الأزهر بين التشييع والتسميم

الأزهر بين التشييع والتسميم

الأزهر بين التشييع والتسميم

 العرب اليوم -

الأزهر بين التشييع والتسميم

عبد الرحمن الراشد

عمره أكثر من ألف عام، تصارع عليه السنة والشيعة والعثمانبون وحكام أوروبا، نابليون ادعى الإسلام وسعى لحكم مصر من خلاله. والتاريخ يعيد نفسه اليوم، صراع بلغ ذروته حيث أصر أحمدي نجاد على دخول الأزهر كأول رئيس إيراني يسمح له بزيارته، غضب عليه سدنة الأزهر الذين حذروه من التدخل أو نشر المذهب الشيعي في مصر. الأزهر هو الاعتدال والوسطية الإسلامية، وهو منارة علمية، ومرجع ديني كبير. وبعد القضاء والأمن والإعلام وصل الصراع في مصر أسوار الأزهر، إلى درجة لا نعرف لها مثيلا من تراشق بالتآمر على هذه المؤسسة الدينية، مثل اتهامات بالتسميم والانقلاب والتآمر، وحولها انقسم المصريون، فوقف السلفيون ضد حلفائهم «الإخوان» يهددونهم بعدم التعرض لها، وساند الأقباط المسيحيون الأزهر الإسلامي ضد «الإخوان» أيضا. وعندما أدخل مئات الطلاب المستشفى للعلاج من التسمم قيل إن هناك من يريد اتهام شيخ الأزهر بالفشل لعزله. وقد تكون حادثة تسمم طلاب الأزهر ليست سوى سوء نظافة في مطبخ الجامعة، خاصة أن التسمم تكرر مرتين من قبل، ولا علاقة لـ«الإخوان» به أو مدير الجامعة، لكنها كانت كافية ليطلق كل طرفه شكوكه واتهاماته، فالمناخ السياسي هو المسموم. فقد اتضح للجميع أن انفجار كنيسة القديسين في البداية لا علاقة لحكومة مبارك المخلوع به، كما أن مزاعم القتل في ملعب بورسعيد الذي قتل فيه أكثر من سبعين شخصا، أيضا لا علاقة للفلول أو الأمن به، بل شغب رياضي في وقت تراخى فيه الأمن وكسرت هيبته وقيدت يداه. «الإخوان» يريدون الاستيلاء على الأزهر؛ لأنهم يعرفون له شرعية أكثر منهم، ولو أصبحوا يسيطرون على الأزهر لتم تتويجهم بالمرجعية الدينية التي فشلوا في الحصول عليها عندما كانوا في المعارضة يتحدثون باسم الإسلام. والأهم لهم من امتلاكهم شرعية المرجعية الدينية في مصر هو حرصهم على حرمان أي طرف آخر من التحالف مع الأزهر ضدهم، مثل العسكر أو السلفيين أو أي فريق معاد لهم. وعندما وقع الهجوم من مسلمين متطرفين على الأقباط قبل يومين بسبب رسم على جدار فسرته شخصيات قبطية على أن «الإخوان» وراء الاعتداء عقابا لموقف الأقباط المؤيد للأزهر ضد الجماعة الحاكمة، وعزز هذا الظن تصريحات إخوانية جعلت الرسم المسيء على الجدار عذرا مقبولا على أنه لا يمكن منع التصادم بوجود مثل هذه الرسوم، حينها - والحق يقال - كان موقف الرئيس محمد مرسي السريع حاسما وجيدا عندما أعلن أن الاعتداء على الكنيسة يعتبره اعتداء عليه، أي اعتداء على الرئاسة. الدكتور الشيخ أسامة القوصي يتهم جماعة الإخوان بأن «لديهم مخططا منذ عقود طويلة لاختراق كل مؤسسات الدولة عن طريق تكوين الاتحادات والنقابات، وفي مقدمتها المؤسسة الدينية المتمثلة في الأزهر الشريف». أهمية الأزهر أنه من خلاله يمكن إعلان الحرب مع دول أخرى، أو إقصاء أحزاب سياسية بتكفيرها، أو اعتماد مراجع دون غيرها. أهمية الأزهر اتضحت من مواقفه الناقدة، وأحيانا الرافضة لتصرفات من حكومة «الإخوان»، مثل اعتراضه على إصدار صكوك تقوم برهن أملاك الدولة للحصول على قروض، ولأن الحكومة سمتها صكوكا إسلامية فإن الأزهر رفضها، وقال إن فيها تمكينا لأملاك لا يجوز رهنها، والمعركة على الصكوك مستمرة. «الإخوان»، رغم أنهم يقدمون أنفسهم كجماعة إسلامية، فإن الكثيرين ينظرون إليهم عن حق كجماعة سياسية تستخدم الدين للوصول للحكم، ومن ثم التحكم في الناس، وصارت قيمتهم الدينية ضعيفة بسبب ظهور جماعات دينية تنافسهم على الدين والسياسة مثل السلفيين، أو شخصيات انشقت عليهم وهي مؤثرة مثل الدكتور أبو الفتوح. نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزهر بين التشييع والتسميم الأزهر بين التشييع والتسميم



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab