قمة جدة واستعادة الوهج

قمة جدة واستعادة الوهج

قمة جدة واستعادة الوهج

 العرب اليوم -

قمة جدة واستعادة الوهج

طارق الحميد
بقلم- طارق الحميد

نجحت المملكة العربية السعودية في إعادة الوهج للقمم العربية، وليس من خلال متابعتها من قبل العرب، بل بفرضها على الأخبار العالمية، واهتمام الغرب، وليس بالضرورة عبر القرارات، بل من خلال المواقف.

ووسط القضايا الصاخبة دولياً، من خلال الحرب في أوكرانيا، وعربياً، من خلال المواجهات العسكرية في السودان، أو التعقيدات في ليبيا، وكذلك الأزمة الرئاسية في لبنان، والأوضاع في سوريا، فإن كل ما تحتاج إليه القمة العربية هو المواقف، وليس الأقوال.

أهم المواقف التي ظهرت في قمة جدة، وبدهاء سياسي ودبلوماسي سعودي، هو حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقمة ومخاطبة العالم من السعودية، ووسط قاعة فيها من يتعاطف مع أوكرانيا، ومن ينحاز للروس، ومن يلزم الحياد فعلاً، ومن لا يكترث أصلاً.

وقيمة ما فعلته السعودية وأهميته تتلخصان في نقاط عدة؛ منها أن الرياض تملك قرارها سواء دعت زيلينسكي أو بشار الأسد، وكلاهما على طرفي نقيض، لكن حضورهما يقول إن السياسة تواصل وتفاعل وبحث عن حلول.

في الحالة الأوكرانية أثبتت السعودية بدعوة الرئيس الأوكراني دعمها للسلم والاستقرار ووحدة الأراضي، واحترام المواثيق الدولية، ومنحت الرئيس الأوكراني فرصة لمخاطبة كل العرب، ومن بيت العرب الكبير السعودية. كما أثبتت الرياض ومن خلال دعوة الرئيس الأوكراني، وقبلها احتضان قمم أميركية صينية خليجية وعربية، أن السعودية دولة ذات أبعاد دولية، وليس بالشعارات، وإنما بخلق فرص شراكة لتعزيز رؤيتها 2030، وأرادت للعرب مشاركة ذلك عبر قمة جدة.

وبالنسبة للملف السوري فالأكيد، والتجارب تقول لنا، إن لا حلول سحرية، وإنما هي أيضاً محاولة سعودية لطي صفحات الخلافات الماضية، من خلال إتاحة الفرص الجديدة لأن همَّ السعودية الآن وتركيزها هو التنمية وتعزيز فرص الاستثمار.

ولذلك فإن الموقف السعودي تجاه سوريا أعتبره إقامة حجة، ومحاولة لتعزيز الفرص العربية، لكن وفق ما قاله الأمير فيصل بن فرحان، برده على سؤال حول ما إذا كانت التسوية السياسية بسوريا ستسبق الخطوات الاقتصادية، حيث قال: «لن يسبق شيء شيئاً، الأمر خطوة بخطوة».

صحيح أن قمة جدة انطوت على كثير من حسن النوايا، لكنها خطوات حثيثة بحثاً عن فرص واعدة لحل الأزمات، وخلق الفرص، وتعبيد الطريق للتنمية، وهذا الهاجس السعودي، داخلياً وخارجياً.

ولذلك لم تخلُ كلمة ولي العهد من الحديث عن التنمية والاستثمار والاستقرار، وهو ما ردده وزير الخارجية السعودي في مؤتمره الصحافي، وهذا أيضاً لسان حال السعودية، ومنذ إطلاق «رؤية 2030».

قمة جدة كانت الفرصة لمن يريد اللحاق بقطار التنمية والتحديث والتطوير السعودي بالنسبة للعرب، ورسالة واضحة للغرب بأن السعودية في معركة البحث عن فرص تنموية عربياً ودولياً، وليس صراعات.

لذلك تلقف العالم رسالة القمة، وتجلى ذلك أولاً بتصدر صورة وصول الرئيس الأوكراني لمدينة جدة، ولم تكن لقطة دعائية، وإنما رسالة صارخة بأن الرياض تملك القرار، وتريد للعرب ذلك.

وهذا ما تحقق، ولذلك استعادت السعودية الوهج مرة أخرى للقمة العربية

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة جدة واستعادة الوهج قمة جدة واستعادة الوهج



نجوى كرم تخطّف الأنظار يإطلالات ساحرة ومبهجة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:07 2024 السبت ,20 تموز / يوليو

قطع أزياء أساسية لمواجهة حرارة الصيف
 العرب اليوم - قطع أزياء أساسية لمواجهة حرارة الصيف

GMT 21:52 2024 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

ابتكار طريقة جديدة لتسريع التئام الجروح

GMT 20:52 2024 الخميس ,18 تموز / يوليو

انفجارات داخل مقر للحشد الشعبي جنوبي بغداد

GMT 06:21 2024 الجمعة ,19 تموز / يوليو

زلزال بقوة 7.3 درجة يهز شمال تشيلي

GMT 05:34 2024 الخميس ,18 تموز / يوليو

أحبك يا مها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab