سوريا والرد على المبادرة الإيرانية

سوريا.. والرد على المبادرة الإيرانية

سوريا.. والرد على المبادرة الإيرانية

 العرب اليوم -

سوريا والرد على المبادرة الإيرانية

طارق الحميد

قدمت طهران، وبحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، مبادرة من أربع نقاط من أجل حل سياسي في سوريا، وتضمنت المبادرة أربعة بنود هي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية، ورابعًا إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين.

هذه المبادرة الإيرانية بالطبع ليست جديدة، وإنما تعديل لمبادرة قدمتها قبل قرابة العامين، والحقيقة أن طرح طهران مجددًا لمبادرتها المعدلة هذه ليس بالأمر السيئ، لأنه مؤشر حقيقي على أن إيران أدركت أنه لا أمل في نجاح دعمها العسكري لبشار الأسد، رغم وجود حزب الله هناك، وكل الميليشيات الشيعية، ورغم كل الأموال الإيرانية المصروفة هناك، والدعاية التي يقوم بها الجنرال قاسم سليماني. كما أن هذه المبادرة تعني أيضًا أن طهران قد استوعبت الدرس مما حدث، ويحدث، في اليمن، وتحديدًا بعد عاصفة الحزم، وتحرير عدن. حسنًا، هل هذا يعني القبول بالمبادرة، وبالشكل المعدل الذي طرحت به؟ بكل تأكيد لا! وليس من الحكمة فعل ذلك حتى وإن كانت المبادرة الإيرانية قد كتبت بلغة يطرب لها البعض في الغرب، والبعض في منطقتنا، فليس لإيران والأسد أي رصيد من المصداقية، ولا يجب رفع القبعة لملالي طهران عند أول إيماءة بسوريا، ومهما بدت، بل المفروض الحكمة والحذر!

كما لا يجب أيضًا رفض المبادرة الإيرانية المعدلة تجاه سوريا بالمجمل، بل هي فرصة لاصطياد إيران والأسد معًا، وعلينا عدم الانشغال بدعاية أن المبادرة المعدلة قد قدمت فقط للتشاور مع كل من تركيا، وقطر، ومصر، ودول أعضاء في مجلس الأمن، باستثناء المملكة العربية السعودية، كما يتردد، فهذا الطرح ما هو إلا مماحكة إعلامية دعائية. وعليه، فإن رد الفعل المطلوب تجاه المبادرة الإيرانية المعدلة هو ضرورة، بل حتمية، إجراء تعديلات عليها للتأكد والتثبت من مصداقية إيران التي لا مصداقية لها. والمقصود بالتعديل هو أن يصار إلى التزام رسمي، ومكتوب، بعدم ترشح المجرم بشار الأسد في الانتخابات المقترحة بالمبادرة الإيرانية المعدلة، وضرورة تحديد جنسيات المراقبين الدوليين، وتحت مظلة الأمم المتحدة، لكي لا تتكرر مهزلة المراقبين العرب أوائل الثورة السورية تحت قيادة محمد الدابي، سوداني الجنسية، وهو الخطأ الجسيم الذي سيلاحق مطولاً الأمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي، ولأسباب كثيرة ليس هذا وقت سردها.

ومن المهم أيضًا أن يتضمن التعديل على المبادرة، وخصوصًا أنها تنص على وقف فوري لإطلاق النار، ضرورة خروج فوري لمقاتلي حزب الله، والميليشيات الشيعية، ومرتزقة إيران، من الأراضي السورية، وأن يكون ذلك تحت مراقبة دولية، وهو ما يستوجب أن تكون المبادرة ككل، وخصوصًا شرط عدم ترشح المجرم الأسد مطلقًا في الانتخابات، تحت مظلة مجلس الأمن، وتحت البند السابع. وعدا عن ذلك فإن المبادرة المطروحة لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به، وما هي إلا حيلة إيرانية لمساعدة المجرم الأسد على التقاط الأنفاس، وجمع قواه مرة أخرى، وهو ما يعني بالطبع أن إيران قد أدركت أنه لا أمل في انتصار الأسد، وخصوصًا بعد تنازلاتها بالملف النووي، وما يترتب عليه ذلك دوليًا، والواضح أن ملالي إيران يدركون الآن أنه ليس بمقدورهم حماية الأسد عسكريًا ولو ذهبوا بأنفسهم للقتال دفاعًا عنه.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا والرد على المبادرة الإيرانية سوريا والرد على المبادرة الإيرانية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab