مهسا أميني بوصفها «الأمّ المؤسِّسة»
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

مهسا أميني بوصفها «الأمّ المؤسِّسة»

مهسا أميني بوصفها «الأمّ المؤسِّسة»

 العرب اليوم -

مهسا أميني بوصفها «الأمّ المؤسِّسة»

بقلم - حازم صاغية

بالمعنى الذي يقال فيه «آباء مؤسِّسون» في وصف قادة الثورة الأميركيّة، والأمّة والدولة اللتين انبثقتا منها، قد نقول في الغد «الأمّ المؤسِّسة» وصفاً لمهسا أميني. هذا إذا خرجت إيران معافاةً من تجربتها مع الجمهوريّة الإسلاميّة واستطاعت أن تستأنف حياتها كدولة – أمّة.

ففي تجربة الفتاة التي قُتلت قبل عام بسبب حجابها «غير اللائق»، وفي الثورة التي تلتها، تقيم إسهامات كبرى لفائدة بلدها، لكنْ أيضاً لإغناء مجمل الفكر السياسيّ في الشرق الأوسط.

فهي المرّة الأولى التي يكون فيها قتل امرأة سبب الثورة المباشر، ونعرف أنّ قتل المرأة في منطقتنا أقلّ أهميّة ودراميّة بلا قياس من قتل الرجل، لا سيّما في يومنا هذا. كذلك هي المرّة الأولى التي تقود النساء ثورة، والنساء لا يُحمَلن تقليديّاً على محمل الجدّ في أمور تقلّ كثيراً عن الثورات. فضلاً عن هذا، فالمرأة هنا لا يُحتفى بها لأدائها أدواراً هي، في المجتمعات الذكوريّة، من وظائف الرجال، أو ممّا يُنسب تالياً إلى «الرجولة». فمهسا أميني لم تدخل السجن لأنّها واجهت الاستعمار، ولم يُحتفَ بها لأنّها خطفت طائرة، أو لأنّها تطوّعت في فرقة مظلّيّات، أو لأنّها دلقت زيتاً مقليّاً على محتلّين، أو لأنّها أرادت فرض الحجاب على نساء أخريات اعتراضاً منها على «القيم الغربيّة»... إنّها لم تكن «أخت الرجال» بأيّ معنى من معاني التعبير هذا. لقد قُتلت لأنّها بالضبط عكس تلك النماذج: إنّها تريد أن تكون حرّة كإنسان وكإمرأة وكمواطنة إيرانيّة.

وممّا تقوله التجربة المذكورة أنّ الصلة بين الوطنيّ والاجتماعيّ تغيّرت وتتغيّر، أقلّه في البيئة الشبابيّة الواعدة. ففي العقود السابقة، كان الوطنيّ يعني أن تناهض الغرب، فيما عنى الاجتماعيّ أن تقترب، في السلوك والمثالات، من النموذج السوفياتيّ. ومع الثورة الخمينيّة ثمّ ضمور الشيوعيّة، صار الاجتماعيّ يعني الالتحام بالقيم التي تجافي قيم الغرب وتعود بنا إلى معانقة السلف الصالح. أمّا مع مهسا وصاحباتها وأصحابها فصار الوطنيّ والاجتماعيّ سواء بسواء يعنيان الحرّيّة والفرديّة أوّلاً، وصارا يرفضان تمويه التحدّيات الفعليّة وإبدالها بصراعات متفاوتة في وهميّتها ضدّ شياطين وإمبرياليّين لا يكفّون عن التناسل. هكذا ارتدّ الموقف من الغرب أو سواه من قوى خارجيّة ليحتلّ الموقع المتدنّي الذي يستحقّه في تبويب القوى والأهداف، وباتت الثورة لا تعني إلاّ التصدّي لنظام قامع للحرّيّة، نظامٍ «صدف» أنّه «مناهض للإمبرياليّة»!

فالعناوين الأولى في تلك التجربة الإيرانيّة دارت حول الحجاب الإلزاميّ وشرطة الأخلاق، بحيث كانت «انتفاضة الحجاب» إحدى التسميات التي أطلقت على ثورة إيران. وهذا بمثابة قطع مع معنى ليس ضيّق التداول للثورات وللانقلابات العسكريّة التي وصفت نفسها بالثورات، والتي تعزّز الطغيان إذ ترسي الاستبداد في أصغر ذرّات العلاقات الاجتماعيّة.

وهنا، مع أصحاب مهسا أميني، لا نقع على شبيبة الوجوه المشحونة والقبضات المشدودة التي تبحث عن فرائس للقتل والسحق والاصطياد، جاعلةً العالم مكاناً للعداوة المُخصّبة وللكراهيّات الحقود. لقد باتت الصلة بالعالم هدفاً يُسعى إليه ويُسلك إليه بفائض من اللون وكثير من الزهو والوعود. وبدوره، وبسبب الإعلام والتقنيّة والهجرات وأعمال اللجوء، صار العالم أشدّ امتلاكاً لأدوات التعريف بنفسه، متيحاً ما لم يكن متاحاً من فُرَص لمعرفته بعيداً من الثنائيّات السياسيّة الضيّقة والقاحلة.

وطبيعيٌّ، والحال هذه، أن لا تعود البنادق والرشّاشات والعبوات أدوات الثوّار الجدد لتنحصر في كونها أدوات النظام. وهذا فيما العمل الثوريّ يستأنف السلميّة التي اتّسمت بها الأطوار الأولى من الثورات العربيّة، ولا تزال تتمسّك بها حالات انتفاضيّة مبعثرة كالتي تعيشها اليوم السويداء في سوريّا.

ومهسا أميني بوصفها كرديّة أشعلت الكرد، لكنّها أشعلت أيضاً أقلّيّات أخرى مضطَهَدة في إيران كالبلوشيّين والأذريّين. غير أنّ مقتلها أعاد إلى الضوء، في الوقت عينه، وجود قضيّة إيرانيّة سُحق التعبير عنها مراراً، ودائماً كان كُنهها طلب الحرّيّة والخروج من الزنزانة الخمينيّة المغلقة إلى العالم. وكان في هذا ما يشير، ضدّاً على المزاج السائد اليوم في المنطقة، إلى أنّ في الوسع الجمع بين قضيّة الشعب والوطن ككلّ وقضايا الأقلّيّات. وكم بدا هذا المناخ نبيلاً حين عبّر عنه مؤخّراً إمام السنّة الإيرانيّين مولوي عبد الحميد إذ دعا إلى «احترام جميع البشر، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا مسلمين أم لا، وحتّى لو كانوا مُشركين أو مُلحدين، فهذا أكثر إلزاميّة من الصلاة والحجّ».

وبالمعاني هذه جميعاً سيكون شرفاً لإيران ومنطقتها أن تنتسبا، في طورهما الجديد المحتمل، إلى أمومة ابنة الاثنين والعشرين عاماً مهسا أميني. بغير هذا الأفق لسنا موعودين بغير العفن والوحل الممزوجين بدم كثير.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهسا أميني بوصفها «الأمّ المؤسِّسة» مهسا أميني بوصفها «الأمّ المؤسِّسة»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025
 العرب اليوم - نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab