درس التاريخ الارهاب سيُهزم

درس التاريخ: الارهاب سيُهزم

درس التاريخ: الارهاب سيُهزم

 العرب اليوم -

درس التاريخ الارهاب سيُهزم

جهاد الخازن

الأمة تعيش أخطر مرحلة منذ مئة عام، فإما حياة أو موت. أبدأ من البداية.

النهضة العربية قرب نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت فكرة تأخر اختمارها، وهي وجدت أرضاً سهلة فقد كان هناك عدو مشترك هو الاستعمار وأبناء الأمة مجمعون على مقاومته.

هذه المرحلة انتهت باستقلال الدول العربية تباعاً، وقامت أنظمة لا هي من نوع ديموقراطية أثينية، ولا هي بقيادة المستبد المتنور الذي طلبه جمال الدين الأفغاني.

أنظمة عهد الاستقلال كانت إما ملكيات تقليدية أو جمهوريات شهد بعضها بضع سنوات من الديموقراطية (سورية في خمسينات القرن الماضي مثلاً) قبل أن تكر سبحة الانقلابات العسكرية، ولم يكن بينها واحد مؤهل للحكم. جمال عبدالناصر، رغم شعبيته الطاغية، ارتكب أخطاء سياسية واقتصادية قاتلة، وتابعنا كولونيلات سورية، والزعيم الأوحد وملك ملوك افريقيا، وانقلابات اليمن والسودان وحروباً أهلية وعنفاً.

عندي تفسير بسيط لماذا نجَتْ الملكيات من فوضى التغيير هو أن الملك كان ولياً للعهد مرافقاً لأبيه أو أخيه قبل أن يتسلم الحكم، لذلك تسلم الحكم وعنده خبرة طويلة غير متوافرة لكولونيل دراسته ثانوية، وصل الى الحكم على ظهر دبابة، وهو بعيد عن الاتصال المباشر بالناس، ولا يعرف السياسة الخارجية أو الاقتصاد. الجمهوريات كانت انقلابية والممالك استمرارية.

كان لا بد للوضع أن يتغير، وثارت الشعوب على الفساد والظلم، ووجدت الأحزاب الدينية فرصتها للحكم، وقدمت نفسها بديلاً للعسكر والدكتاتورية والفقر.

الأحزاب الدينية فشلت فوراً، فهي لم تكن مؤهلة للحكم، والاخوان المسلمون في مصر الذين ظُلِموا وعُزِلوا على مدى 80 عاماً ارتكبوا من الأخطاء في سنة ما يفوق نظام مبارك في 30 سنة. الشعب ثار عليهم والجيش أطاحهم، وهناك الآن نظام جديد مدني يعلق المصريون عليه الآمال.

حزب النهضة في تونس خسر الانتخابات النيابية الأخيرة وهو قانع بلعب دور من دون قيادة البلاد، وانتهينا بالحوثيين في اليمن، ومن ورائهم ايران، وبإرهابيين في العراق وسورية في الدولة اللااسلامية التي تقتل الأبرياء وكأننا أمام غزو تتري جديد.

المغرب كان الاستثناء الوحيد فحزب العدالة والتنمية فاز بالانتخابات إلا أنه لم يحاول التفرد بالحكم وإنما قاد حكومة إئتلافية تضم أحزاباً عدة. هو الاستثناء أما القاعدة، فكانت كالقاعدة الارهابية إياها وداعش والنصرة وغيرها.

هذا الوضع لن يستمر فلا نهاية للتاريخ، والأكاديمي والمؤلف فرانسيس فوكوياما كتب «نهاية التاريخ وآخر إنسان» سنة 1992 عاد في السنتين الأخيرتين ليعيد النظر في أفكاره ويعدِّل البرنامج الزمني للوصول الى الديموقراطية.

مركز «ديموقراطية مفتوحة» عقد ندوة عن التغيير الذي طرأ على فكر فوكوياما. وقرأت من المادة ما استطعت ووجدت أن روجر سكروتون يرى أن الاسلام إستثناء لقاعدة السير نحو الديموقراطية لأن التطرف الاسلامي جذوره في مبدأ الاسلام. مشاركان آخران هما اوليفر روي وسعد الدين ابراهيم أنكرا أن يكون الاسلام إستثناء وقدَّم كل منهما حجته. وفوكوياما أصرّ من ناحيته أنه لم يغير فكرته الأصلية، وإنما عدَّل توقيت التنفيذ. لا أتفلسف، ولكن لاحظت أن له مقالاً عن «مستقبل التاريخ» سنة 2012 يسأل فيه إن كانت الليبرالية الديموقراطية تستطيع العيش مع هبوط الطبقة الوسطى. ولعله بدأ يتغير تدريجاً منذ صدور كتابه «بعد المحافظين الجدد، اميركا على مفترق طرق» سنة 2007.

أعود الى البلاء الذي نحن فيه، فبعد مرحلة مقاومة الاستعمار، ثم مرحلة الجمهوريات الفاسدة، نحن الآن في مرحلة مقاومة بديل، أو دواء، أسوأ من المرض. الارهاب باسم الدين البريء من كل الارهابيين سيُهزَم، لأن التاريخ لا نهاية له وإنما هو مستمر، وطريقه الى الأمام باعتراف فوكوياما نفسه.

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس التاريخ الارهاب سيُهزم درس التاريخ الارهاب سيُهزم



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تفجيرات إسرائيلية تستهدف مناطق متعددة في جنوب لبنان
 العرب اليوم - تفجيرات إسرائيلية تستهدف مناطق متعددة في جنوب لبنان

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab