هل تُقصف تلُّ أبيب بعد قصف بيروت

هل تُقصف تلُّ أبيب بعد قصف بيروت؟

هل تُقصف تلُّ أبيب بعد قصف بيروت؟

 العرب اليوم -

هل تُقصف تلُّ أبيب بعد قصف بيروت

بقلم: عبد الرحمن الراشد

المفاوضاتُ العلنيَّةُ حولَ طبيعةِ وجغرافيةِ الهجوم الإسرائيلي المتوقَّع على لبنان، رداً على «صاروخ (حزب الله) على مجدل شمس»، لا تشبه ما سبقها، وتحمل تطورات خطيرة غير مسبوقة.

هل تهاجم إسرائيل معاقل لـ«حزب الله» في بيروت أو المطار؟ «حزب الله» قال إنَّ ذلك سيستدعي هجوماً صاروخياً على تل أبيب، على غرار الحوثي.

وإذا كان الردُّ الإسرائيليُّ غزواً برياً للشريط الحدودي داخل لبنان لفرض منطقة معزولة، هل تصبح الحربُ البريةُ واسعةً؟ إدارة بايدن قالت لـ«أكسيوس» إنها تخشى أنَّ الغزو البري للبنان، حتى لو اقتصر على المناطقِ القريبة من الحدود، «قد يدفع إيران للتدخل».

وهذه هي المرةُ الأولى التي تعلن إيرانُ فيها أنَّها ستتدخَّل في حربٍ على لبنان، بعبارات جديدة في القاموس السياسي لطهران، «أي هجوم على لبنان سيدفع إيران لأن تتدخل». وزير دفاع بايدن، أوستن، الذي سخر مراتٍ من مقولة «الحرب الشاملة» بسببِ غزة، كرَّرها قائلاً: الحرب الإسرائيلية ليست حتميةً في لبنان، لكنَّه حذر أيضاً بأنَّ الولايات المتحدة ملتزمة دعمَ إسرائيلَ في حال اتَّسعت المواجهة.

والتطورُ الجديدُ الذي رفعَ مستوى التوتر تهديدُ «حزب الله» بأنه سيقصف مدينةَ تلِ أبيب بالصواريخ، في حال هُوجمت مناطقُ وجودِه، بما فيها مدينةُ بيروت والمطار.

تل أبيب هي المدينة الأكبر، وقلبُ إسرائيل التي تعتبرها خطاً أحمرَ في قواعد الاشتباك. وهجوم الحوثي على المدينة، رغم أنَّه جاء محدوداً، وقُتل فيه شخصٌ واحدٌ، إلَّا أنَّه أضاف بعداً جديداً في الصّراع وتسبَّب في هجومٍ إسرائيلي كبير على ميناء الحديدة. فهل حقاً ينوي «حزب الله» توسيعَ دائرة معاركه مع إسرائيل التي على الأرجحِ ستنفذ عملية تعتبرها رداً على مقتل الاثني عشر شخصاً؟

الأرجح أنَّ قصفَ ملعب مجدل شمس في الجولان المحتلة، الذي أودى بحياة 12 شخصاً، كان خطأ غير مقصود، إمَّا نتيجة إحداثيات مغلوطة، أو فشلٍ تقني، لأنَّ البلدةَ ليست ضمن الأهداف. ووقعت وكانَ نتنياهو في طريقه من الولايات المتحدة إلى إسرائيل.

سواء كان خطأ أم لا يقول موشيه أربيل، وزير الداخلية الإسرائيلي، «ردنا على قصف الجولان لا يمكن أن يكونَ أقل من ردّنا على قصف الحوثيين لتل أبيب».

إيران، من جانبها، لا تستطيع تحمّل خسارةَ حليفين في عام واحد وتقف متفرجة. ستفعل كلَّ ما بوسعها لتحافظ على وكيلها الأساسي في المنطقة، «حزب الله»، الذي تستعين به في سوريا والعراق واليمن. وهي التي تخلَّت عن «حماس» وتركتها لمصيرها لأنَّ غزة منطقة معزولة، و«حماس» لا تُقارن بأهمية «حزب الله». لهذا إسرائيل استفردت بحركة «حماس» ودمَّرت معظمَ قدراتها العسكرية، وقضت على نحوِ نصف قياداتها، التي تُركت لمصيرها، ولم تحصل سوى على الدعم الدعائي من طهران وبقية دول المنطقة.

التطور الأهم في رأيي هو ما طرأ على ميزان القوى الإقليمي نتيجة القدرات التَّقنية الإيرانية. هل أصبحت إيرانُ قوةً حاسمةً تستطيع حقاً تهديد إسرائيل، بإعلان «حزب الله» عزمه استهداف تل أبيب، وقبل ذلك الهجوم الإيراني الواسع في منتصف أبريل (نيسان) الماضي على إسرائيل بأسرابٍ من «الدرونز» والصواريخ؟

مفهوم إسرائيل لأمنها يختلف عن كثير من الدول لأنَّها نووية وصغيرة المساحة، لا يمكن التنبؤ بردةِ فعلها، حيث تعتمد بشكل كبير على مفهوم الردع لمنع الهجوم عليها. وقد يكون هجومُها على لبنان مبنياً على اعتبارات الردع ولا علاقة له بما حدث في مجدل شمس، وقد يكون هدفُه إجهاض تنامي قدرات «حزب الله» التقنية القادمة له من إيران. فهي تقلق من تمويل إيران لحلفائها وتزويدهم بأسلحة متطورة باليستية و«درونز». وهذا ربَّما يفسّرُ عدمَ تورّط «حزب الله» في الرد على معظم الهجمات الإسرائيلية الماضية ما دام أنَّه ليس شاملاً ويستهدف بناه التحتية.

arabstoday

GMT 05:54 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

مدن الصيف... النهر والبحر

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

عشاء باريس... الفضائح والنصائح

GMT 05:50 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

الجار... إذا جار

GMT 05:49 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

نظام الميليشيات نظام «الفتنة» الدائمة

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

من سيكتب سيناريو نهاية الحرب في غزة؟

GMT 05:45 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

في مواجهة التصعيد!

GMT 05:43 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

الرئاسة الأميركية... حديث مراجعة الصلاحيات

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

نقد الفلسفة التوفيقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تُقصف تلُّ أبيب بعد قصف بيروت هل تُقصف تلُّ أبيب بعد قصف بيروت



نيكول سابا تخطّف الأنظار بإطلالات عصرية مُميزة

بيروت - العرب اليوم

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

حركة حماس تعلن مقتل إسماعيل هنية في طهران

GMT 14:38 2024 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

محمد إمام يخوض تجربة جديدة في رمضان المقبل

GMT 14:36 2024 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

بشرى تعود بقوة إلى عالم الغناء

GMT 12:29 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

انفجار ضخم في منطقة السيدة زينب بريف دمشق

GMT 12:57 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

وفاة عبد الرحمن نجل عبد الحميد الدبيبة في تركيا

GMT 12:21 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

حمزة نمرة يسطر ليلة لا تنسى في ذاكرة مهرجان جرش

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

عشاء باريس... الفضائح والنصائح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab