ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

 العرب اليوم -

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

بقلم - مأمون فندي

ثلاثة أحداث مهمة وضعت القضية الفلسطينية في إطارها الصحيح؛ وهي: حكم محكمة الجنايات الدولية الذي جرّم ممارسات قادة إسرائيل؛ بمن فيهم وزير الدفاع، ورئيس الوزراء، وكذلك قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بوقف العدوان، ثم اعتراف ثلاث دول من أوروبا الغربية هي إسبانيا والنرويج وآيرلندا. هذه الأحداث؛ كونها فارقة، وضعت القضية الفلسطينية في إطارها الصحيح؛ وهو القانون الدولي، وهو الذي يجب أن تقف خلفه كل الدول العربية والإسلامية. ومع ذلك فوقوف الدول العربية والإسلامية خلف هذه الإجراءات بالدعم الدبلوماسي وحده لا يكفي، إذ يبقى المطلوب خطوات محددة تأخذنا خطوات إلى الأمام في سبيل تحقيق دولة فلسطينية مستقلة تليق بأهلها.

البداية هي تقدير موقف لما جرى، وخصوصاً فيما يخص اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين، والذي يجب على العرب تقديره بخصوصية أكثر، فإسبانيا لديها مشاكل داخلية حقيقية، وكانت دوماً تتردد في الاعتراف بدول جديدة؛ حتى لا يؤثر ذلك على موقف البعض من حركات انفصالية في إقليم الباسك، وكان ذلك واضحاً في تردد إسبانيا في الاعتراف بدولة كوسوفو، على سبيل المثال، ومع ذلك تجاوزت إسبانيا هذه العَقبة فيما يخص فلسطين، بل اتخذت موقفاً راديكالياً من خلال تصريحات بعض أعضاء حكومتها.

المغامرة الإسبانية الشُّجاعة تتطلب مغامرة عربية مماثلة وبنفس الشجاعة، وهنا أقصد الدور العربي في إنجاح المصالحة الفلسطينية، بدلاً من ترك الأمر لكل من روسيا والصين.

رغم أن المملكة العربية السعودية قامت بذلك من قبل، من خلال اتفاق مكة عام 2007 تحت رعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، لم تحدث الوساطة نتيجة عدم سلامة نيات الأطراف، إلا أن المملكة، وبقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قد ترى أن إعادة الكرّة مرة أخرى ضرورة عربية.

المملكة العربية السعودية، قيادة وشعباً ودولة، لن تتحرج في عمل أي شيء يجمع الشمل الفلسطيني، وخصوصاً أن تاريخها، ومنذ الملك المؤسس، كان له دور أساسي والتزام أخلاقي بقضية فلسطين؛ قضية العرب الأولى.

ظني أن السعودية قادرة على القيام بعمل كهذا يهدف إلى خلق جبهة وطنية فلسطينية موحدة، لتكون مفاوضاً في عملية جادة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وكما هو معروف للجميع، فإن المملكة اشترطت في مفاوضاتها الجارية مع الولايات المتحدة أنَّ أي تطبيع مع إسرائيل لن يحدث دون الالتزام بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.

مهم أن نذكر بأنَّ المبادرة العربية للسلام، والتي كان عليها إجماع عربي في قمة بيروت عام 2002، هي مبادرة سعودية في المقام الأول.

القضية الفلسطينية، اليوم، في مفترق طرق وتحظى بزخم عالمي غير مسبوق، كما أن المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان تحظى أيضاً بمكانة دولية فريدة، ولديها من الأدوات ما يمكّنها من فرض واقع جديد، مستفيدة من اعتراف دول مثل إسبانيا وآيرلندا والنرويج، ومن مواقف مُلزمة من محكمة العدل الدولية، وتعظيم هذه المكاسب.

المملكة العربية السعودية قادرة على جمع الدول العربية المحورية، وكذلك جمع الإخوة الفلسطينيين، وبالضغط الجماعي والدبلوماسية يمكنها إقناع الأطراف بأهمية اللحظة التاريخية وتجسير الفجوة بينهم.

لم يمرّ على القضية الفلسطينية وقت كالذي نشهده اليوم، وأن يحجم الفلسطينيون والعرب عن الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية سيكون أمراً تلومنا عليه الأجيال القادمة.

كلي ثقة بأن هذا العمل لن يتأخر في هذا الأمر؛ شريطة أن يعقد الإخوة الفلسطينيون النية للمصالحة الجادة، وإذا فشلوا، هذه المرة، فلن يلوموا إلا أنفسهم، وسيكونون سبباً في جرح وطني وعربي، وأكاد أجزم بأنه سيكون جرحاً عالمياً يصعب علاجه في المستقبل. فلنكن على قدر اللحظة وقدر المسؤولية.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab