مَن ينتصر للمرأة

مَن ينتصر للمرأة

مَن ينتصر للمرأة

 العرب اليوم -

مَن ينتصر للمرأة

جهاد الخازن

أعتقد أن من أسباب النحس العربي المزمن والمتصل والمتفاقم أننا لا ننصف النساء بمساواة مستحقة مع الرجال. ومع أنني عشت العمر وأنا «أموت في دباديبهم» إلا أنهن كن خارج نطاق تفكيري وأنا أتنقل من اقتتال العرب في هذا البلد أو ذاك إلى قتل إسرائيل الفلسطينيين في رمضان.
غير أن خبراً عنهن جعلني أعود إلى التفكير بهن، فقد قرأت أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عدّل وزارته وزاد عدد الوزيرات من ثلاث إلى خمس في وزارة من 22 عضواً، مع حق ثلاث وزيرات دولة في حضور اجتماعات مجلس الوزراء بعدما كان هذا الحق لاثنتين فقط. (سرّني كثيراً خروج وليام هيغ من وزارة الخارجية فقد كان آخر المحافظين الجدد في موقع الحكم).
في بلادهم النساء يتقدمن، فماذا في بلادنا؟
أبقى في بريطانيا بحثاً عن جواب فقد رعت الحكومة البريطانية واليونيسيف مؤتمر قمة للبنات ضم حوالى 500 عضو من النساء بينهن ملالا يوسف زاي، الناشطة الباكستانية المعروفة.
كاميرون أشار في افتتاح المؤتمر إلى بحث جديد يُظهر أن حالات الختان أكثر مرتين مما كان يقدر في السابق، وهو وعد بأن والدَيْ أي بنت تجرى لها عملية ختان في بريطانيا سيحالان على المحكمة.
قرأت في مقال عن الموضوع لا أدري مدى صحته أن كل عشر ثوان تجرى عملية ختان لبنت حول العالم، وأكثر هذه العمليات في 29 بلداً أفريقياً وفي آسيا وبعض الشرق الأوسط، فأرجو أن أسمع رأي الأزهر الشريف في الموضوع.
الختان يظل أهون من الموت، وملالا يوسف زاي كادت أن تموت برصاصة من طالبان باكستان في رأسها و»جريمتها» أنها تريد أن تتعلم. هي ذهبت إلى نيجيريا لتنتصر لبنات المدرسة اللواتي خطفتهن جماعة بوكو حرام، وهي عصابة إرهابية متطرفة في اسمها معارضة تعليم البنات.
ثمة حملة تلف العالم شعارها «أعيدوا بناتنا» تشارك فيها بعض أشهر النساء مثل ميشيل أوباما وممثلات سينما من كل بلد. وربما كان هذا ما اضطر رئيس نيجيريا بعد 99 يوماً من خطف البنات إلى استقبال بعض والديهن.
قرأت أن 11 من والدي البنات توفوا منذ خطفهن في 14 نيسان (أبريل) الماضي، منهم سبعة قتلوا في هجوم إرهابي على قرية، وأربعة لأسباب صحية. أسأل هل يُعقل أن تخطف 219 بنتاً ولا تجد الحكومة المحلية أو أقمار التجسس أثراً لهن بعد أكثر من مئة يوم؟ ليس هذا فقط، بل أن بين الأخبار التي قرأتها عن الموضوع خبراً عن قتل بوكو حرام مئة من سكان قرية في شمال شرقي نيجيريا الأسبوع الماضي.
هي مضطهدة في كل مكان خصوصاً في أفغانستان، وبين آخر الأخبار من هناك أن الملا في قرية اغتصب طفلة في العاشرة من العمر فقرر أهلها ارتكاب «جريمة شرف» هي قتل البنت لا الملا. الطفلة أخِذت إلى ملجأ للنساء وتلقت مديرته تهديدات بالقتل وقالت لصحافيين غربيين إنها قررت الفرار من بلادها.
في الهند المجاورة هناك أخبار عن حوادث اغتصاب فردية أو جماعية يوماً بعد يوم، وآخر ما قرأت عن تظاهرة ضمت ألوفاً من الناس بعد تقاعس الشرطة عن التحقيق في اغتصاب طفلة في السادسة من عمرها في مدرسة للصغار في جنوب الهند. التفاصيل مؤلمة فأتجاوزها لأقول إنني قرأت أن الهند تشهد 25 ألف حادث اغتصاب كل سنة.
في مصر حكِم على ثمانية رجال بالسجن مدى الحياة بتهمة اغتصاب شابة في ميدان التحرير على مرأى من الناس. وفي ليبيا اغتيلت السياسية فريحه البرقاوي قرب محطة بنزين في مدينة درنه.
في العراق وسورية الإرهابيون وزعوا «فيديوات» عن رجم نساء يستحيل أن يكون هناك دليل قاطع عليهن.
الأمة في أسوأ وضع لأنها في أيدي رجالها، وأقترح أن نسلّم المسؤولية إلى النساء لأن من المستحيل أن يكنّ أسوأ من الرجال، فلا بد أن نرى أياماً أفضل.

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن ينتصر للمرأة مَن ينتصر للمرأة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab