المنطقة ما بعد رصاصات بنسلفانيا

المنطقة ما بعد رصاصات بنسلفانيا!

المنطقة ما بعد رصاصات بنسلفانيا!

 العرب اليوم -

المنطقة ما بعد رصاصات بنسلفانيا

بقلم:حنا صالح

من أميركا إلى كل أنحاء العالم تتسارع خطوات التموضع على خلفية رصاصات بنسلفانيا. نجا الرئيس السابق دونالد ترمب من الموت بأعجوبة، لكن تلك الرصاصات أدمت الرئيس بايدن كما حزبه. وسيرتد بقوة صدى فشل محاولة الاغتيال على الصراع السياسي المرتبط بالسباق الرئاسي، فأمام المرشح ترمب فرصة هائلة للملمة قواعد الحزب الجمهوري من حوله... وما بدر عنه من مواقف إثر تلك الرصاصات يشي بأن أميركا قد تكون عشية موجة حمراء، وربما زلزال سياسي، مع توافق عمليات قياس الرأي على منح ترمب نحو 69 % من نوايا التصويت.

قبل الرابع عشر من يوليو (تموز) الحالي كانت تسود المنطقة أجواء تفاؤل حذر بالتوصل إلى هدنة في الحرب على غزة، وتنسحب على لبنان. بدأ ذلك عندما وافقت «حماس» على انطلاق المفاوضات حول الرهائن من دون وقف إطلاق نار دائم. كما لم تقاطع المفاوضات، رغم جريمة الإبادة الجماعية في المواصي في رفح، وتجاوزت رفض إسرائيل تقديم أي جهة ضمانات بشأن الهدنة وعمليات التفاوض... إلى ذلك تمكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو من فرض أجندته عندما تمسك بالسيطرة على كامل المنطقة الحدودية بين القطاع ومصر.

أما ما بعد محاولة الاغتيال، وعشية زيارة نتنياهو إلى واشنطن لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، فقد ارتفعت أسهم نتنياهو، ما سيمكنه من التصلب أكثر، مع امتلاكه حرية أوسع في حربه على غزة ولبنان. وبالتأكيد فإن الفرصة مؤاتية له للمضي بعيداً في التفاوض للتفاوض، وفي التوقيت المناسب يطيح بمساعي التوصل إلى الهدنة. مبتغاه استمرار الحرب والقتل واستمرار التدمير والاقتلاع، وكل ذلك تحت شعار تقويض قدرات «حماس» العسكرية، وهو العنوان المقبول أميركياً وأطلسياً!

صحيح أن غزة قاتلت واستبسلت وعرفت صموداً في حرب ضروس تكاد تنهي شهرها العاشر، ما أعاد طرح قضية الدولة الفلسطينية على المستوى العالمي، لكن حصيلة «طوفان الأقصى» ثقيلة جداً. لقد أعاد العدو احتلال غزة وإحكام حصاره لها، والقطاع أمام نكبة تفوق ما كان في العام 1948. ومع أكثر من مليوني فلسطيني لا سقف يؤويهم ولا يجدون قوت يومهم، فإن كُثراً من بينهم سيجدون منافذ تأخذهم إلى المنافي في أخطر ترانسفير، لم يكن في المخيلة الفلسطينية ولا الحلم الإسرائيلي. هذا الترانسفير، الذي سيحقق هدفاً صهيونياً وهو الحد من الكثافة السكانية الفلسطينية في غزة، سيصبح كملاذٍ، لأن المواطن الفلسطيني على بينة أن القطاع، وفق ما يتداول، مغطى بركام يصل إلى 40 مليون طنٍّ، والأرض محروقة وملوثة بالأوبئة نتيجة تحلل ألوف الجثث. ولو توقفت حرب التوحش الآن وعاد السلام، فإن رفع الركام يتطلب 15 سنة ومثلها إعادة الإعمار بتكلفة تفوق الـ40 مليار دولار!

توازياً ستشتد العدوانية الصهيونية ضد لبنان، فإسرائيل تمتلك المبادرة، ومطلبها تغيير المشهد وقوبل بدعم أطرافٍ دولية والوسطاء. «حزب الله» مسؤول عن فتح الجبهة، عندما بادر إلى إطلاق النار عبر الخط الأزرق، فكانت الحصيلة إلى كارثة غزة، أن دماراً واسعاً طال قرى وبلدات جنوب الليطاني التي هُجرت قسراً، وفرضت إسرائيل بالنار حزاماً أمنياً نتيجة رؤى قاصرة استخف أصحابها بواقع استدعائها إلى مثل هذه الحرب!

الملاحظ أنه في الوقت الذي يبرز التروي الإيراني بعد مقتل رئيسي، والتمعن بالاحتمالات، فتقدم طهران للعالم الرئيس الجديد مسعود بزكشيان، الذي أعادت أحاديثه التذكير بطروحات الوزير محمد ظريف. ويندرج ذلك في سياق محاولات استيعاب إعصار ترمب، الرئيس الذي اتخذ قرار قتل قاسم سليماني ونفذه. فإن زمن «حزب الله» مغاير لأزمان الآخرين، يقفز فوق تأثيرات الصورة التي ترتسم عالمياً، لتبرز الخطب الأخيرة للشيخ نعيم قاسم أنه ما زال ممكناً التغاضي عن أولوية فصل جبهة الجنوب عن غزة، ويعلن: «بدأنا مرحلة تهيئة الظروف لإزالة إسرائيل»! والأمر السوريالي أن هذا الطرح تزامن مع ما رشح عن «الحزب» من أنه بعد الاستهداف الواسع لكادراته باشر «تعديل تكتيكاته: سعاة يبلغون الرسائل شفهياً وكلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات»!

قرار «حزب الله» بدء الحرب فاقم الانهيارات العامة في لبنان وحمّل الجنوبيين ما فوق قدرتهم، ورفضه احتمال التوصل إلى تسوية بشأن النقاط الحدودية المختلف عليها مع العدو منذ انسحابه في العام 2000 هو رضوخ لإملاءات طهران التي لا ترى في دمار البلد أكثر من خسائر جانبية. وما تكرار مقولات عن «توازن الردع» إلاّ تعبير عن إنكار للوقائع وغربة كاملة عن هموم المواطنين وأوجاعهم، ورفض تسلم الجيش مدعوماً بـ«اليونيفيل» زمام الأمور تطبيقاً للقرار 1701.

أمام الكارثة تفترض الحكمة تحديد الخسائر، وتكون الشجاعة في حماية الأرواح ودرء الخطر المحدق بالأرض. كل ذلك مفقود لأن قرار «حزب الله» في إيران، فيما بقايا السلطة اكتفت بدور البوق وساعي البريد، وانعدم تأثير «معارضة» نظام المحاصصة!

arabstoday

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة ما بعد رصاصات بنسلفانيا المنطقة ما بعد رصاصات بنسلفانيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab