هل إيران تتغير

هل إيران تتغير؟

هل إيران تتغير؟

 العرب اليوم -

هل إيران تتغير

طارق الحميد

منذ إنجاز الاتفاق النووي الإيراني وهناك جملة تصريحات إيرانية تجاه دول المنطقة تتحدث عن ضرورة تحسين العلاقات، وإحياء مبدأ حسن الجوار.. تصريحات من هاشمي رفسنجاني، وروحاني، وكذلك مقالات وتصريحات من وزير الخارجية، فهل إيران تتغير؟ وما معنى هذا التغير؟

الإجابة نعم، إيران تتغير، لكن هل للأحسن؟ من الصعب تصديق النظام الإيراني فقط لأنه يدلي بتصريحات إيجابية، أو لأنه أعاد تقديم مبادرته تجاه سوريا، شكليًا. الأكيد أن إيران تحاول التغير ليس لأنها تريد تحسين منهجها السياسي بسبب وصول عقلاء إلى دوائر صنع القرار بطهران، أو بسبب نضوج التفكير السياسي، بل سعيًا لالتقاط الأنفاس، وترتيب الأولويات، وامتصاص نكساتها بالمنطقة، ونكسات حلفائها في اليمن ولبنان، ومرورًا بسوريا والعراق، وحتى غزة، وبالطبع الصعوبات التي تواجهها عملية تمرير الاتفاق النووي بأميركا، وتحديدًا عبر الكونغرس.

وقد يقول القارئ: وكيف ذلك؟ في اليمن تم تحرير عدن، وكسر شوكة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، ووصل خالد بحاح إلى عدن، والمقاومة الشعبية اليمنية تواصل زحفها إلى باقي المدن، وقبل هذا وذاك هناك قرار أممي رقم 2216 خاص باليمن، وتحت الفصل السابع. إذن هو انتصار للحلفاء سياسيًا، وعسكريًا. في العراق لا يتظاهر العراقيون الآن ضد «داعش» بل ضد النظام العراقي وبسبب انقطاع الكهرباء، أي الفشل الإداري، فكيف يكون بمقدور الحكومة الحليفة لإيران الصمود بالمعركة ضد «داعش»، وهي - أي حكومة بغداد - غير قادرة على توفير الكهرباء؟! وهي نفس معاناة أهل غزة التي تتفاخر إيران بدعمها!

في لبنان، لم تعد المعضلة هناك بانتخاب رئيس، بل في تنظيف النفايات من شوارع بيروت، وهو ما جعل الناس بحالة نقمة حقيقية، وليسوا في حالة صراع سياسي، وبات حزب الله عاجزًا عن فك هذا الاحتقان الصحي النفسي، وليس الطائفي أو السياسي! وحزب الله نفسه يعاني من ورطة الأزمة السورية، ويتعرض إلى فشل، وبشهادة بشار الأسد الذي اعترف بأنه يعاني من نقص في المقاتلين، وخسارة مناطق كثيرة، ولذا تدخلت إيران، وعدلت مبادرتها تجاه سوريا، ولمحاولة الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، ولذلك بات الرئيس أوباما يقول الآن إن إيران أدركت أنه من الصعب حماية الأسد.

وأزمة إيران لا تقف عند هذا الحد، فها هي طهران تمنح تأشيرة زيارة لصحافي يعمل بأشهر صحيفة يهودية في أميركا لزيارة إيران، وتقديم تقارير من هناك، على أمل إقناع اليهود الأميركيين بمعركة تمرير الاتفاق النووي الإيراني بالكونغرس! وعليه فإن إيران تتخبط في العراق، واليمن، وسوريا، وكذلك حلفاؤها، وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن نصرة «المقاومة والممانعة» تمنح تأشيرة زيارة لصحيفة يهودية في أميركا، بينما لم تفكر في دعوة وسيلة إعلام عربية محترمة، ولم تقدم على خطوة عملية تثبت صدقية رغبتها في فتح صفحة جديدة مع المنطقة! ولذا فإن إيران تتغير نعم، ولكن بسبب تعرض مشروعها للفشل والتخبط بالمنطقة، وليس لأن نياتها صادقة.

arabstoday

GMT 09:17 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

دعوا شعبه يَعِش

GMT 09:15 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

«حزب الله» ينزف وحيداً... وإيران تفاوض أميركا

GMT 09:14 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

اذهب وقاتل وحدك إنّا ها هنا بنيويورك مفاوضون

GMT 09:10 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أصل الفراعنة

GMT 09:08 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

معركة الحساب المفتوح

GMT 09:07 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

السبت الذي يقدمه ترمب والأحد الذي لا يأتي

GMT 09:05 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

الأحداث المتصاعدة... ضرورة الدرس والاعتبار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل إيران تتغير هل إيران تتغير



منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:59 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

سيولتنا المعيشية (٩)

GMT 07:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 12:17 2024 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

ترامب يعلن عدم ترشحه مجدداً في حال الخسارة

GMT 07:27 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

براد بيت يظهر بساعات فاخرة تثير إعجاب الجميع

GMT 07:32 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

ألوان مكياج لخريف 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab