الحذر إلا مصر

الحذر... إلا مصر

الحذر... إلا مصر

 العرب اليوم -

الحذر إلا مصر

بقلم- طارق الحميد

صدقاً لا أذكر كم مرة كتبت هنا محذراً من مخططات تدور حول مصر بهدف استهدافها، سواء قبل ما عُرف زيفاً بـ«الربيع العربي»، أو بعده؛ وذلك بسبب الحملات المتواصلة، وفي كل حدث، صغير أو كبير، للنيل من مصر، واستقرارها.

اليوم، وبعد حادثة تبادل إطلاق النار على الحدود في رفح بين الجيشين الإسرائيلي والمصري، والتي أودت بحياة رجل أمن مصري، نرى حملة منظمة، ولم تتوقف قطّ، لمحاولة زج مصر في مواجهة مع إسرائيل. وهذه المواجهة التي يسعى خصوم مصر لإحداثها، دائماً ما كانت منصبة على فكرة أساسية جوهرية، وهي دفع مصر لإنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل، والسعي مستمر لإحراج القاهرة حول هذه الاتفاقية بالتحريض والطعن، والتخوين.

الحقيقة أن هذه الاتفاقية لا تحمي إسرائيل، أو مصر، بل المنطقة ككل. تحمي السلم والاستقرار، وتمنح فرصة للمضي قدماً بعملية السلام في المنطقة، ومهما تعثرت، سواء بجنون إسرائيلي، أو تخريب إيراني عبر الميليشيات. واللوم لا يجب أن يقع على مصر في كل حرب بلا فائدة، بل على من تسبب بها، وحرّض عليها. والسلام المصري - الإسرائيلي ليس ضعفاً مصرياً، بل إن الضعف في مَن يدعي «المقاومة والممانعة» زيفاً، وطوال عقود.

اللوم ليس على من سعى إلى استقرار مصر، بل على من فرط في سوريا، وحوّلها ساحة إيرانية، ومن دون إطلاق رصاصة على إسرائيل. واللوم على من حوّل لبنان إلى مستودع أسلحة لم ينتج عنها إلا قمع اللبنانيين، وتدمير الدولة خدمةً للمشروع الإيراني. وعليه، فإن على من يريد خدمة فلسطين، والقضية، يجب أن يكون قوياً أولاً داخلياً، في بلاده، سواء مصر، أو السعودية، أو الإمارات، أو الأردن، وليس منهكاً داخلياً ومدمراً مثل سوريا ولبنان، أو العراق. وعلى ذكر العراق، نشرت صحيفة «النيويورك تايمز» بالأمس قصة عن رغبة العراقيين بمساعدة الفلسطينيين، لكنهم يشكون من أن الحروب أنهكتهم هم أنفسهم طوال أربعين عاماً، وليس بمقدورهم فعل شيء. ونقلت القصة عن نور نافع، وهي عضو بالبرلمان، خيبة أمل الشباب من دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، والغضب من أن إيران والولايات المتحدة تنتهكان سيادة العراق، وهشاشة الاقتصاد العراقي الذي لا يستطيع تحمل الانجرار خلف حرب غزة. وتقول نافع للصحيفة، إن العديد من العراقيين يؤكدون أنه بعد عقود من الحرب بالداخل العراقي، فإنهم الآن يحاولون إعادة ترتيب أمورهم. وتقول: «يقول لي الناس: من فضلك... من فضلك، دعيني أتعامل مع مشاكلي الخاصة أولاً». وهذا طبيعي؛ لأن العراقيين لم يتشافوا من الحروب السابقة، فبعد الغزو الأميركي، وما تبعه، قُتل ما لا يقل عن مائتين واثنين وسبعين ألف عراقي، وفقاً لمشروع تكلفة الحرب بجامعة براون. وبالحرب الإيرانية - العراقية قُتل أكثر من مائتين وخمسين ألف عراقي، وفقاً لتقديرات جامعة نورث كارولينا.

ولذا، فلا يمكن لضعيف جبر مكسور، ولكي ينصر العرب الفلسطينيين فلا بد من أن يكون العرب أقوياء أولاً بدولهم، واقتصادهم، واستقرارهم، ولا بد أن يسود العقل، ومهما حدث، ولذلك نقول: الحذر... إلا مصر.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحذر إلا مصر الحذر إلا مصر



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة

GMT 09:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

لفائف لا مجلّد

GMT 09:15 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

حماس تخطف اللحظة والصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab