وحدة الساحات

وحدة الساحات

وحدة الساحات

 العرب اليوم -

وحدة الساحات

بقلم : عبد اللطيف المناوي

«وحدة الساحات» هو مصطلح استخدمته إيران والجماعات العربية المدعومة منها فى الفترة الأخيرة، وهو المصطلح الذى يشير إلى الاستراتيجية الإقليمية التى تنتهجها طهران لتعزيز نفوذها العسكرى والسياسى بالمنطقة.

وقد استخدمت إيران هذا المصطلح فى السابق للتنسيق لتعزيز التواصل والتنسيق بين (حزب الله) فى لبنان، و(الحوثيين) فى اليمن، وجماعات أخرى تدعمها فى العراق وسوريا، وقد استطاعت أن تُنشئ شبكة مترابطة من هذه الجماعات بحيث يتم التعامل معها كوحدة متكاملة.

إلا أن أبرز ما كانت تقصده إيران من إطلاق هذا الشعار هو التأكيد على أن أى هجوم على إحدى الجماعات أو الميليشيات المدعومة منها، سيكون بمثابة هجوم على الجميع، لكننا نرى خلال الأيام الماضية، خصوصًا مع استهداف إسرائيل لحزب الله فى لبنان، أن المصطلح قد فقد صلاحيته للاستخدام.

ليست الضربات التى تشنها يوميًا إسرائيل على أهداف حزب الله هى الأساس فى فقدان المصطلح لمعناه ودلالته، بل هناك الكثير من الأمور التى ساهمت فى ذلك، منها على سبيل المثال الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والاضطرابات الداخلية التى أثرت على قدرة إيران على مواصلة تمويل ودعم حلفائها العسكريين بالقدر نفسه الذى كان عليه فى السابق.

فضلًا عن ضغوط العقوبات الدولية، والتى تجعل من الصعب على النظام الإيرانى الحفاظ على زخمه الإقليمى.

خطوة تطبيع العلاقات بين إيران وبعض دول الخليج ربما أيضًا من الأمور التى أثرت على «وحدة الساحات»، حيث أعادت بعض الميليشيات المدعومة من إيران تقييم مواقفها واستراتيجياتها، أو أن إيران ذاتها غيرت نهجها الصدامى فى المنطقة، ناهيك عن خلافات بين جماعات تدعمها إيران فى العراق، ما يؤكد عدم القدرة على تنفيذ استراتيجية موحدة.

السؤال هنا: هل تكف إيران عن استخدام المصطلح، وبالتالى تتخلى عن أذرعها بشكل كامل؟

الإجابة لا، فمن غير المحتمل أن تتخلى إيران بالكامل عن أذرعها الإقليمية، لأنها تشكل فى الأساس جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها للردع والتمدد الإقليمى، لكنها قد تضطر إلى تقليل دعمها المالى والعسكرى لبعض الجماعات، أو ربما تعيد ترتيب أولوياتها.

هنا نسأل: وماذا عن حزب الله، هل تتخلى عنه إيران فى معركته مع إسرائيل؟

الحقيقة أن إيران لن تتورط بشكل مباشر فى المواجهة العسكرية مع تل أبيب، ومع تحول الاستراتيجية الإيرانية قد يجد حزب الله اللبنانى نفسه فى موقف حساس للغاية، فهو يدير معركة كبرى مع إسرائيل، لكن ظهيره الإقليمى ربما يكون فى مرحلة مراجعة الحسابات، وبالتالى سيكون الحزب وحيدًا فى المعركة، فضلًا عن الضغوط الداخلية فى لبنان، بما فى ذلك الأزمة الاقتصادية والسياسية.

اللوم ليس على إيران بكل تأكيد إذا ما حاولت تغيير تكتيكاتها فى المنطقة، اللوم دائمًا على الميليشيات التى تُستخدم (بضم التاء) لتحقيق أغراض قوى إقليمية كبرى. اللوم دائمًا على من يُلقى بأفراده وشعبه فى معركة غير متكافئة وغير محسوبة العواقب.

arabstoday

GMT 08:26 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادي

GMT 08:25 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الآن؟

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سلام عليك يا شام

GMT 08:20 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا وتخمة القادة الأسطوريين

GMT 08:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

«سنو وايت».. أهمية أن تكون أنت.. «أنت»!

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هوامش على حياة الشهيد عبدالمنعم رياض

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اللاعبون الأساسيون ومخاطر الفوضى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدة الساحات وحدة الساحات



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين
 العرب اليوم - حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب
 العرب اليوم - تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 14:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
 العرب اليوم - عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم

GMT 04:44 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا
 العرب اليوم - بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة
 العرب اليوم - روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

إجلاء نحو 87 ألف شخص بعد ثوران بركان كانلاون في الفلبين

GMT 22:40 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملك تشارلز والملكة كاميلا يصدران بطاقة الكريسماس

GMT 12:28 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية

GMT 05:43 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

سوريا: أفراحٌ... وهواجس

GMT 23:43 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

عائشة بن أحمد وكريم فهمي يجتمعان في فيلم دماغ ألماظ

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

قطر تعلن عزمها إعادة فتح سفارتها في سوريا قريباً

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

العربية للطيران تستأنف رحلاتها بين الشارقة وبيروت 18 ديسمبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab