عيون وآذان هل هناك قنبلة سكانية

عيون وآذان (هل هناك قنبلة سكانية)

عيون وآذان (هل هناك قنبلة سكانية)

 العرب اليوم -

عيون وآذان هل هناك قنبلة سكانية

جهاد الخازن

يقول الخبراء إن البشر احتاجوا إلى 200 ألف سنة ليبلغ عددهم على ظهر هذه البسيطة بليون نسمة، والآن يزيدون بهذا البليون كل عقد. الأرض لم تعد قادرة على إطعام الناس. لا ادري إذا كان ما سبق صحيحاً، فقد قرأت أيضاً أن الخير وفير حتى لو زاد عدد البشر ضعفاً أو ضعفين. القنبلة السكانية كانت عنوان فيلم جديد، إلا أن الفكرة ليست جديدة، فقد كان موضوعها قضية في ستينات القرن الماضي سرعان ما طويت، إلا أنها تعود عادة مع الاحتفال بيوم الأرض، وهو احتفال بدأ سنة 1971 عندما قال 63 في المئة من الأميركيين إنهم يرون أن الموضوع «مهم جداً»، غير أن استفتاء أجرته هذه السنة «هفنغتون بوست/ يوغوف» أظهر أن 39 في المئة فقط يجدون في الوضع سبباً للقلق. ربما كان الأمر أن الاستفتاء القديم تبع صدور الكتاب «القنبلة السكانية» الذي كتبه بول أرليك عندما كان أستاذاً في جامعة يال بمساعدة زوجته. والفكرة لم تكن جديدة، فقد كتب توماس مالتوس سنة 1798 دراسة عن زيادة عدد السكان حملت الاسم «كارثة مالتوس»، وبعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك ثورة في أساليب الزراعة بددت الخوف من كارثة لم يتحدث عنها مالتوس في الواقع، لأنه ربط زيادة السكان بتوافر الموارد الغذائية لهم. السنة الماضية صدرت رواية عن الموضوع عنوانها «الجحيم» من تأليف دان براون، مؤلف «شيفرة دافنشي»، إلا أن النقاد سلقوا الكتاب الجديد بألسنةٍ حِداد فلم يبع نسخاً كثيرة، بعكس «جحيم» دانتي، الذي يعود إلى القرن الرابع عشر ولا يزال من أكثر الكتب مبيعا حتى اليوم. دان براون يقول على لسان بطل روايته، أو شريرها، عالم السلالات برنارد زوبريست، إن العالم أصبح يضيق بالبشر وسيأتي يوم يسرق فيه الإنسان ويقتل ليعيل أولاده. الحل هو في نشر وباء يقتل معظم سكان الأرض. نحن نقول ملاك الموت، وهناك العبارة نفسها بالإنكليزية، إلا أن لملاك الموت وصفاً آخر هو الحاصد المتجهم، أو الرهيب، أو المقيت، وصورته في ثوب أسود لا يكاد وجهه يبين ويحمل منجلاً في يده. حرب نووية كفيلة بحل المشكلة، أو ربما شهاب من الفضاء الخارجي يضرب الأرض ويقتل ثلاثة أرباع سكانها، أو هي تتكفل بالموضوع، فزيادة حرارة الطقس ستعني نقص الغذاء المتوافر بدل زيادته، خصوصاً أنه يتزامن مع موارد طبيعية ناضبة، وهجوم التصحير على ما بقي من مساحات خضراء حول العالم. على رغم كل ما سبق، لا سبب منطقياً يجعلني أصدق أن الجيل القادم من البشر سيموت من الجوع، خصوصاً أن التكهنات السابقة عن عجز الأرض عن إطعام سكانها جميعها خاطئة، وكان بول أرليك توقع في كتابه أن تشتد الأزمة في الثمانينات من القرن الماضي، إلا أن هذا لم يحدث. وهو اعترف ببعض الخطأ في عرض المشكلة، إلا انه رفض أن يعترف بأنه سجل «توقعات» وإنما أصر على انه اعتمد على مكتب إحصاءات السكان للحكومة الأميركية، ورسم «سيناريوات» للمستقبل مع تحذير القارئ من أنه لا يجزم بأنها ستقع. لا أجزم بشيء، ولكن يهمني الوضع العربي في ظل زيادة عدد السكان ونقص الموارد، من غذائية وغيرها، ويهمني تحديداً وضع مصر مع سد أثيوبيا على نهر النيل وخطر نقص حصة مصر من مائه، فأتذكر أنني سألت الرئيس حسني مبارك خلال مقابلة صحافية سؤالاً لم يعجبه، فقال: اسمع، عندما قام جمال عبد الناصر بثورته كان عدد المصريين 18 مليونا. ومنذ تبعت أنور السادات في الرئاسة زاد عدد المصريين 30 مليوناً. عندما الناس دي تعيش تبقى تحكيني في الوطنية بتوعك. الإخوان المسلمون فاتتهم هذه النقطة في الحكم. وجدت جواب الرئيس مقنعاً فلم أناقشه، والآن في مصر 90 مليوناً، وربما لا ينتهي العقد إلا وقد تجاوز العدد مئة مليون. ليست عندي حلول فأقول: ربنا كريم.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان هل هناك قنبلة سكانية عيون وآذان هل هناك قنبلة سكانية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab