عالم يتغير وفي لبنان يعيدون استنساخ «المحاصصة»

عالم يتغير وفي لبنان يعيدون استنساخ «المحاصصة»!

عالم يتغير وفي لبنان يعيدون استنساخ «المحاصصة»!

 العرب اليوم -

عالم يتغير وفي لبنان يعيدون استنساخ «المحاصصة»

بقلم - حنا صالح

لافتة المشاهد الآتية من سريلانكا، جموع هائلة تقتحم القصر الرئاسي ما اضطر الرئيس «غوتابايا» إلى الفرار، وبدأ تداعي «الحكم القوي» لأسرة «راجابسكا» الذي لن تنقذه لا التبعية للصين ولا التنسيق مع إيران. وقبل أيام اغتيل شينزو آبي، السياسي الياباني البارز، الذي وضع على رأس الأولويات إعادة بناء القوة العسكرية لليابان. قبله سقط بوريس جونسون في بريطانيا وهو من أبرز مهندسي «بريكست». وكانت فرنسا قد شهدت فقدان ماكرون لأغلبيته النيابية وهو الفائز بولاية رئاسية ثانية بشق النفس. وقبل فترة أعاد المجريون انتخاب الشعبوي فيكتور أوربان رئيساً للحكومة، ونال حزبه الأكثرية. والعيون مصوبة على مآل الوضع في بولونيا وربما إيطاليا وألمانيا.
ويبدو أن الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني)، ستُحِلُّ أغلبية جمهورية في المجلسين بحيث يتحول المقيم في البيت الأبيض إلى بطة عرجاء!
وفي الأيام الماضية، تراجع ضخ الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أدنى مستوى، لكن كندا بعد طلب ألماني أعادت إرسال توربينات لزوم صيانة خط الغاز الروسي «نورد ستريم1».
سبق ذلك عودة بلدان أوروبية إلى استخدام الفحم الحجري للحد من تأثير حرب الطاقة. توازياً حذّر بنك «جي بي مورغان» من أنه إن لجأت روسيا إلى خفض إنتاجها 3 ملايين برميل يومياً، فإن السعر سيقفز إلى 190 دولاراً للبرميل الواحد، وإن خفضت 5 ملايين برميل فالارتفاع الحاد بالسعر سيصل إلى 350 دولاراً، ما يعني توقف العجلة الصناعية الاقتصادية وتعرض الاقتصادات العالمية إلى انهيارات يستحيل توقع حجمها!
في هذا التوقيت، تتعرض أبرز التوريدات الغذائية إلى خللٍ كبير، و«الأمن الغذائي» مهدد بقوة مع تراجع المعروض من القمح والذرة والحمص والزيوت، وأخطر من ذلك كله الأسمدة اللازمة للزراعة.
لم يكن العالم قد استفاق من كارثة «كوفيد – 19» وما أحدثته من خسائر في الاقتصاد العالمي، وبدا كأن تأريخاً جديداً سيعتمد؛ ما قبل «كوفيد» وما بعده... حتى وقع الاجتياح الروسي لأوكرانيا، الذي سرعان ما ترك تداعيات كارثية على المعمورة. فما يشهده العالم اليوم إن لم يكن كلياً نتيجة تأثير «كوفيد» على الاقتصادات، فالأكيد هناك صلة بالتطورات في أوكرانيا وتداعيات حرب الطاقة التي فاقمتها العقوبات! فبعد نحوٍ من 140 يوماً على بدءِ الحرب التي تنخرط فيها الدول الكبرى، بشكلٍ أو بآخر، وكأنها الحرب العالمية الثالثة، تتسارع التحالفات الجديدة ويتوسع «الأطلسي»، وتبدأ عسكرة ألمانيا، ويعلن الرئيس الروسي بوتين أن «الأمور الجدية لم تبدأ بعد في أوكرانيا»! لكن الرد الأميركي لم يتأخر، فقال الرئيس بايدن، عشية زيارته الاستثنائية والمهمة التي ستقوده إلى السعودية، إنّ «هناك حاجة إلى مواجهة روسيا»، وإلى «أن نكون في أفضل وضعٍ ممكن في مواجهة الصين»، وضمان «مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط».
مع الصعوبة الكبيرة بأي تكهن حيال التطورات المتسارعة، والتداعيات المضاعفة على بلدان جنوب العالم، وبالأخص بلدان الشرق الأوسط الرهيب، فإن لبنان المنكوب بطبقة سياسية فقدت أهليتها الوطنية واتكأت على سلاح دويلة «حزب الله» أو تساكنت معه، أمام أولويات مختلفة عما يشغل الدول ويقلق الشعوب، رغم أن كارثة الانهيارات في لبنان نتيجة «المنهبة»، والفساد «المشرع بالقانون»، والارتهان للممانعة والظلام، سبقت «كوفيد» والحرب على أوكرانيا، وهي مع اختطاف الدولة بالسلاح باتت تهدد الكيان والهوية!
بفضل التدفقات المالية من «الدياسبورا» التي تصل إلى 7 مليارات دولار سنوياً، لم تنتشر المجاعة، لكن البلد في الحضيض. الرغيف مفقود كما الدواء، وتنعدم ميزاته وعناصر ثروته مع تفاقم هجرة الخريجين، واتساع الدمار الممنهج في قطاعي التعليم والاستشفاء. وطال التعطيل المؤسسات، ويشهد البلد إضراباً شاملاً للقطاع العام بعد فقدان الليرة أكثر من 92 في المائة من قيمتها، والخطير وجود تسربٍ مقلق في صفوف القوى الأمنية والجيش، ورغم ذلك لا حكومة رغم الحاجة لوجودها، وكان ينبغي أن تؤلف مباشرة بعد الانتخابات.
كلمة السر لا حكومة حتى نهاية العهد الحالي في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لأن كل طرف يريد أن تكون له حصة وازنة في المحاصصة الجديدة.
الاتصالات متوقفة تماماً بين عون وميقاتي، باستثناء تصريحات تهدف إلى إبراز اهتمام بالتأليف لا أساس له أبداً. وكل الطبقة السياسية منشدة إلى الاستحقاق الرئاسي، باعتبار الفوز به هو الجائزة الأدسم للجهة، أو الجهات، التي ستكون لها اليد الطولى في العملية، في تغافل متعمد لقرارات تكبح الانهيار وتضع البلد على سكة التعافي! بالمقابل يتعامون عن أن «حزب الله» الطرف الأقوى في معادلة نظام المحاصصة، ماضٍ في نهج الاقتلاع، الذي يمر عبر تمتين الكيان الداخلي الذي أنشأه بانفصالٍ عن الكيان اللبناني؛ جيش رديف، واقتصاد موازٍ، وأمن ومحاكم وسجون، والأخطر استنساخ نظام تعليمي ديني فئوي، وتقديم أولوية مصالح محور الممانعة، على ما جرى إبان زيارة إسماعيل هنية غير المرغوب فيها!
تستغل هذا التوقيت حكومة تصريف الأعمال، للمضي في نهج سرقة صغار المودعين وتحميلهم وزر «المنهبة»، والدفاع عن قطاع المصارف المتهالكة، إلى حماية الكارتل المصرفي ومنع محاسبته رغم تحوله إلى كارتل مرابين دمّر الصناعة المصرفية! ويدور كل ذلك تحت عنوانٍ براق وهو خطة «التعافي المالي». وتتسع الخلافات حول «توزيع الخسائر» التي حُددت بـ73 مليار دولار، في حين أن مراجع اقتصادية مستقلة ترى أنها أكبر من ذلك بكثير!
من أفلس مسؤول عن خسارته والمصارف قامرت بالودائع، بتبنيها سياسات مصرف لبنان مقابل فوائد مرتفعة هي سرقة موصوفة. فتخلت عن مسؤولية حماية الودائع ومولت دون قيد أو شرط! وتقع المسؤولية على مصرف لبنان لتجاوزه قانون النقد والخروج عن دوره، ووصولاً لإنفاقه المليارات لتثبيت سعر الصرف، وهو عاد إلى هذه السياسة المخادعة قبل الانتخابات وبدد مليارات إضافية. وتقع المسؤولية على السلطة التي عمدت منذ عام 2011 إلى تمويل العجز من الودائع إثر تراجع الواردات نتيجة لتحاصصها!
الأكيد أن المقامر الخاسر هو المسؤول الأبرز عن تسديد الخسارة. إنه المصارف شراكة مع مصرف لبنان والسلطة. وحديث ميقاتي عن «حماية حقوق المودعين والحفاظ على القطاع المصرفي»، وأن حكومته ليست «من تسبب بحجز أموال المودعين» فيه خلط كبير، لأن الكارثة بدأت تتفجر مع حكومة «القمصان السود» عام 2011، كما لا يمكن الحديث عن المودعين بالجملة فهناك فارق بين مَن استودع جنى عمره أو تقاعده، ومودعٍ من أصحاب النفوذ راكم الثروة عبر النهب والطرق الملتوية واستغل نفوذه لتهريب المليارات.
لا بديل عن حكومة قادرة على القرار، وأولوية رفع السرية المصرفية لتبيان مسار تكوّن الثروات وتحديد المسؤوليات لتكون القرارات منصفة عادلة!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم يتغير وفي لبنان يعيدون استنساخ «المحاصصة» عالم يتغير وفي لبنان يعيدون استنساخ «المحاصصة»



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab