موسم النزول إلى الوحل

موسم النزول إلى الوحل

موسم النزول إلى الوحل

 العرب اليوم -

موسم النزول إلى الوحل

بقلم : ممدوح المهيني

قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يشتد القنص المتبادل بين المرشحين دونالد ترمب وكامالا هاريس. سخر ترمب من فرقعة ضحكاتها، وعدّها غير جديرة بمنصب ومناطحة شخصيات قوية مثل فلاديمير بوتين وشي جينبينغ. هاريس لم تتردد في وصفه بالفاشي بعد حديث رئيس موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي أن ترمب معجب بهتلر، ويروق له الولاء المطلق من جنرالاته له، وقال إن الزعيم النازي فعل بعض الأشياء الجيدة.

مع الأميال الأخيرة ينزل الجميع في الوحل، ويستخدم الجميع كل الحيل الرخيصة للنيل من الخصم. «بورتوريكو عبارة عن جزيرة قمامة عائمة»، هكذا قال المعلق الكوميدي توني هنشكليف في تجمع انتخابي في نيويورك، وأحرج ترمب في وقت حساس. ولكن هذه الفرصة المناسبة لهاريس أضاعها عليها بايدن الذي وصف أنصار ترمب بـ«القمامة». ترمب لم يتردد في استخدام هذه الهفوة لرصيده، عندما قاد شاحنة جمع القمامة، وقال للصحافيين، وهو يرتدي سترة العاملين: «شاحنة القمامة تكريم لبايدن وهاريس». وقبل ذلك اختار ترمب أن يتحوّل لبائع في مطعم ماكدونالدز ليحرج هاريس، التي يقول إنها ادّعت أنها عملت في صغرها في هذا المكان. هاريس وجّهت بندقيتها من جديد إلى ترمب، ووصفته بالمجنون والمضطرب.

وسنشهد في الأيام المتبقية مزيداً من الهجوم الشخصي المقزز والادعاءات المسمومة في معركة لا تعترف بالقواعد. المفارقة أن كل هذا الهجوم الوضيع من الطرفين يأتي بعد الأحاديث التي قالها البعض، وهي أن محاولة اغتيال ترمب ستغير من المشهد وتجعله أكثر تهذيباً ولياقة. ولكن الواقع أن العكس هو الذي حدث. لم تمر سوى أيام من الهدنة، ولكنها خرقت سريعاً وهو أمر متوقع. السبب أن طبيعة العملية السياسية تغيرت بعد دخول عناصر كثيرة، ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. مع أن الخلافات قديمة بين الجمهوريين والديمقراطيين، المحافظين والليبراليين، اليمين واليسار، فإن التحولات السياسية والإعلامية والتقنية أجّجتها.

هل كان من المنتظر أن تصعد الظاهرة الترمبية قبل 40 عاماً؟ على الأرجح لا، لأن الحزب القوي الذي يحرك القواعد الشعبية ويسيطر عليها سيلجمه ويمنعه من الترشح. سابقاً كان الحزب أقوى من الفرد، ولكن مع ظهور ظاهرة الفرد النجم، أصبح الفرد أقوى من الحزب. الحزب أصبح بحاجة إليه، وليس العكس. ونعرف أنه في انتخابات 2015 أرغم ترمب الجمهوريين بعد أن هزمهم واحداً تلو آخر على الوقوف في صفّه. والآن بعد أن تلاسن معهم بعد هزيمته في الانتخابات الأخيرة، عادوا الآن لدعمه بشكل كامل، لأنه لم يعد لهم خيار سوى الركوب في قطار ترمب. لقد خلق ترمب للمرة الأولى ما يسمى بعبادة الشخصية وثقافة الطائفة المهووسة، ويتمنى بعض الجمهوريين المعارضين له أن يتعرض ترمب للهزيمة حتى يستعيد الحزب قوته ويفيق أنصاره من الغيبوبة.

التحولات الإعلامية والتقنية زادت من حالة الاستقطاب والانقسام. ولهذا بدا غريباً وخارجاً عن المألوف (رغم أنه صحيح) موقف جيف بيزوس في الدفاع عن توجه صحيفته «واشنطن بوست» من التوقف عن دعم أي مرشح. في العقد الأخير، تحوّل الإعلام المشحون إلى منصات دعاية حزبية بين اليمين واليسار، وتعرضت المهنية لضربة قاسية. ودخول منصات التواصل رفع مستوى الغليان إلى درجات غير مسبوقة، حيث أصبحت في بحث لا يتوقف عن فضائح وأخطاء كل طرف، وإعادة نشرها وبثّها على أوسع نطاق. لقد هاجم الجمهوريون بقسوة بايدن بعد أن تعثر على السلم وتحوّل المشهد المثير للشفقة إلى سخرية واسعة. ولاحقت السمعة السيئة ترمب بعد محاكمات بتهم التحرش والاغتصاب، حرّكها خصومه من الديمقراطيين. حوّلت منصات التواصل الانتخابات من موسم يستمر لبضعة أشهر إلى موسم يستمر، لا يتوقف طيلة 4 سنوات. 4 سنوات من الفضائح التي لا تنتهي، حتى بدخول الرئيس إلى البيت الأبيض.

arabstoday

GMT 05:02 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تحليل التحليل «السياسي»

GMT 04:56 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميع يخطب ود الأميركيين!

GMT 04:53 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التغيير الدرامي لمسلمي وعرب أميركا تجاه ترمب

GMT 04:48 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 04:46 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف العالمي لحل الدولتين لإقامة «الفلسطينية»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم النزول إلى الوحل موسم النزول إلى الوحل



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل مسلحة عراقية تعلن استهداف 6 مواقع حيوية داخل إسرائيل
 العرب اليوم - فصائل مسلحة عراقية تعلن استهداف 6 مواقع حيوية داخل إسرائيل

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
 العرب اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab