خيول ترمب قادمة لا محالة

خيول ترمب قادمة لا محالة

خيول ترمب قادمة لا محالة

 العرب اليوم -

خيول ترمب قادمة لا محالة

بقلم:جمعة بوكليب

إذا كانت الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية الأميركية تشتهر بالإثارة، فإنَّ الانتخابات الرئاسية الأميركية لا تقل عنها إثارةً، الفرق بين الاثنين أن الإثارة في الأولى مصطنَعة ومبنية على الخيال والتشويق، لكن الإثارة في الانتخابات الأميركية حقيقية، وتخلو من المتعة والتشويق، ومرعبة أحياناً. ولعل ما حدث للمرشح الجمهوري دونالد ترمب، يوم السبت 13 يوليو (تموز) الحالي، في بنسلفانيا، غير بعيد، وخير مثال.

آخر تلوّنات الإثارة الانتخابية الرئاسية الأميركية، كان مساء الأحد الماضي، حين فوجئ الأميركيون وغيرهم في بقية القارات بقرار الرئيس جو بايدن الانسحاب من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر، وعلى بُعد 107 أيام فقط من الموعد المقرّر.

كان من الطبيعي أن يستحوذ خبر كهذا على القنوات التلفزيونية الإخبارية في أميركا وخارجها، منذ صدور الرسالة الموقّعة من قِبل الرئيس بايدن على الإنترنت، قرابة الساعة الثانية ظهراً بتوقيت واشنطن دي سي، واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل.

وبالتأكيد، لا يبدو الأمر غريباً من تلك القنوات؛ فأميركا هي أميركا، ورئيسها يشغل أكبر وأخطر منصب في العالم. موضع الغرابة يكمن في التغيّر الفجائي الذي حدث في موقف الرئيس بايدن بانتقاله 180 درجة، أي من الرفض الكامل لفكرة الانسحاب من الترشح، إلى القبول بالانسحاب، والتنحّي من الطريق، والتوصية بترشيح نائبته كامالا هاريس لتكون المرشح البديل.

الرسالة القصيرة (323 كلمة)، والموقّعة بخط يد الرئيس بايدن، عقب نشرها على الإنترنت، قلبت الدنيا رأساً على عقب، وجعلت من المتابعين للانتخابات الرئاسية من خارج الساحة الأميركية في مختلف بلدان العالم، والراصدين لها من الداخل من المعلّقين والمراقبين والمحلّلين الأميركيين، شهودَ عيان على انعطافة تاريخية لم تكن في حسابات تحليلاتهم وتكهّناتهم، كونها واقعة لم تسجَّل منذ عام 1968 في عهد الرئيس ليندون جونسون.

وهذا الحدث يترتب عليه تطورات أخرى، وأسئلة مفتوحة، واختلافات ونقاشات عديدة، ومن المحتمل أن تبرز وجوه ديمقراطية جديدة على الساحة، تتهيّأ لدخول معركة الرئاسة. وعلى الجانب الآخر في الحزب الجمهوري، بدأت مباشرة إعادة مراجعة الحسابات، وتصميم خطط انتخابية جديدة، والإعداد لكل الاحتمالات الممكنة، التي ستظهر في الواجهة، بناءً على قرار الرئيس بايدن بالانسحاب والتنحّي. قائمة الأولويات، في أجندة الفريق الذي يقود الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري ترمب، ستشهد بالضرورة تغييرات عدة، فالواقعة قلبت على أفراد الفريق الطاولة، وعليهم الإعداد لمواجهة ما سيأتي وبأقصى سرعة.

فريق المرشح ترمب فوجئ كغيره بالقرار، فهم -على عكس أغلب الديمقراطيين- كانوا يودّون بقاء الرئيس بايدن في السباق؛ لأن استمراره يقرّبهم كل يوم من البيت الأبيض، ولوحظ كذلك أن فريق الحملة الترمبية، قبل حادثة محاولة الاغتيال يوم 13 يوليو الجاري، كانوا يتهجّمون كثيراً بالنقد على نائبة الرئيس بايدن.

لكن الخطة تغيّرت بعد الحادثة بشكل واضح، كان الناطق باسم فريق الحملة في تصريحاته يؤكّد على نقطة أساسية، وهي أنّه لا يمكن استبدال نائبة الرئيس به بسبب ضعف حالته الصحية؛ إذ لو حدث ذلك، فالأولى بالرئيس الاستقالة من منصبه الرئاسي؛ لعدم قدرته صحياً على أداء واجبات منصبه السياسي رئيساً وقائداً عامّاً للقوات الأميركية.

وهذا استدعى من فريق الحملة الترمبية التخفيف من موجة هجماتهم الانتقادية ضد الرئيس بايدن، حتى يَحِين انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي يوم 19 أغسطس المقبل، لتسميته مرشحاً للرئاسة، وبعدها يستأنفون الهجوم، وكان دافعهم إلى ذلك التأكيد على ألا تتم تسمية مرشح ديمقراطي آخر بديلاً عن الرئيس بايدن خلال المؤتمر، ومتى تمّ التأكد من ذلك، وأُعلن بايدن مرشحاً للحزب، تضيق المساحة الزمنية على الديمقراطيين لاختيار مرشح بديل، لكن بيان الرئيس بايدن بالانسحاب أودى بتلك الخطة.

التقارير الإعلامية تشير إلى احتمال التفاف الحزب الديمقراطي حول نائبة الرئيس كامالا هاريس، تفادياً لإضاعة ما تبقّى من وقت، وإعادة وحدة الحزب، وهناك فريق غير متحمّس للفكرة، ويطالب بإجراء ديمقراطي قائم على منافسة تتيح لكوادر الحزب وأنصاره فرصة لاختيار المرشح الأنسب. ويُحاجِجون بقولهم إنه من المفترض أن يكون الحزب الديمقراطي ديمقراطياً.

لا شك أنَّ الضغوط تراكمت سريعاً منذ الـ27 من يونيو (حزيران) الماضي، وهو تاريخ المناظرة الانتخابية بين بايدن وترمب، وخسرها الأول بشكل واضح، نتيجة تدهور حالته الصحية، وازداد حجم الضغوطات ثقلاً فيما تلا ذلك من مقابلات وتصريحات أدلى بها بايدن، أكّدت هشاشة وضعه الصحي، وزادت في اتساع دائرة المطالبين بانسحابه.

لكن مهما فعل الحزب الديمقراطي -في رأيي- من تغييرات وتوصيات في غضون هذه المدة القصيرة، فإنَّ خيول ترمب قادمة لا محالة.

 

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيول ترمب قادمة لا محالة خيول ترمب قادمة لا محالة



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab