«حماس» 67

«حماس» 67

«حماس» 67

 العرب اليوم -

«حماس» 67

بقلم- طارق الحميد

لكلّ سياسيٍّ الحق في المناورة، والسياسة هي فن الممكن، لكن وفق استراتيجية محددة، ومهما كان عنصر المفاجأة في التحرك فلا بد أن يخدم هدفاً أكبر يتفق معه كل واعٍ، وليس تقلبات ينتج عنها دمٌ ودمارٌ.

وهذا ما فعلته وتفعله «حماس» الآن، حيث التقلبات بتصريحاتها المتناقضة حيال حل الدولتين، والقبول بحدود 1967، ورغبتها في الانضواء تحت مظلة السلطة الفلسطينية. فعلت ذلك «حماس»، ومنذ السابع من أكتوبر، ثم عادت لتنفي أكثر من مرة.

أوائل الحرب في غزة قال إسماعيل هنية إنه مستعدٌ للجلوس على طاولة المفاوضات، والبحث في حل الدولتين، ثم «بردت» الحركة تلك التصريحات، وكأنها لم تكن، بل وشنت حملة تخوين على كل من علق على تصريحات هنية.

ثم خرج موسى أبو مرزوق في مقابلة مع «المونتور» قائلاً إن الحركة «تسعى إلى أن تكون جزءاً من منظمة التحرير الفلسطينية، وإنها سوف تحترم التزامات المنظمة»، وموحياً بأن «حماس» قد تعترف بإسرائيل.

ثم عاد أبو مرزوق قائلاً عبر «إكس» إن «هناك إساءة فهم» لتصريحاته، ومؤكداً أن «حماس» لا تعترف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي، و«لا تقبل بالتنازل عن أي حق من حقوق شعبنا الفلسطيني، ونؤكد بأنَّ المقاومة مستمرة حتى التحرير والعودة».

والأسبوع الماضي فقط خرج قيادي «حماس» خليل الحية بمقابلة مع وكالة «الأسوشييتد برس» الأميركية قائلاً من إسطنبول: «إن (حماس) تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة فصيل (فتح) المنافس، لتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة الغربية»، ومضيفاً أن «حماس» ستقبل «دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية، على طول حدود إسرائيل قبل عام 1967». وقال «إذا حدث ذلك، فإن الجناح العسكري للمجموعة سيحل».

وهذا يعني بالطبع اعترافاً بإسرائيل، وإلى الآن لم يصدر نفي من «حماس»، أو تبرير، ولا أعتقد أن لذلك قيمةً كون المقابلة بثت صوتاً وصورةً، ولم يعد لنفي «حماس» أي قيمة سوى عند المريدين والأتباع آيدلوجياً، وليس لهؤلاء قيمة بالمعادلة على الأرض.

وعليه فإن تناقضات «حماس» هذه باتت سمةً، ولو أنها سافرت للصين لحوار مع «فتح»، أو السلطة، وهو اللقاء التاسع عشر حتى الآن، وعقد قبله ما هو أهم في مكة المكرمة، لكن «حماس» انقلبت بعد ذلك بغزة، وألقت برجال السلطة من المباني، وباقي القصة معروف.

وقد يقول البعض إن ياسر عرفات فعل ذلك من قبل، أي التناقضات، والتصريحات وعكسها، وهذا صحيح وكلنا يعرف النتيجة، ومآلات الأحداث، والسؤال الآن هو هل نريد تجريب المجرب، أو تكرار ضياع الفرص؟

الوضع اليوم خطرٌ، حيث تغيرت الخرائط، ودمرت غزة، وقتل وشرد أهلها، وها هي «حماس» تحاول الآن الحفاظ على ما تبقى من سلطتها، وحماية من تبقى من قادتها، سواء داخلياً أو خارجياً، وليس القضية الفلسطينية.

ولذا فإنَّ اللعب على قبول الدولة الفلسطينية الآن، والانضواء تحت مظلة السلطة، لن يمنح «حماس» مساحةً للتحرك بقدر ما أنه يؤكد أنها حركة غير جادة، ويضعف موقفها التفاوضي، ومهما قيل ويقال.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» 67 «حماس» 67



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab