في ضوء حرب أوكرانيا، شعرت كلّ دولة في أوروبا، خصوصا المانيا، بانّها صارت مهدّدة وموضع ابتزاز عن طريق الغاز والنفط. لم يأخذ الرئيس الروسي علما انّ نتائج خطيرة ستترتّب على ما اقدم عليه. في مقدّم هذه النتائج تغيير المعادلات العالميّة، بما في ذلك عودة الاهتمام بالخليج واستقراره وثرواته في ظلّ تفاقم الخطر الإيراني من جهة وحاجة العالم إلى بديل من الغاز والنفط الروسيين من جهة أخرى.

يبدو، مع تحديد موعد لزيارة بايدن للرياض، انّ كلّ المعطيات باتت جاهزة للتوصّل إلى صفقة تاريخيّة جديدة بين المملكة العربيّة السعوديّة والولايات المتحدة. يبدو مطلوبا من الصفقة الجديدة المحتملة الحلول مكان التفاهم الذي توصّل اليه الملك عبدالعزيز والرئيس فرانكلين روزفلت عندما التقيا، فيما لم تكن الحرب العالميّة الثانيّة وضعت اوزارها بعد، على البارجة الأميركية "كوينسي" في البحيرات المرّة في الرابع عشر من شباط – فبراير 1945.

قضت الخطوط العريضة لذلك التفاهم بتمكين اميركا من الوصول إلى النفط السعودي في مقابل حماية المملكة العربيّة السعوديّة من أي اعتداء خارجي. ظهر ذلك جليّا بعد اجتياح العراق للكويت صيف 1990 وتهديد صدّام حسين للمملكة العربيّة السعوديّة. من اخلّ ببنود التفاهم، لاحقا، كان الجانب الأميركي الذي لم يمتنع عن تأمين الحماية للمملكة العربيّة السعوديّة ولدول الخليج العربيّة الخليجيّة في السنوات القليلة الماضيّة فحسب، بل امعن ايضا في التصرّف بطريقة توحي بانّ السعوديّة دولة ثانويّة من دول المنطقة عليها الخضوع للإملاءات الأميركيّة، بما ذلك زيادة انتاج النفط عندما ترغب الإدارة في واشنطن بذلك. لعب باراك أوباما الذي خلف بوش الإبن في البيت الأبيض دورا محوريا في الخروج من التفاهم، إن على طريق تعزيز الوجود الإيراني في العراق اثر الانسحاب العسكري الأميركي أو عبر استرضاء "الجمهوريّة الإسلاميّة" التي لم تتوقف، منذ قيامها في العام 1979 عن زعزعة الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك السعوديّة نفسها. فعلت ذلك عبر الإستثمار المكشوف في اثارة الغرائز المذهبيّة من جهة وتطوير نشاط ميليشياتها المذهبيّة العاملة بقيادة "الحرس الثوري" من جهة أخرى.

لم تكن إدارة جو بايدن سوى استكمال للخط الذي سارت فيه إدارة أوباما التي ميّزت بين الإرهاب السنّي والإرهاب الشيعي. من اجل الإساءة إلى المملكة وتبرير تقصيرها، استغلّت إلى حدّ كبير، وإن في وقت متأخّر، غزوتي واشنطن ونيويورك في أيلول – سبتمبر 2001 اللتين وقف وراءهما تنظيم أسامة بن لادن ونفذهما 14 سعوديا من اصل 19 إرهابيا شاركوا في الغزوتين.

ربط بايدن نفسه بشعور عام معاد للسعودية متجاهلا ان إدارة دونالد ترامب كانت لها حسناتها كما كانت لها سيئاتها، خصوصا عندما وقفت موقف المتفرج من اطلاق ايران صواريخ في اتجاه منشآت نفطية سعوديّة في خريف العام 2019... قبل ان تلجأ الى تصفية قاسم سليماني مطلع العام 2020.

في الإمكان تعداد عشرات المحطات في العلاقة السعوديّة – الأميركيّة، خصوصا تصفية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وهي جريمة مدانة بكلّ المقاييس، في قنصلية المملكة في إسطنبول. كان ذلك حدثا محوريا ربطته الأجهزة الأميركية بوليّ العهد السعودي في وقت شغلت اليمن المملكة إلى حدّ كبير.

كشفت حرب أوكرانيا اهمّية السعوديّة والخليج في ظلّ التوازنات العالميّة والإقليمية الجديدة، وهي توازنات تشمل العلاقات السعوديّة – الصينيّة المتطوّرة في مجالات عدة، فضلا عن تطوّر العلاقات العربيّة – الإسرائيلية على كل صعيد في اطار مواجهة التحدي الإيراني. هذا التحدي، ذو الطابع المصيري، الذي لا سابق له في المنطقة بدليل ما يحصل في العراق وسوريا ولبنان واليمن الذي يبقى همّا سعوديا اساسيا.

يصعب عزل أي تفاهم جديد ذي طابع تاريخي بين السعودية وأميركا عن النفط في وقت تتجاهل إدارة بايدن أنّ ما ارتكبته في المنطقة يفوق بمراحل تصفية جمال خاشقجي، خصوصا عندما تفرّجت على بشّار الأسد وعلى الإيراني والروسي يفتكون بالشعب السوري بهدف تهجيره من ارضه.

استفاقت إدارة بايدن أخيرا على عبارة "إنّه النفط يا غبي". ليس امامها خيارات كثيرة في وقت تمرّ فيه السعوديّة في مرحلة انتقالية على الصعيد الداخلي وفي وقت لم يتردد محمد بن سلمان في رفض اخذ مكالمة من بايدن. لكنّ السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلا ام آجلا كيف ستؤثر المعطيات الإقليمية الجديدة، في مقدّمها العلاقات الإسرائيليّة – العربيّة، في ظلّ التحدي الإيراني، على طبيعة التفاهم الذي سيؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الأميركيّة السعوديّة؟

منذ العام 1945، صمدت العلاقات الأميركيّة – السعوديّة في وجه كلّ العواصف. ليس ما يدعو حاليا إلى تفادي تفاهم تاريخي جديد وإن في منطقة مختلفة وفي عالم مختلف يأخذ في الإعتبار ان ليس لدى الولايات المتحدة سجلا يسمح لها باعطاء دروس في حقوق الإنسان إلى ايّ بلد في العالم.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنّه النفط يا غبيّ إنّه النفط يا غبيّ



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab