اللا سامية صناعة إسرائيلية

اللا سامية صناعة إسرائيلية

اللا سامية صناعة إسرائيلية

 العرب اليوم -

اللا سامية صناعة إسرائيلية

جهاد الخازن

هناك طرفة لا سامية تنسب إلى بيل كلينتون في كتاب جديد عنه هي باختصار أن يهوديَيْن يمران أمام كنيسة كاثوليكية ويريان على بابها إعلاناً يقول إن مَنْ يعتنق الكثلكة يُمنَح مئة دولار. هما يتفقان على أن يطلع أحدهما من دينه وأن يقتسم بعد ذلك المئة دولار مع اليهودي الآخر. وعندما يخرج الكاثوليكي الجديد من الكنيسة يسأله اليهودي الآخر: أين فلوسي؟ ويرد الأول: أنتم اليهود (شتيمة) لا تفكرون بشيء غير الفلوس.
الكتاب من تأليف أميركي ليكودي الهوى فلن أقرأه، ولكن قرأت عروضاً له ضمت الطرفة السابقة، وهي موثقة لأن كلينتون قالها أمام جمهور كبير من اليهود الذي يؤيدون الحزب الجمهوري.
مغزى القصة السابقة أن كثيرين يطوون النفس على لا سامية كامنة ربما من دون أن يدركوا ذلك، وكلينتون الذكي جداً لم يقصد أن يهين المستمعين اليهود بطرفة لا سامية، وإنما غفل عن الجانب اللا سامي فيها.
هناك لا سامية جديدة تلف العالم كله، خصوصاً أوروبا التي انتهت لا سامية قرون فيها بالمحرقة النازية في القرن الماضي. وقد شهدت عواصم أوروبية ومدن كبرى تظاهرات ضد إسرائيل وجرائمها في قطاع غزة، ودان وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا الهتافات اللا سامية في التظاهرات، ومُنِعَت تظاهرات أخرى واعتُقِل بعض المتظاهرين تمهيداً لمحاكمتهم.
أتابع الموضوع باهتمام كبير بحكم الإقامة في أوروبا وهويتي العربية وعملي، وأستطيع أن أقول بثقة إن الحكومات الغربية التي نددت باللا سامية الجديدة نسبت التظاهرات إلى أحداث قطاع غزة، إلا أنني لم أسمع وزيراً واحداً يدين إرهاب إسرائيل أو يقول إنها ترتكب جرائم حرب في القطاع كل يوم. لم يقل مسؤول أوروبي واحد، كما قالت الأمم المتحدة، إن أربعة من كل خمسة ضحايا في غزة مدنيون، وإن بين الضحايا أكثر من مئة طفل وولد حتى الآن.
هم أجبن من أن يدينوا إسرائيل وجرائمها، وإنما يختلقون لأنفسهم الأعذار، فقرأت مقالاً في «نيويورك تايمز» كتبه وزيرا الخارجية والداخلية الفرنسيان لوران فابيوس وبرنارد كازينوف يحكيان فيه تاريخ وجود اليهود في فرنسا، ويشددان على ثلاث نقاط، الأولى أن اللا سامية عدونا جميعاً، والثانية أن فرنسا ليست دولة لا سامية، والثالثة أن الحكومة الفرنسية أبدت إصرارها الكامل على محاربة اللا سامية بكل وسيلة ممكنة.
كل ما سبق مقبول غير أن المقال ناقص إلى درجة ألا يعود موضوعياً فهو لا يشرح سبب عودة اللا سامية بهذا الشكل، ولا يشير إلى الجرائم النازية المستوى التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
أبشع مظاهر اللا سامية موجود في إسرائيل فالعنصرية ضد أحد الشعوب السامية تنطبق على العرب كما تنطبق على اليهود (أو الكلدانيين أو الأشوريين وغيرهم) والتظاهرات اليهودية في إسرائيل تهتف دائماً «الموت للعرب»، إلا أن الوزيرين الفرنسيين، أو الوزراء من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا لم يسمعوها فهم يدفنون رؤوسهم في الرمل عندما يكون الموضوع إسرائيل.
«الموت للعرب» الهتاف المفضل للإسرائيليين في ملاعب كرة القدم، وهناك حاخامات يقولون إن إسرائيل، أي فلسطين المحتلة، لا تتسع إلا لشعب واحد... يعني يريدون طرد الفلسطينيين. وقد وقع 50 حاخاماً رسالة لمنع الفلسطينيين من استئجار شقق، كما أن الكنيست يشهد كل يوم تصريحات لا سامية بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين جميعاً، وأعضاء في ليكود يريدون طرد النواب الفلسطينيين من البرلمان، وعضو «إسرائيل بيتنا» ايليت شاكيد تقول إن الفلسطينيين إرهابيون يجب سفك دمهم.
اللا سامية أكثر ما تمارس في إسرائيل، والوزير الأوروبي الذي ينكر ذلك جبان أو كاذب، وهي ستستمر ما استمر إنكارها.

 

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللا سامية صناعة إسرائيلية اللا سامية صناعة إسرائيلية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab