إيران مقابل سوريا

إيران مقابل سوريا!

إيران مقابل سوريا!

 العرب اليوم -

إيران مقابل سوريا

طارق الحميد

منذ اندلاع الثورة السورية وكل المؤشرات، بل والمنطق السياسي، تقول إنه مع سقوط الأسد سيسقط النفوذ الإيراني بالمنطقة، وسيكون رحيل الأسد بمثابة «تجرع السم» الحقيقي لإيران، منذ ثورة الخميني، وليس توقيع اتفاق إنهاء حرب السنوات الثماني بين الإيرانيين والعراقيين وقت صدام حسين، لكن ما يحدث اليوم يشير للعكس. الواضح اليوم، خصوصا مع الاندفاع الغربي الأميركي للاتفاق مع إيران، أن هناك من يرى فرصة الحصول على إيران مقابل سوريا، بدلا من الحصول على سوريا بدلا من إيران، بمعنى أن في الغرب، يبدو، من يرى أن ما حدث في سوريا قد حدث، وبالتالي فإن أي نظام سوري قادم سيكون بمثابة من خرج من اللعبة بالمنطقة، ولن يكون لدمشق أي تأثير في المستقبل القريب المنظور، ولذلك فلا جدوى من الركض أصلا للحصول على سوريا لكسر شوكة طهران، بل الأجدى هو التفاوض مع إيران، وإنهاء أزمة الملف النووي، وبالتالي تتحول سوريا إلى ورقة صغيرة في ملف التفاوض النووي الضخم مع إيران. بالطبع سيكون الجدل مطولا حول هذا الطرح، لكن ما يحدث اليوم يشير إلى أن الغرب، وتحديدا الأميركيين، ومعهم الروس، في عجلة من أمرهم للتسريع بمؤتمر «جنيف 2»، في موازاة المفاوضات الغربية (5+1) مع إيران. فمن يراقب التصريحات الغربية سيلحظ تلازم المسارين، أي مؤتمر «جنيف 2» والمفاوضات مع إيران، وقد يكون هدف ذلك إرضاء العرب وتطمينهم، أو قد يكون جزءا من اتفاق ضمني بين إيران والغرب. لكن لا يوجد ما يبعث على التفاؤل، حيث لا مؤشر على دهاء سياسي حقيقي لدى الأطراف الدولية حتى اللحظة، لا في الملف السوري، ولا الملف الإيراني. ولذا فإننا اليوم أمام ما يمكن تسميته إيران مقابل سوريا، بمعنى أن الغرب، وتحديدا الأميركيين، وجدوا أن التفاوض مع إيران سيسهم في حل ملف أكبر، وأخطر، بينما لا قيمة لسوريا الآن، ولا تأثير، بحسب التقييم الغربي بالطبع الذي لا يغفل الجانب الأمني والسياسي في سوريا والمنطقة، بل ولا يكترث حتى للجانب الأخلاقي في الأزمة السورية، وهذا ما يبدو في واشنطن تحديدا، ووفق آراء كبير موظفي البيت الأبيض، مثلا، التي كشفتها سابقا صحيفة الـ«نيويورك تايمز»، والتي صور فيها سوريا كمستنقع لإيران، وأرض استنزاف لحزب الله و«القاعدة»، ومن هنا فعلى غرار الأرض مقابل السلام فإننا الآن أمام إيران مقابل سوريا. والحقيقة لا يهم إذا جاء التجاوب الغربي للمفاوضات مع إيران محدودا، أو شاملا، فالأهم هو أن الغرب يفاوض إيران الآن، ويفتح لها منافذ وسط هذا الحصار المفروض عليها اقتصاديا وسياسيا، بينما تعزز إيران حصارها على السوريين دعما لنظام الأسد، وهذا ما يثير الريبة في الموقف الغربي من إيران، إلا إذا كان هناك تصور ليكون سيناريو إيران مقابل سوريا يعني أيضا روحاني مقابل الأسد، أي سقوط الطاغية والترحيب بالرئيس الإيراني، وبموافقة إيرانية لاستثمار اللحظة، حيث تتفادى طهران ورطة الأسد الضعيف، وتستغل الضعف السياسي لدى عدوتها أميركا!  

arabstoday

GMT 06:25 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 06:24 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 06:22 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 06:21 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 06:17 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو

GMT 06:16 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 06:14 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

معركة مصالح دولية وإقليمية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران مقابل سوريا إيران مقابل سوريا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab