بولندا تعود إلى أحضان بروكسل

بولندا تعود إلى أحضان بروكسل

بولندا تعود إلى أحضان بروكسل

 العرب اليوم -

بولندا تعود إلى أحضان بروكسل

بقلم - جمعة بوكليب

 

الحرب الدائرة حالياً في قطاع غزة، بين القوات الإسرائيلية وحركة «حماس» رفعت على نحو سريع من درجة التوتر السياسي في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم. وخلال أيام قليلة من اندلاعها، لم تهمش فقط الاهتمام الدولي بما يحدث على جبهات الحرب الأوكرانية - الروسية، بل حجبت كذلك الاهتمام بواحدة من أهم الانتخابات النيابية في أوروبا هذا العام، ونقصد بذلك الانتخابات النيابية التي جرت في بولندا، يوم الأحد الماضي. الانتخابات وصفت بأنها الأهمُّ منذ خروج بولندا منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1989، كونها جرت بين قوتين سياسيتين تختلفان في الموقف من الهوّية البولندية؛ الأولى ممثلة في الحزب الحاكم: حزب «القانون والعدالة»، الذي يرى هوّية بولندا في ارتباطها بتراثها المسيحي الكاثوليكي وقيمه، كما تعبر عنه الكنيسة الكاثوليكية، والمحافظة على الثقافة والتقاليد والروح البولندية الموروثة. والثانية ممثلة في تيار ليبرالي أوروبي التوجه، يقوده الائتلاف المدني، ويراها في تعزيز وتقوية الارتباط بالديمقراطية، والانفتاح على العالم. أهميتها تعود أيضاً إلى التحالف الغربي ضد روسيا في أوكرانيا. ذلك أن عودة حزب «القانون والعدالة» إلى الحكم يعني خلق صدع مؤلم وموجع في جدار الموقف الموحد المضاد للاجتياح الروسي لأوكرانيا، بعد أن منعت حكومة وارسو تسويق وبيع القمح الأوكراني في بولندا، بسبب تأثيره السلبي على مزارعي القمح البولنديين، كما أوقفت إمدادات السلاح البولندي والذخيرة والعتاد إلى أوكرانيا. أوكرانيا من جانبها اعتبرت وقف مبيعات شحنات القمح في أسواق بولندا عملاً معادياً سياسياً، ومخالفاً للقانون الدولي، ورفعت شكوى ضد بولندا إلى منظمة التجارة العالمية. وفي رد فعل مقابل، أعلنت حكومة بولندا وقف إرسال شحنات السلاح والعتاد المرسل إلى كييف من الدول الحليفة.

النتائج النهائية لتلك الانتخابات، قضت على آمال حزب «القانون والعدالة» اليميني الحاكم في مواصلة حكم بولندا لأربع سنوات أخرى، تضاف إلى الأعوام الثمانية السابقة، وفي الوقت ذاته، أعادت الائتلاف المدني الليبرالي وحلفاءه إلى الواجهة السياسية، كما عززت الآمال في أوكرانيا، على اعتبار أن حكومة وارسو الجديدة، بقيادة دونالد تاسك، لن تتخلى على كييف، وستعود بولندا إلى موقفها الداعم والمساند للقوات الأوكرانية في حربها ضد روسيا. والأهم أنها أشاعت البهجة والفرح في بروكسل، وأعادت الطمأنينة إلى قيادة الاتحاد الأوروبي، على أمل إغلاق ملفات التوتر في العلاقة مع وارسو، بخروج حزب «القانون والعدالة» من الحكم، مما يعني البدء فورياً في ترميم وفتح جسور الود مجدداً بينهما. بروكسل اعتبرت انتصار تاسك مهماً كونه جاء بعد انتصارات انتخابية حققها شعبويون وقوميون في بلدان أوروبية أخرى.

كان هناك خوف في بروكسل ووارسو من أن تؤدي الانتخابات إلى فوز حزب «القانون والعدالة»، مما سيفضي حتماً إلى تمادي قيادة الحزب اليميني الشعبوي في الابتعاد ببولندا عن الخط الليبرالي الغربي، ومواصلة السير حثيثاً لتلحق بالمجر. إلا أن حسن الحظ حالف تيار المعارضة بقيادة دونالد تاسك، بفشل حزب «القانون والعدالة» في الحصول على أغلبية برلمانية تضمن تفرده بالحكم، رغم حصوله على أعلى نسبة من الأصوات (37 في المائة). ذلك الفشل سوف يمنح السيد تاسك والأحزاب المعارضة فرصة تشكيل ائتلاف من ثلاثة أحزاب يحظى بأغلبية برلمانية، تتيح تشكيل حكومة بقيادته.

السيد دونالد تاسك، ليبرالي معروف، وواحد من أهم قادة «حركة التضامن»، التي قادت بولندا إلى التخلص من الحكم الشيوعي، في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وكان رئيساً للحكومة في الفترة ما بين 2007 - 2015، كما شغل منصب رئيس المجلس الأوروبي. وتعهّد بسرعة إعادة تعزيز العلاقة مع بروكسل، ووعد بإعادة استقلالية القضاء، والتخلص من القوانين المناوئة للديمقراطية، بخاصة التعديلات التي أُدخلت على قانون الانتخابات، بما يضمن تعزيز الديمقراطية. ترميم العلاقة مع بروكسل يدخل ضمن الأولويات، كونها تضمن الإفراج عما قيمته 35 مليار يورو مخصصة في ميزانية الاتحاد لبولندا، وأوقفت نتيجة رفض حكومة حزب «القانون والعدالة» إلغاء التعديلات التي أدخلها على قانون القضاء، ونزعت استقلاليته، والتعهد أيضاً بعدم التخلي عن أوكرانيا، ومواصلة الدعم والمساندة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بولندا تعود إلى أحضان بروكسل بولندا تعود إلى أحضان بروكسل



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab