انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأميركية

انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأميركية

انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأميركية

 العرب اليوم -

انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأميركية

بقلم -جمعة بوكليب

يوم الأربعاء الماضي، وفي خضم ازدحام وسائل الإعلام العالمية بأخبار كارثة الزلزال الرهيب في تركيا وسوريا، وأخبار الحرب التي أعلنت مؤخراً في أميركا ضد المناطيد الصينية، إلى جانب الأخبار المعتادة، منذ قرابة عام، عما استجد من تطورات على جبهات القتال في أوكرانيا، ومن دون سابق إنذار، انطلق ماراثون حملات انتخابات الرئاسة الأميركية.
إشارة الانطلاق، هذه المرّة، وعلى غير ما عهدنا في انتخابات رئاسية سابقة، أعلنتها مترشحة، وليس مترشحاً، عن الحزب الجمهوري. ومن يقول إن العالم لا يتغير، في أروقة الحزب الجمهوري الأميركي، فعليه أن يعيد النظر، قبل فوات الأوان.
السيدة نيكي هايلي - Nikki Haley، البالغة من العمر51 عاماً، ابنة مهاجرين هنديين من طائفة السيخ، وسبق أن شغلت منصب سفير أميركا لدى الأمم المتحدة، في الفترة ما بين عامي 2017 و2018 في حقبة الرئيس السابق دونالد ترمب، وشغلت كذلك منصب الحاكم السابق لولاية كارولاينا الجنوبية عام 2009، كانت هي من أطلقت صافرة البدء، بإعلانها ترشيح نفسها لانتخابات الرئاسة عام 2024 عن الحزب الجمهوري. وبذلك، تكون، تاريخياً، أول امرأة تدخل السباق الانتخابي مترشحة عن الحزب الجمهوري، وأول مترشح من الأقليات عن الحزب نفسه.
الإعلان بالترشح يعني أن السيدة هايلي اختارت، عن سبق إصرار وترصد، أن تقف وجهاً لوجه، في حلبة ضد رئيسها سابقاً السيد دونالد ترمب. متجاهلة بذلك ما صدر عنها من تصريحات تؤكد عدم دخولها المنافسة إن قرر السيد ترمب الترشح. السيد ترمب، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كان أول من أعلن ترشحه للانتخابات المقبلة. وكان لدى السيدة هايلي ما يكفي من الوقت لإعادة التفكير. ويبدو أنها بعد مراجعة الحسابات، وصلت إلى قناعة مخالفة لقناعتها الأولى. وقررت أن تقف في طريق العاصفة واحتمال النجاة، أو تحمّل العواقب. والعواقبُ معروفة، ومكتوبةٌ بخط كبير على كل جدار.
السيد ترمب، ليس فقط عقبة كأداء أمام المترشحة هايلي، بل أمام طابور طويل من قيادات الحزب الجمهوري، ممن ينوون خوض غمار السباق الرئاسي في عام 2024، لكنهم لا يجرؤون على المجاهرة، خوفاً من رد فعله، ورد فعل أنصاره. إلا أن إعلان السيدة هايلي الترشح سيشجع بعضهم على الخروج من مخابئهم، والمجاهرة برغباتهم. التقارير الإعلامية تتوقع أن يعلن حاكم ولاية فلوريدا السيد رون دوسانتيس ترشحه قريباً، وكذلك مايك بنس الذي شغل منصب نائب الرئيس ترمب، ومايكل بومبيو، وزير خارجية ترمب، وآخرون غيرهم، أقل وزناً.
خلال حفل الإعلان عن ترشحها، بادر عديد من أنصارها بالإدلاء بتصريحات إلى وسائل الإعلام، ووصفوها بأنها مارغريت ثاتشر أميركا. ولا أدري من أين واتتهم الجرأة لتشبيه مترشحة للرئاسة شبه مجهولة حتى في أميركا، فما بالك خارجها، وبخبرة سياسية تعد ضئيلة، بامرأة صنعت تاريخاً، وشهد لها أعداؤها قبل أصدقائها بالحزم والقوة، وامتلاكها رؤية سياسية.
وما زالت إلى اليوم تحظى بالإعجاب وبالأنصار. إلا أن عاهة إطلاق الكلام على عواهنه ليست جديدة على الحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية أو غيرها. وفي رأيي، أن التشبيه بالسيدة ثاتشر لم يكن عفوياً، ويحمل بين ثناياه رسائل انتخابية بمضامين سياسية يمينية، ليس فقط إلى ناخبين جمهوريين أميركيين، بل إلى جمهور يميني محافظ أعرض خارج أميركا، وتحديداً في بريطانيا، بهدف الاستفادة من الآلة الإعلامية في تجميع الزخم للحملة. والدليل أن الصحف البريطانية المحافظة تلقفت التصريح، وأبرزته في عناوين كبيرة.
صحيفة «التايمز» اللندنية، على سبيل المثال لا الحصر، نشرت، في اليوم التالي لإعلان السيدة هايلي ترشحها، تقريراً بعنوان كبير: «ثاتشر أميركا تدخل السباق نحو البيت الأبيض».
مؤسسات استقراء الرأي العام الأميركية، في آخر ما نشرته من استبيانات، أجريت بين كوادر الحزب الجمهوري، حول المرشحين المحتملين، تضع السيد ترمب في المقدمة بنسبة 43 في المائة، ويليه السيد رون دوسانتيس بنسبة 34 في المائة، والسيد مايك بنس بنسبة 9 في المائة، وجاءت السيدة هايلي في آخر القائمة بنسبة لا تزيد على 4 في المائة. وهذا لا يعني أن تلك النسب ثابتة. فموسم الحملات الانتخابية داخل الحزب الجمهوري لم يبدأ بعد. وقطار السيد ترمب الهائل ما زال واقفاً في محطته. ولدى انطلاقه قريباً، بزمجرته المدوّية، لن يكون من السهل إيقافه، حتى على مترشحين مثل السيد دوسانتيس، الذي يؤكد كثير من المعلقين السياسيين أنه الأكثر احتمالاً ليكون مرشح الحزب في انتخابات نوفمبر 2024.
وبالتأكيد، حين تبدأ المناظرات الأولية في العام المقبل بين المترشحين الجمهوريين في ولاية أيوا، سيعرف أنصار الحزب الجمهوري وكوادره مدى قوة معدن كل مترشح، بقدرته على الصمود في وجه القاطرة الترمبية. وكل ذلك لا يعفينا من ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، وترك هامش كافٍ لاستيعاب ما قد يحدث من مفاجآت.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأميركية انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأميركية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab