ليبيا الرقص على حافة الهاوية

ليبيا... الرقص على حافة الهاوية

ليبيا... الرقص على حافة الهاوية

 العرب اليوم -

ليبيا الرقص على حافة الهاوية

بقلم:جمعة بوكليب

كشفت وسائل إعلام ليبية، في الآونة الأخيرة، عن قيام السلطات الأمنية في جنوب أفريقيا بالقبض على عدد 95 مواطناً ليبياً، وُجدوا في معسكر تدريب بولاية «مبومالانغا»، الجمعة الماضية، ومثل المتهَمون أمام محكمة جزئية الاثنين الماضي.

واستناداً إلى موقع صحيفة «بوابة الوسط» الليبية، التي تصدر بالقاهرة، فإن المتهمين دخلوا البلاد بتأشيرات طلابية مزوَّرة صادرة من تونس.

وأوضحت أن المعسكر في جنوب أفريقيا كان يُستخدم للتدريب على الشؤون الأمنية، إلا أن السلطات الجنوب أفريقية لدى مداهمتها المعسكر وجدت به معدات وأجهزة مثل التي تستخدم في التدريب العسكري، وتتولى التدريب شركة جنوب أفريقية، قيل إنها رفضت القيام بالتدريب في ليبيا، وأصرّت على حضور المتدرّبين إلى مقر معسكرها في منطقة «وايت ريفر».

المصادر الإعلامية ذاتها أكّدت أن حكومة بنغازي المعترَف بها من مجلس النواب اعترفت، على لسان وزير خارجيتها عبد الهادي الحويج، بتبعية المتدرّبين لها، وأنها تقوم بمتابعة القضية. والأهم من ذلك، استناداً إلى المصادر نفسها، أن السلطات في جنوب أفريقيا لم تكن على علم بالأمر، وأنها أُبلغت من قِبل الولايات المتحدة.

وأضافت أن الشركة المسؤولة عن التدريب اسمها «ميليتس دي سيكوريتي»، ومسجّلة لدى هيئة صناعة الأمن الخاص بجنوب أفريقيا، وأن الجهة الأخيرة أمرت الشركة بالتوقف فورياً عن أعمال التدريب، وقامت بإرسال مراقبين لها لتفقّد مباني المعسكر، والتأكد من مدى امتثالها للقوانين.

وتؤكد الحادثة المذكورة أن لا شيء الآن، وبعد كل ما حدث في ليبيا، بقادرٍ على إثارة الدهشة والعجب، وأن توالُد وتكاثُر الأسئلة كل يوم يظل عالقاً في الهواء مثل غبار من دون إجابات، وفي بلد تختلط فيه الأمور، وتتداخَل فيه الصلاحيات والمصالح محلياً وخارجياً، ويتم فيه اللجوء إلى استخدام السلاح لحل الخصومات بين مختلف الأطراف، فإن الكشف عن معسكر تدريب في بلد لا تربطه بليبيا حدود، وتحويل التدريب الأمني إلى عسكري، كما ذكرت الجهات الأمنية في جنوب أفريقيا، لا يبشّر بخير، ولا يدعو إلى تفاؤل، في بلد يزخَر بمخازن الأسلحة من كل الأنواع، ومن مختلف البلدان، ويمتلئ بجماعات مسلّحة تَدِين بالولاء لمصالح قادتها، ومرتبطة في الوقت ذاته بمصالح بلدان أجنبية، وكل ذلك يحدث علناً، وأمام أعين بعثة الأمم المتحدة.

الجدير بالذِّكر، أن كل المسلحين في غرب البلاد وشرقها وجنوبها يتقاضون مرتباتهم من مصرف ليبيا المركزي، ومن المحتمل أن تكون الميزانية المرصودة لعملية التدريب في جنوب أفريقيا مدفوعة هي الأخرى من المصرف نفسه.

الحادثة تكشف أن التدافع نحو التسليح والتجنيد والتدريب من قِبل مختلف أطراف الصراع على السلطة في ليبيا مؤشرٌ على أن البلاد لن تنعم بالأمن في المستقبل القريب، وأنهم يرقصون جميعاً على حافة الهاوية، وكأن كل الحروب التي شهدتها خلال السنوات الماضية، وما نجم عنها من ضحايا ودمار وكوارث ليست كافية، وأن المصالحة والتوافق والسلام لا مكان لها حتى الآن على أجندة كل الأطراف المتصارعة، وأن القوى الأجنبية المتورطة في الصراع الليبي ما زالت هي الأخرى لم تحسم الخلافات فيما بينها، وتزيد في تعميق الهوة الفاصلة بين المتصارعين المحليين.

أضف إلى ذلك تزايد المخاوف من التواجد العسكري الروسي في شرق البلاد، والتركي في الغرب، وأن الأول منهما تسبّب في تزايُد المخاوف في واشنطن وعديد من العواصم الأوروبية، خصوصاً المقابِلة للساحل الليبي. ويظل من المفيد الإشارة إلى الزيارات العديدة التي يقوم بها مسؤولون من رئاسة الاتحاد الأوروبي، وتلك الزيارات المتتالية من قِبل رئيسة الحكومة الإيطالية وغيرها.

الزيارات المتتالية تأتي تعبيراً عن خوف مشروع في العواصم الأوروبية المُطِلّة على جنوب البحر المتوسط، من امتداد عسكري روسي في القارة الأفريقية يهدّد أمنها ومصالحها، يبدأ من الشرق الليبي، ويتّجه جنوباً نحو بلدان الساحل والصحراء.

والأيام المقبلة ستكشف بالتأكيد عن الكثير من التفاصيل حول الحادثة، وستطفو بالضرورة على السطح عديد من أسماء الوسطاء المتورطين في العملية؛ من ليبيا، ومن جنوب أفريقيا، وربما من دول أخرى.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا الرقص على حافة الهاوية ليبيا الرقص على حافة الهاوية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab