هل يتحقق ما حدث بالفلبين في ليبيا

هل يتحقق ما حدث بالفلبين في ليبيا!؟

هل يتحقق ما حدث بالفلبين في ليبيا!؟

 العرب اليوم -

هل يتحقق ما حدث بالفلبين في ليبيا

بقلم - جمعة بوكليب

الذين منّا يتعاملون مع نصوص التاريخ كما يتعاملون مع نصوص مقدّسة، غير قابلة للتغيير، أو التزوير، أو التعديل، أو التصحيح، ليسوا أقلية. وهم يتخندقون معاً في خندق واحد، على جبهة طويلة عابرة للقارات والأديان واللغات والقوميات. وربما لذلك السبب لا يهتمون بما يجري في العالم وما حولهم من أحداث، ذات صلة وثيقة بتلك النصوص التاريخية.
التجارب الإنسانية، على مر العصور، أثبتت أن التاريخ واحدٌ من أكثر مناطق المعرفة استقطاباً للاهتمام لارتباطه بالهُوّية وبالسلطة. ذلك الاستقطاب، تحديداً، حفّز كثيرين على محاولة إعادة كتابته، بما يتفق ومصالحهم وطموحاتهم ورؤاهم، بدعوى التصحيح. ونجحوا في ذلك. نجاحهم يستند إلى حقيقة، وهي أن الشعوب والأمم، إذا توفرت الظروف المناسبة، على استعداد لتقبل الأكاذيب، والتعامل معها كحقائق معطاة، من دون فرز أو تمحيص؛ على أمل التخلص من لا معقولية واقعها المعاش.
لن ألجأ، في هذه السطور، إلى الاستدلال والبرهنة على ذلك بما نعرفه من تجارب تاريخية قديمة، وأفضّلُ بدلاً من ذلك الاستدلال بمثال حديث العهد جداً، حدث مؤخراً في الفلبين.
الفلبين خرجت لتوّها من معمعة انتخابات رئاسية. الانتخابات حدثت في وقت كان العالم يمر بواحدة من أصعب مراحله وأكثرها باعثاً على القلق؛ خوفاً على مصيره من تداعيات الحرب في أوكرانيا. المرشح الفائز في الانتخابات اسمه فرديناند ماركوس الابن، وفاز بأغلبية ساحقة، غير مسبوقة. الرئيس الجديد للفلبين، ليس غريباً على المشهد السياسي، بل هو ابن رئيس سابق يحمل الاسم نفسه، وأمه اسمها إميلدا ماركوس، أشهر من نار على علم.
في عام 1986 ثار الشعب الفلبيني على السيد ماركوس وزوجه، واضطرا إلى الفرار خارج البلاد. وتولت الحكم بعده السيدة كورزون أكوينو، أرملة خصمه السيناتور أكوينو، الذي اغتاله ماركوس خشية من نجاحه في الانتخابات بسبب اتساع شعبيته.
خلال فترة حكمه، تمكن الرئيس ماركوس الأب وزوجه إميلدا من سرقة أموال تقدر قيمتها بين 5 و10 مليارات دولار أميركي، نهباها من خزينة البلاد، خلال فترة وجودهما في السلطة، التي استمرت طيلة 20 عاماً. ماركوس الأب حكم الفلبين بالحديد والنار، وكان يصف حكمه بأنه «ديكتاتورية دستورية»، وأفقر شعبه، وأذاقه الأمرّين. وماركوس الابن، عاد بعد سنوات إلى المعترك السياسي، وترشح في عام 2016 لمنصب نائب الرئيس وخسر. ومثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ادّعى أن الفوز سُرق منه. وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي جرت يوم 9 مايو (أيار) الحالي، تمكن من الوصول إلى مبتغاه، وبمساعدة من الرئيس الحالي مقابل وعد بعدم تسليمه للمحكمة الدولية مستقبلاً، عن الجرائم التي ارتكبها.
كيف تمكن ماركوس الابن من مسح ذاكرة الشعب الفلبيني من تاريخ حكم والده، وإقناعهم بانتخابه ونجاحه في ذلك؟ وهل من السهولة بمكان على الشعوب أن تكون بلا ذاكرة؟ علماً بأن ماركوس الابن صدر ضده حكم قضائي في الفلبين بتهمة التهرب من دفع الضرائب. وادّعى أنه متخرج من جامعة أكسفورد، وكذّبت الجامعة الادعاء. وأن والدته ما زالت مطلوبة للمثول أمام القضاء بتهمة إخفاء أموال مسروقة.
التقارير الإعلامية الغربية ذكرت، أن ماركوس الابن، لجأ إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي إلى أقصى حد، عبر تجنيد جيش عرمرم من الأنصار، وأوكل إليهم مهمة التزوير والتضليل، وقلب الحقائق وإحلالها بأكاذيب بديلة. وعلى سبيل المثال، ظل طوال حملته الانتخابية يطلق على فترة حكم والده وصف العصر الذهبي، الذي لم تشهد البلاد مثيلاً له في مستوى النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية. أضف إلى ذلك، أنه نفى تهمة السرقة عن والديه، وسعى إلى تبرير ما لديهما من ثروة بمبررات عدة.
في تفسيره لما حدث، يرى الكاتب الفلبيني ميغيل سيوكو - Miguel Syjuco في مقالة نشرها، أن السبب فيما حدث في الانتخابات الأخيرة يعود إلى أسباب عديدة، أهمها أن «الحكومات الفلبينية، واحدة إثر أخرى، كانت مصابة بعدم الكفاءة، واستشراء الفساد والظلم. وأن النواب المنتخبين، عاماً بعد آخر، تهاونوا في إصدار قانون يحظر عودة حكم السلالات، رغم أن الدستور الفلبيني خوّلهم ذلك الأمر».
ما حدث في الفلبين يوم 9 مايو الحالي، في رأيي، من الممكن جداً تحققه في ليبيا، ومن الممكن أن نرى أحد أبناء القذافي قريباً يتقدم للانتخابات الرئاسية، ويحقق ما حققه ابن ماركوس. هناك مؤشرات عديدة تؤكد ذلك. وهناك أيضاً جيشٌ عرمرم يجلس وراء الحواسيب في غرف مغلقة وبأسماء أغلبها مستعار، ولا يتوقفون عن فبركة ونشر الأكاذيب؛ بهدف تضليل الشعب وتزييف الحقائق، والتأكيد على أن، سنوات الجمر، أي العقود الأربعة من حكم العقيد القذافي، كانت عصراً ذهبياً، نعمت فيه البلاد والشعب بالاستقرار والرفاهية. وأن ما ارتُكب من جرائم من قِبل النظام ولجانه الفاشية وأجهزته الأمنية القمعية كان «ضرورة لحماية الثورة من أعدائها المتربصين بها في الداخل والخارج».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يتحقق ما حدث بالفلبين في ليبيا هل يتحقق ما حدث بالفلبين في ليبيا



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab