سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة
الخطوط الجوية في أذربيجان تعلن تعليق رحلاتها إلى 7 مدن روسية الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية كانت تستخدم لتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله عند معبر على الحدود السورية اللبنانية مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين إثر استهدافهم بطائرة مسيرة إسرائيلية في جباليا البلد شمال غزة وسائل إعلام لبنانية تفيد بأن القوات الإسرائيلية شنت قصفاً استهدف ثلاثة مواقع في منطقة البقاع إيقاف حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي عقب هجوم من الحوثيين برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية في اليمن بشكل مؤقت منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن الجيش الإسرائيلي يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان بعد أن قام بمحاصرته "اليونيفيل" تعلن أن الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير المناطق السكنية والزراعية والطرق جنوب لبنان هيئة مراقبة الطيران في روسيا تعلن إغلاق جميع مطارات موسكو مؤقتا تحسبا لهجمات بطائرات مسيرة
أخر الأخبار

سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة

سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة

 العرب اليوم -

سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة

بقلم : أمير طاهري

تدور الفكرة المعلقة في أذهان مختلف الأوساط السياسية والدبلوماسية الغربية في الآونة الراهنة حول أن الحرب في سوريا قد بلغت ذروتها، وأنه قد حان الوقت للجميع لأن يركزوا الجهود على إعادة إعمار البلاد.

ورغم ذلك، وعلى غرار كل الأفكار الأخرى المتصورة، فإن هذه الفكرة أيضاً مليئة بالثغرات المتعددة.

تدور الثغرة الأولى حول أن ما شهدناه في سوريا خلال السنوات السبع الماضية لم يكن حرباً بالمعنى الكلاسيكي المفهوم من المصطلح، وإنما كان عبارة عن مجموعة من الحروب المتعددة المترابطة بعضها ببعض في نسيج أو سياق من الكوارث الإنسانية التي تفاقمت إثر التناحر بين أكثر من عشر قوى مؤثرة تحركها مجموعة من الأهداف المتناقضة.

ووفق هذا المعنى، وبعيداً تماماً عن نهاية أي شيء في القضية السورية، فربما نكون بالفعل في بداية مرحلة جديدة من هذه التراجيديا التاريخية.

وتدور الثغرة الثانية حول أنه إن ركزنا تفكيرنا على أي من الحروب الموازية في سوريا، فسوف نخرج بنتيجة مفادها أنه من العسير للغاية الزعم أننا قد بلغنا خط النهاية فيها.

وتأكيداً لذلك، فلقد تقلص نظام حكم بشار الأسد من حيث الحجم، وصار يقتصر من الناحية العملية على السيطرة على جيب من الأراضي. ومع ذلك، لا يزال هذا النظام يحظى بقوة كافية تحول دون رفع اليدين والاستسلام.

أما بالنسبة لما يُعرف بتنظيم داعش الإرهابي، فلقد شهد خلافته المزعومة تتقلص فيما يسيطر عليه من أراضٍ من 4 آلاف ميل مربع إلى ما لا يزيد على 2700 ميل مربع فقط.

كما عانت قوات المعارضة السورية غير الموالية لـ«داعش» كذلك من نكسات شديدة، وهي منحازة الآن في جزء من محافظة إدلب إلى جانب أرخبيل من مناطق النفوذ الصغيرة الموزعة على الخريطة السورية. وبالنسبة للأكراد السوريين، الذين دخلوا في لعبة معقدة للغاية من خلال جملة من التحالفات المتناقضة، بات من المرجح أن ينتهي بهم الحال دون أية مكاسب على الإطلاق سوى الحسرة الشديدة.

وعلى سياق أوسع، كان لزاماً على روسيا أيضاً أن تشهد حالة من تقلص قوتها على الأرض. فربما نجحت بالفعل في تأمين موطئ قدم دائمة في شرق البحر الأبيض المتوسط، غير أنها تدرك على نحو تام صعوبة جهود الدفاع عنه وحمايته في خضم الاضطرابات المستقبلية التي سوف تشهدها المنطقة.

وفي الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة، ربما نستمع إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يُلمح إلى نوع من الانتصارات المحققة في سوريا. ولكن لأنه من القادة الأذكياء، فإنه يعلم بكل تأكيد أنه لا يمكن إعلان النصر في أي حرب من دون اعتراف أحد طرفي النزاع بالهزيمة.

كما صارت تركيا هي الأخرى تكتشف حدود مقدرتها على تسجيل المزيد من النقاط في سوريا، إذ يمكن لاندفاع الرئيس رجب طيب إردوغان داخل الأراضي السورية أن يحظى بشعبية كبيرة داخل تركيا نفسها لبضعة شهور مقبلة، حتى يتسنى له تقديم ميعاد الانتخابات التاريخية التي يخطط لها، ويضمن أن يخرج منها منتصراً. ولكن الذي سوف يحدث بعد ذلك هو أبعد ما يكون عن اليقين، باستثناء أن الانخراط في المستنقع السوري لن يكون منخفض التكاليف، كما يزعم إردوغان.

أما الموقف الإيراني، فلا يزال مثيراً لكثير من الشفقة.

بعد إنفاق المبالغ المالية الهائلة، وفقدان كثير من الرجال، بما في ذلك أكثر من 400 من كبار الضباط، في هذه المغامرة غير المحسوبة ولا المدروسة، كان ملالي طهران يأملون في تأمين ممر لهم نحو البحر الأبيض المتوسط، مع ممر آخر مجاور عبر العراق وسوريا نحو لبنان، وبات من الواضح أنهم لن يحصلوا على ذلك.

وبصرف النظر عن الوجود الذي قد يرسخونه لأنفسهم داخل سوريا بالقرب من لبنان، فسوف يكون عرضة على الدوام للغارات الجوية الإسرائيلية التي لن تستطيع إيران، التي لا تملك قوات جوية فعالة حتى الآن، مواجهتها أو التغلب عليها. وقد ينتهي الأمر بالمرتزقة الذين حشدتهم إيران، من لبنان وأفغانستان وباكستان، بالقرب من الحدود اللبنانية داخل سوريا، لأن يكونوا كمثل السمك المحصور داخل البرميل.

وإسرائيل، التي بدأت للتو في الإدلاء بدلوها في الأحداث الجارية، سوف يعتريها شعور غامر بالسعادة لانقضاء سوريا كتهديد موثوق منه في مستقبلها المنظور. ورغم ذلك، لم تكن سوريا أبداً تحت حكم عائلة الأسد تشكل تهديداً حقيقياً وفعالاً بالنسبة للدولة العبرية، في حين أن سوريا تحت صفة «الأراضي غير الخاضعة لحكم مطلق»، إلى جانب مزيج خبيث من الجماعات التي يتعذر السيطرة عليها، قد تتحول إلى مصدر مستمر للإزعاج، إن لم تكن تشكل تهديداً وجودياً لأمن إسرائيل.

وتكمن المشكلة في هذه الحرب متعددة الأوجه في أنه ليس هناك طرف واحد من أطراف الصراع على استعداد تام بعد لرفع راية الاستسلام البيضاء. ومن خلال الصياح بكلمة «كلا»، تظل كل الأطراف معنية بالصراع المستمر، على الرغم من فظاعته المروعة.

والموقف السوري، وهو المأساة التي بدأت في صورة الحرب الأهلية ثم تضخمت إلى مزيج مطول متعدد الأوجه من الصراعات، ليس متفرداً في ذلك في شيء. فلقد رأينا مواقف مماثلة في كل من الصومال، وكونغو - كينشاسا، وفي أفغانستان كذلك بمعنى من المعاني، وعبر عقود ممتدة.

وفي مثل هذه المواقف، كانت الفكرة المتصورة أننا قد بلغنا حد النهاية، أي نهاية الصراع، ولكن من دون بلوغ خط النهاية فعلياً وواقعياً. والمشكلة في مثل هذه المواقف أن أولئك الضالعين فيها غالباً ما ينتهي بهم الأمر إلى اعتياد الحالة الراهنة، التي على الرغم من أنها لا تقدم لهم ما يأملون في الحصول عليه، فهي حالة غير مكلفة للغاية حتى تستلزم الانسحاب الدراماتيكي من حلبة الصراع. ومن سمات الحروب منخفضة الحدة أن تستمر إلى ما لا نهاية، وإلى الأبد إن استلزم الأمر.

إذن، هل هناك من بديل لحالة الوضع الراهن الناشئة؟

تقول الإجابة النظرية: أجل، هناك بديل.

ولكن حتى يتسنى صياغة البديل، يتعين على كل الأطراف الإقرار بأن «الحرب» لم تنتهِ بعد، وأن أياً من تلك الأطراف لا يحتمل أن يحرز النصر القاطع فيها. حتى لو، كما لو كنا في عالم خيالي، تم تقديم سوريا بأسرها على طبق من فضة إلى أحد الأطراف المتناحرة، لن يستطيع أي طرف أن يسيطر عليها تماماً، أو أن يستفيد منها ككيان موحد بعد الآن.

ولم يعد السؤال المطروح هو: من يرقص على السور؟ ولكن السؤال هو: كيف يمكن الرقص على السور مرة أخرى؟


ليس هناك شيء أقل من جهد دولي جاد يمكنه أن يعيد بناء الكيان الذي انهار بصفته دولة قومية موحدة. ويمكن لمثل هذا الجهد أن يكون ممكناً، ولكن على أساس الاندماج الكامل من كل الأطراف المعنية، الذين اعتادوا التمرس على لعبة الإقصاء والاستبعاد، كما ينبئ حالهم الآن.

وقد تكون فكرة فلاديمير بوتين لمناطق خفض التصعيد من الأفكار الجيدة فقط كبداية، شريطة أن ترتبط تلك المناطق باتفاقات جنيف، وإنشاء آلية دولية للإشراف عليها، ناهيكم عن أن يكون انتداباً دولياً، وذلك طيلة الفترة الانتقالية الرامية إلى تمهيد الطريق لأعمال إعادة الإعمار الهائلة الممولة من المجتمع الدولي.

ولقد تمخضت الصيغ المماثلة عن نتائج إيجابية في مواضع أخرى، مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو، وإن كان ذلك على نطاق هو أصغر بكثير من الواقع السوري، وفي حالات أقل تعقيداً بكل تأكيد.

وبطبيعة الحال، ليس من المؤكد أن هذه الصيغة سوف تنال الدعم والتأييد المطلوب من جانب الأطراف المعنية بالصراع السوري، ولكن هناك بصيص من أمل في حقيقة مفادها أن حالة الإرهاق الشديدة التي عمت كل أطراف النزاع السوري قد بدأت في البحث عن وسيلة ما للخروج من هذه المتاهة.

المصدر : جريدة الشرق الأوسط

 

arabstoday

GMT 03:33 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:57 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

ذئاب ألمانيا وذئابنا

GMT 02:47 2024 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الدور الريادي للدبلوماسية السعودية

GMT 02:50 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

سوريا: حسابات جنوبية... وإشكالات شرقية

GMT 02:10 2023 الإثنين ,21 آب / أغسطس

فاشينستا داعشية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 08:55 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab